دقات الدفوف الأخاذة ترافق ترديد الحاضرين لأسماء الله الحسني متخيلين مراكز الطاقة الروحية شحنا و تنظيفا، و تتناوب مع إنشاد ديني رقيق مصاحب لنغمات هادئة علي أوتار قيثارة بينما يستمر الحاضرون فيما يتخيلون لكن في صمت، حتي تعلن الأواني النحاسية المقروعة الانتقال من شحن مركز طاقة روحية غير مرئيّة الي آخر يتغير معه اسم الجلالة و اللون المتخيل اثناء الشحن و التنظيف، و يستمر الحال حتي يتم شحن و تنظيف كل تلك المراكز في جو من البخور العطرة و مكان ألوانه و رموزه و هيئته توحي بجو روحي ، اجتذب شبابا من وسط اجتماعي عالي و متفتح و دون ان تبدو علي اي منهم علامات التدين الشكلي المألوفة.
الطقوس تبدو جمعا بين معتقدات و أساليب صوفية و علوم روحية هندية و العلاج باللون و العطور و صوت الأواني النحاسية، بما يؤدي الي دفقات شعورية و انغماس وجداني مدفوع بإيمان و ثقة، تزيد الطاقة و تفتح مساراتها و مراكزها، و تؤدي الي الاسترخاء و ربما تجلي قدرة خارقة او اكثر تدريجيا .
التأمل الصوفي هو احد أساليب التأمل، و مهما اختلفت الطرق فالهدف واحد؛ التواصل مع صوتنا الداخلي فروح الله بالداخل طريق محبة و توافق الي الإيمان بالخالق مهما اختلفت التسميات.و هو امر مفيد للصحة النفسية و تأثيراتها الجسمانية، و محبة الله في صفاته طريق للإيمان بحرية و سلام يتوافق مع إنضاج النفس و الروح بعيدا عن القهر و الكبت و التوتر و تغييب العقل، فالإيمان هنا يستفتي القلب طالما صاحبه عقل ينتمي الي ارض الواقع. و نوعية الحضور تبين الشوق الي تدين يخاطب القلب و الروح ،و يحترم العقل و الحرية ،و ينفتح علي ثقافات الشعوب، بل ان أصوات و نغمات الإنشاد و الموسيقي تشعرك انها نابعة من الفطرة و الوجدان و ليست مفروضة عليها.
متي نعرف ان الدين الحق طريقه المحبة و الحرية، و غايته السلام و إنضاج الروح و النفس، لتطمئن و ترضي و تخدم فتتهيأ لجنة الخلد التي وعد الله بها عباده الصالحين ؟
*سفير سابق وطبيب