أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الجزء الثاني من دراسته حول مخاطر الألعاب الإلكترونية بعنوان "إستراتيجية التنظيمات المتطرفة للتجنيد بواسطة الألعاب الإلكترونية .. القومية البيضاء نموذجًا" ، والتي سلط خلالها الضوء على استراتيجية التنظيمات المتطرفة في تجنيد واستقطاب اللاعبين عبر عدة طرق منها إنتاج ألعاب جديدة، وتعديل الألعاب الحالية بما يخدم أيديولوجيتها الفاسدة أو استخدام الدردشات للتواصل مع اللاعبين ممن يميلون إلى فكرها أو قريبين منها حيث لا يشترط في تلك التنظيمات الاقتناع التام بفكرها يكفي أن تجد ميلًا أو رابطًا مشتركًا حتى تبدأ عملية تجنيد اللاعبين عبر تكثيف التواصل معهم وإمدادهم بالرسائل الممنهجة.
كما كشف المرصد في دراسته أن التعليقات والمحتويات الساخرة تستخدم أيضًا من قبل هذه التنظيمات في إيصال الفكر المتطرف بشكل فكاهي غير مباشر سعيًا لقراءة فكر اللاعبين ومعرفة ميولهم الفكرة ومن ثم الانقضاض عليهم ومحاصرتهم فكريًا لضمهم إلى جبهتهم.
ويعد اليمين المتطرف والقوميين البيض من العناصر المتطرفة الفاعلة على منصات الألعاب الإلكترونية، والتي نتيجة لنشاطها في تجنيد اللاعبين واستقطابهم لصفها تسبب في ارتكاب عدة جرائم إرهابية حول العالم نذكر منها مذبحة "كرايستشرش" في نيوزيلندا التي راح ضحيتها عشرات المسلمين أثناء تأديتهم الصلاة.
ووفق دراسة مرصد الأزهر فإن منفذ الهجوم "برينتون تارانت" استخدم نفس التكتيك المستخدم في ساحة الألعاب القتالية من حيث الزي العسكري، وتصوير العملية الإرهابية وبثها مباشرة على الإنترنت، واستخدام أكثر من سلاح ناري لعدم إهدار الوقت وحصد أعلى عدد ممكن من الأهداف Goals حيث يتم التعامل مع الضحايا باعتبارهم أرقام مجردة Score بلغة اللعبة.
ولوحظ أن هناك رابط بين مرتكبي العمليات الإرهابية ممن كان لهم تواجد على منصات الألعاب الإلكترونية إلى جانب ما سبق ذكره، وهو "عدم الندم" فمنفذ هجوم "هال" الألماني أكد أن الضحايا أعدائه، كما أن "تارانت" تعمد تنفيذ إشارة تعبر عن العنصريين البيض رغم تكبيل يديه خلال المحاكمة.
ويرى مرصد الأزهر أن ضعف الجانب الإشرافي والثغرات القانونية تشجع المتطرفين أيًا كانت أيديولوجيتهم على استغلال منصات الألعاب الإلكترونية كمنصة انطلاق للتواصل مع العناصر القديمة أو المجندين الجدد المحتملين مثلما يحدث بين أنصار القومية البيضاء.
لافتًا إلى أن "الخطاب المضاد" السبيل لزيادة الوعي بين اللاعبين لحمايتهم من التطرف ويتم ذلك من خلال تشجيعهم على الإبلاغ عن اللعبة ذات التوجه المتطرف أو إرشادهم لتمييز المحتوى المتطرف والذي يأتي في هيئة تعليقات عنصرية ورسائل كراهية، مع ضرورة اللجوء إلى نفس النهج المتبع من المتطرفين حيث استخدام الدردشات للحوار مع اللاعبين لتوعيتهم وسد المنفذ لتسلل الفكر المتطرف إليهم.