أسرار وحكايات توجد هنا وهناك في كل محافظة ، وهناك من يرون لنا هذه الأسرار والحكايات ، ليعبروا بكلمات من القلب عن كواليس متعددة لأماكن ومزارات سياحية وأثرية هامة في مختلف أنحاء الجمهورية .
ونلقى اليوم عبر عدسة " صدى البلد " الضوء على أحد أبرز هذه الأسرار التي تتجسد فيما قام بروايته عم حسن سليمان حسن من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان ، ويعمل حارس لمعبدى رمسيس الثانى في المدينة السياحية منذ عام 2006 ، والذى يؤكد قصة عشقه للأثار ، والتي لم يكن يعلم أي شيء عنها قبل عمله كحارس لمعبدى رمسيس الثانى ، وعن يوم عمله داخل المعبد يكون على مدار 8 ساعات ، وعندما يأتي للمعبد في بداية يومه يقوم بإعطاء تحية خاصة " لرمسيس الثانى " ، والذى يشهد إهتمام وإقبال كبير من كل الزائرين من مختلف دول العالم ، ليؤكد على عظمة الحضارة المصرية التاريخية ، ويكون عندى شعور خاص ممتع وشيق وأنا أعمل داخل المعبد ، وشعور لا يوصف ، وأنا أتواجد بجوار هذه الأثار الخالدة .
آثار خالدة
وأوضح عم حسن سليمان بأننى أقوم في فترة عملى وتواجدى بمعبد رمسيس أقوم بدندنه لبعض الأغانى والأبيات الشعرية ، ومنها شوف رمسيس الثانى عامل حفلة جميلة ، وأنا ماشى في المعبد شوفت السمرة بترقص ، وغير ذلك من الأغانى ، بجانب القيام بإلقاء بعض كلمات الشعر باللجهة النوبية ، ومن بين هذه الأشعار كثيراً ما أقول " يا شمس أطلعى يا شمس أطلعى خلى العالم يشوف الشمس ، والناس كلها تاجى تشوف الشمس " .
وأشار حارس معبدى أبو سمبل أنا عندما ينتهى يوم عملى بودع رمسيس الثانى ، وبقول له حروح وهشوفك تانى بكرة ، وأنا أحب التواجد داخل مقر عملى ، وبشكر الدكتور أحمد صالح – دكتور الأثار اللى له فضل كبير على في حب وعشق الأثار المصرية ، بما كان يقوله ويشرحه عن التاريخ المصرى وعظمة هذه الأثار .
وأوضح عم حسن سليمان بأننى بتمنى بأن يمر كل عام يعدى بخير والسياحة تزيد في مصر ، والناس تأتى لأسوان وتستمتع بمشاهدة هذه الأثار الكبيرة والعظيمة ، وهذا ما نشهده في يوم تعامد الشمس يعتبر عيد لنا ، وهو من أحسن المعابد على مستوى الجمهورية التي يتم فيها تنظيم الإحتفالات ، وفى شهر فبراير يكون إقبال أكبر من السائحين والزائرين لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس .
الحضارة المصرية
وأضاف حسن سليمان بأن هناك الكثير من السائحين والزائرين من مختلف جنسيات العالم يأتوا لزيارة معابد أبو سمبل ، ويقومون بإلتقاط الصور التذكارية مع مفتاح المعبد ، ومعى ، وأمام المعبد في أجواء تملؤها السعادة والفرحة بهذه الأثار ، وهنا أبعث رسالة بزيارة معبدى رمسيس الثانى لأنها معابد تستحق التعرف عليها عن قرب ، وهى تشهد إحتفالات سنوية مرتين كل عام بلحظة تعامد الشمس .
هذا وكان قد أوضح الدكتور عبد المنعم سعيد وكيل وزارة السياحة والأثار بأسوان بأن ظاهرة تعامد الشمس ظاهرة فريدة من نوعها حيث يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان والتى جسدت التقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريين ، خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير والدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها فى كل مكان.
وأكد عبد المنعم سعيد أن هذه الظاهرة تتم مرتين خلال العام إحداهما يوم 22 أكتوبر إحتفالاً ببدء موسم الحصاد ، والأخرى يوم 22 فبراير إحتفالاً بموسم الفيضان والزراعة ، وتحدث الظاهرة من خلال تعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة (أمون ورع حور ) لتخترق أشعة الشمس الذهبية صالات معبد رمسيس الثانى داخل قدس الأقداس .
والجدير بالذكر بأنه تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وقد سجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".
بينما تعرض معبد أبو سمبل عقب بناء السد العالى للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد العالى وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، بتكلفة 40 مليون دولار، وتم نقل المعبد عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها فى موقعها الجديد على ارتفاع 65 متراً أعلى من مستوى النهر، وتعتبر واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية، وبعد نقل معبد أبوسمبل من موقعه القديم، الذى تم نحته داخل الجبل، إلى موقعة الحالى، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير.