ارتفع الدولار الأمريكي بشكل جنوني مسجلاً صعوداً قويا خلال تعاملات اليوم الجمعة حيث تصدر قائمة العملات العالمية الرئيسية بمعدل ارتفاعا يبلغ 3.22% مستفيدا من عدة تطورات إيجابية كان لها التأثير الداعم لتحركات الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى.
وتكبد المعدن الأصفر خسائر فادحة بالأسبوع الجاري حيث شهدت أسعار الذهب استقرارا طفيفا خلال تعاملات اليوم الجمعة، في ظل ترقب الأسواق لصدور مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي المُزمع صدوره اليوم والذي يعتبر المؤشر المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي لحساب التضخم، حيث تتجه أسعار الذهب لتسجيل خسائر أسبوعية بأعلى من 1.00%.
ومن أبرز التطورات الإيجابية التي عززت ارتفاعات الدولار هي استمرار حالة التفاؤل بالأسواق حيال قيام الفيدرالي الأمريكي بالاستمرار في رفع الفائدة خلال اجتماعات البنك المقبلة وبخاصة مع تعزز توقعات البنوك الاستثمارية الكبرى بأن يرفع الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة بواقع 0.25% خلال اجتماع مارس القادم، ومن ثم يجري رفع أخر في أسعار الفائدة باجتماع مايو المقبل بمقدار 25 نقطة أساس أخرى ليصل معدل الفائدة النهائي إلى 5.00-5.25% بحلول مايو 2023، وهذه التطورات كان لها الأثر الأكبر في دعم تحركات الدولار بأسواق العملات.
وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الرابحة اليوم يأتي اليورو أو العملة الأوروبية الموحدة بنسبة أرباح تصل إلى 1.68% رغم غياب البيانات الاقتصادية المهمة المؤثرة على تداولاته، ولكن تصريحات صانع السياسة لدى البنك المركزي الأوروبي يواكيم ناجيل صباح يوم الجمعة بأنه لا يمكن استبعاد احتمالية استمرار المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة بوتيرة كبيرة بعد اجتماع مارس، وأنه لا يزال من المبكر حاليا التحدث حول إبطاء المركزي الأوروبي وتيرة التشديد النقدي، كان لها تأثير قوي إيجابي بتحركات اليورو بأسواق العملات.
وجاء الفرنك السويسري في المرتبة الثالثة بقائمة العملات المرتفعة بنسبة أرباح تقدر بنحو 1.34% وذلك في ظل ضعف شهية المخاطرة بأسواق العملات وتزايد الطلب عليه باعتباره من العملات الاَمنة وبخاصة مع تزايد التطورات الجيوسياسية والعقوبات الغربية المفترض إقراراها على روسيا والمخاوف من ردود الفعل الروسية، بالإضافة إلى إعلان روسيا تفكيرها في تطوير أسلحتها النووية، كل ذلك، عزز قوة الفرنك أمام العملات.
وفي المرتبة الرابعة بقائمة العملات الأكثر صعودا يأتي الجنيه الاسترليني بأرباح تصل إلى 0.90% مستفيدا من تصريحات عضو بنك إنجلترا ، كاترين مان، في خطاب ألقته بعنوان" نتائج ارتفاع أسعار الفائدة والتوقعات والتباطؤ وانتقال السياسة النقدية، بمؤسسة ريزوليوشون فاونديشن في لندن؛ والتي أعربت فيه عن قلقها من استمرار التضخم بعامي 2023 و 2024، وأن هناك حاجة كبيرة لمزيد من التشديد النقدي بسياسة بنك إنجلترا.
وجاء الدولار الكندي في ذيل قائمة العملات المرتفعة بنسبة ربح طفيفة تقدر بحوالي 0.48% مستفيدا من ارتفاعات أسعار النفط الطفيفة والتي دائما ما يكون لها انعكاسات على تداولات الكندي نظرا لأهمية القطاع النفطي في كندا ودوره في دعم التعافي الاقتصادي للبلاد.
الذهب ينهار
تعرضت أسعار الذهب لضغوطات قوية عززت من هبوطها خلال تعاملات الأسبوع وتتجه ليتكبد خسائر أسبوعية فادحة بفعل عدة عوامل، أهمها صدور محضر نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية للسوق المفتوحة والتي قدمت بعض التوضيحات بشأن قرار الفيدرالي الأمريكي السابق، والتي أثارت مخاوف المستثمرين وأثرت بالسلب على أسعار الذهب.
وتضمنت نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي بعض الإشارات حول قرار الفائدة المرتقب وبخاصة بعد أن أكدت على أن بعض أعضاء الفيدرالي الأمريكي فضلوا رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماعه السابق، بالإضافة لتأكيد جميع الأعضاء على ضرورة حدوث المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة لكبح التضخم للمستوى البالغ 2%، وهذا عزز من هبوط أسعار الذهب ودفعه لمواصلة الزخم الهبوطي.
وعلى صعيد تداولات اليوم؛ سجلت عقود الذهب الفورية تراجعا هامشيا بنسبة 016% لتستقر قرب مستوى 1,819.35 دولارا للأوقية، كما شهدت عقود الذهب الآجلة انخفاضا بواقع 0.11% ووصلت إلى 1,824.80 دولارا للأوقية.
لا زالت الأسواق تترقب صدور بيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي والذي يعتبر المؤشر المفضل للفيدرالي الأمريكي لقياس التضخم، ومن المقرر صدوره بوقت لاحق من هذا اليوم، والذي قد يكون له تأثير قوي على تحركات الفيدرالي الأمريكي المقبلة بشأن الوتيرة التي سيتخذها في رفع أسعار الفائدة، وبحال جاء المؤشر بأعلى من المتوقع ستؤثر إيجابيا على أداء مؤشر الدولار الأمريكي، وهذا بدوره سينعكس بالسلب على تحركات أسعار الذهب ، في ظل وجود علاقة عكسية بين الطرفين.
وفي الوقت ذاته، تعرضت أسعار الذهب لمزيد من الضغط بسبب ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة مكونة من ست عملات أجنبية رئيسية أخرى، حيث سجل مؤشر الدولار ارتفاعا بواقع 0.25% ليصل إلى مستوى 104.797 نقطة، وهذا من شأنه عزز من تراجع أسعار الذهب ، فإن من المعروف أن ارتفاع الدولار يقلل من جاذبية السلع المقومة به وخصوصا معدن الذهب لأنه يزيد من تكلفة حامليه، وهو الذي يضغط على مستويات أسعار الذهب.
وايضا، نجد بأن ارتفاع عوائد السندات الخزانة الأمريكية ضغط على مستويات أسعار الذهب ، حيث سجلت عوائد السندات لأجل 10 سنوات ارتفاعا بواقع 0.55% لتصل إلى 3.902 نقطة، بالإضافة لصعود عوائد السندات لأجل 20 سنة بنحو0.63% لتسجل نحو 4.0694 نقطة، وهذا من شأنه تسبب في هبوط أسعار الذهب.
وبالإضافة إلى ذلك، تعززت الضغوطات على أسعار الذهب بفعل تأثرها بتوقعات بنك الصين الشعبي بشأن اقتصاد ثاني أكبر مستهلك لمعدن الذهب في العالم الصين، حيث أفاد البنك بأنه من المتوقع أن يتعافى اقتصاد البلاد خلال عام 2023، متوقعا بأن ينمو الاقتصاد بنسبة 5%، وهذا بدوره عزز آمال المستثمرين بشأن تعافي اقتصاد الصين وأضعف الطلب على الذهب كونه ملاذا آمن يلجأ إليه المستثمرون بحالات الأزمات والكوارث.
وبالتطرق لتداولات المعادن النفيسة الأخرى، فقد تعرضت عقود الفضة الفورية لانخفاضات ملحوظو بواقع 0.95% ووصلت إلى 21.11 دولارا للأوقية، كما سجلت أسعار البلاتينيوم تراجعا بنسبة 1.42% وسجلت نحو 937.65 دولارا للأوقية، فضلا عن انخفاض أسعار البلاديوم بواقع 0.76% واستقرت قرب مستوى 1,441.08 دولار للأوقية.