جددت الأمم المتحدة التأكيد على أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ودعت روسيا إلى وقف عدوانها على أوكرانيا ووضع حد لإراقة الدماء.
ودعا رئيس الجمعية العامة تشابا كوروشي ـ خلال الجلسة الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة، والتي تأتي تزامنا مع مرور عام على نشوب الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير 2022ـ طرفي النزاع والمجتمع الدولي إلى إعادة الالتزام بقيم ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وإلى أن يكون هذا المعلم- والمعاناة التي عاشها الملايين خلال العام الماضي- بمثابة تذكير لنا جميعا بأن الحلول العسكرية لن تنهي هذه الأزمة، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة.
وقال رئيس الجمعية العامة إن الأزمة المستمرة منذ عام خلقت يأسا وأحدثت نزوحا ودمارا وموتا على نطاق لم تشهده أوروبا منذ عقود، مشيرا إلى أن حجم الخسارة الناجمة عنها هائلة وعصية على الفهم.
وأضاف "قتل عشرون ألف مدني والعديد من الجنود- بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الجرحى- تفرق ثمانية ملايين لاجئ في جميع أنحاء أوروبا وخارجها؛ نزح ستة ملايين داخليا- غالبيتهم من النساء والأطفال- وتشتت العائلات، والتي غالبا لا تعرف مصير أحبائها".
وأشار إلى أن الاستهداف المنهجي للبنية التحتية المدنية ترك ملايين الأوكرانيين بلا كهرباء أو ماء أو تدفئة في خضم الشتاء، محذرا من أن استهداف البنية التحتية المدنية يمثل انتهاكا مباشرا للقانون الإنساني الدولي.
وحذر رئيس الجمعية العامة من أن خطر اندلاع الحرب النووية لا يزال يلوح في الأفق، وكذلك مخاطر وقوع حادث نووي، مشددا على أن هذا التهديد لا يقبله الضمير، لما له من تداعيات عالمية كارثية محتملة.
وقال: "لا يمكن الانتصار في الحرب النووية ولا ينبغي خوضها على الإطلاق".. معربا عن دعمه القوي للعمل المهم الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان السلامة والأمن النوويين في أوكرانيا.. مؤكدا الحاجة الملحة لإعادة الالتزام بنزع السلاح العالمي ونظام عدم انتشار الأسلحة النووية".
وأرسل رئيس الجمعية العامة رسالة إلى قادة وشعب الاتحاد الروسي مفادها بأن روسيا كانت ولا تزال عضوا بارزا في مجتمع الأمم، مشيرا إلى أن بقية أعضاء هذا المجتمع في انتظار عودة روسيا إلى مسار صنع السلام والحفاظ عليه، للمساهمة في الاستقرار والازدهار المشتركين.
بدوره.. وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه يعد بمثابة إهانة لضميرنا الجماعي، مشيرا إلى أن مرور عام على هذا الغزو يمثل معلما قاتما لشعب أوكرانيا وللمجتمع الدولي.. قائلا "إنه يشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويلقي بعواقب إنسانية وخيمة على حقوق الإنسان، ولهذه الحرب تأثير ملموس يتجاوز حدود أوكرانيا".
وكرر الأمين العام ما ظل يقوله منذ اليوم الأول لبدء الغزو الروسي بأن هجوما روسيا على أوكرانيا يتحدى المبادئ والقيم الأساسية لنظامنا متعدد الأطراف، مؤكدا أن ميثاق الأمم المتحدة واضح لا لبس فيه: "يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة".
وقال الأمين العام إن الأمم المتحدة ملتزمة بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دوليا.
وأكد جوتيريش أن الحرب ليست الحل، بل هي المشكلة، وقال إن الناس في أوكرانيا يعانون بشكل كبير.
وأضاف أن الأمم المتحدة ظلت تعمل على الأرض مع شركائها في المجال الإنساني، مشيرا إلى أن 40 في المائة من الأوكرانيين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، كما تتعاون وكالات الأمم المتحدة مع البلدان المضيفة التي استقبلت أكثر من 8 ملايين أوكراني – في أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
وتطرق جوتيريش إلى النداء الإنساني، الذي أطلقته الأمم المتحدة، خلال الأسبوع الماضي، لجمع 5.6 مليار دولار لمساعدة شعب أوكرانيا، وأكد التزام الأمم المتحدة بضمان العدالة والمساءلة في هذا الصراع مثلما يحدث في أي مكان آخر.
أ د ه/ارم
/أ ش أ/