تطرح مصر في الأسواق قريبا أول سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية، ولا تحتوي على أي انبعاثات تتعلق بظاهرة الاحتباس الحراري لأنها تعتمد على بطارية لتشغيل محركها ولا تحرق أي وقود داخليًا، كما إنها تتطلب كميات أقل من السوائل الأكثر تلويثا مثل زيت المحرك والسوائل المبردة.
وتسعى الحكومة للعمل بـ السيارة كهربائية بما يساهم في التوجه نحو الاقتصاد الأخضر والحد من الملوثات بشكل كبير والتوسع في استخدام الطاقة النظيفة لا سيما في ظل التوجه العالمي للحفاظ على البيئة للحد من الانبعاثات الضارة وخفض استهلاك الوقود.
نماذج لأول سيارة كهربائية محلية
وعرضت مصر نماذج لأول سيارة كهربائية تصنعها، في خطوة تهدف إلى توطين صناعة السيارات الكهربائية، كما أكد عميد البحوث التطبيقية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري محمد الغمري بأن التصنيع سيبدأ خلال 6 أشهر.
وعقد رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، الثلاثاء، اجتماعا لاستعراض مشرع تصنيع أول سيارة كهربائية في مصر.
وأكد مدبولي اهتمام الحكومة بهذا المشروع الذي يحقق هدف توطين صناعة السيارات الكهربائية محليا، وطالب بالعمل على زيادة المكون المحلي والاهتمام بجودة المنتج.
وخلال الاجتماع، عرض الدكتور محمد الغمري، عميد البحوث التطبيقية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري عناصر السيارة الكهربائية التي سيتم تصنيعها محليا وآلية تطويرها.
وأشار إلى العوائد المنتظرة من هذا المشروع سواء من الناحية الاستثمارية، فضلا عن إتاحة فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في الصناعات المغذية، إلى جانب توفير العملة الصعبة نظرا لتقليل فاتورة الاستيراد.
وتناول الغمري الخطوات التنفيذية للمشروع، موضحا أنه يتم العمل على بدء التصنيع خلال 6 أشهر للسيارة المخصصة للاستخدام داخل المدينة بمكون محلي 60%، مع العمل على رفع المكون المحلي إلى 90% خلال 24 شهرا من بدء الإنتاج، عبر مشروع بحثي ممول من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بهدف تصميم جميع المكونات الإلكترونية والكهربية محليا.
وأشار إلى أنه سيتم إنشاء مجمع لتصنيع السيارات الكهربية على مساحة 50 ألف متر، واتخاذ ترتيبات لتعميق المكون المحلي في التصميم الميكانيكي، والمحركات، والدوائر الالكترونية، للوصول إلى نسبة 100%.
وأضاف أن المشروع يستهدف تلبية احتياجات السوق المصرية من مختلف الطرازات، وتطوير تصميم مصري للسيارات المنتجة من خلال كوادر وطنية عالية المستوى.
وطرح عددا من المطالب، منها الموافقة على منح الرخصة الذهبية للمشروع، مع الموافقة على الترخيص للسيارة بديل "التوكتوك" بسرعة قصوى 45 كم/ساعة طبقاً للمواصفة أو60 كم/ساعة، وأبدى رئيس الوزراء موافقة مبدئية في هذا الشأن، مع اتخاذ الاجراءات الخاصة بذلك.
سعر السيارة 100 ألف جنيه
ثم كشف الدكتور محمد الغمري بعدها في تصريحات تلفزيونية تفاصيل أكثر حول السيارة الكهربائية وقال: إن سعر أول سيارة كهربائية مصرية في الأسواق سيتراوح بين 100 إلى 170 ألف جنيه، مشيرًا إلى أن السيارة سيتم طرحها خلال 6 أشهر.
وأضاف أن الجسم الخارجي للسيارة سيصنع محليًا، والمكونات الكهربية ستكون مستوردة من الخارج في المرحلة الأولى، مشيرًا إلى هناك مخطط للتحول من 60% تصنيع إلى 100% تصنيع محلي من مكونات السيارة.
ولفت إلى أن هناك تحالفا بين الجامعات المصرية والهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي لتصنيع السيارة الكهربائية محليًا.
شحن السيارة بـ 10 جنيه
وأوضح الغمري أن السيارة يتم شحنها لمدة 3 ساعات فقط للشحنة الواحدة، بتكلفة 10 جنيهات فقط، مشيرًا إلى أنه يمكن شحنها في المنزل على التيار الكهربائي العادي.
والجدير بالذكر، اتجه عدد من الدول مؤخرا إلى العودة لاستخدام السيارات الكهربائية، حيث يعود تاريخ صناعة السيارة الكهربائية إلى 188 عاما، وتحديدا في عام 1832 قبل ظهور السيارات التقليدية بـحوالي 56 عاماً، وقل استخدامها لعدة أسباب من بينهم ارتفاع اسعارها حينها مقارنة بالسيارات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري.
ونشر مركز معلومات الوزراء إنفوجرافيك بعنوان: "مصر الثالثة ضمن أبرز أسواق المركبات الكهربائية بالمنطقة العربية".
وتناول الإنفوجرافيك توقعات سوق السيارات الكهربائية بالمنطقة العربية خلال الخمس سنوات القادمة وفقًا لمنظمة الإسكوا، حيث يُتوقع أن تصل قيمة سوق السيارات الكهربائية بالمنطقة العربية إلى قرابة 84 مليون دولار بحلول 2026، مقابل 35 مليون دولار في 2020، على أن تصبح مصر من بين أبرز تلك الأسواق، مع كل من الإمارات، والسعودية، والمغرب.
وتتوقع "الإسكوا" أن يصل حجم الإنتاج السنوي من السيارات الكهربائية في مصر إلى حوالي 20 ألف سيارة كهربائية بحلول 2026، بمكونات مصنعة محليًّا بأكثر من 50%.
وأشارت "الإسكوا" إلى أن أول 100 ألف سيارة كهربائية منتجة محليًّا، تعهدت الحكومة المصرية بدعم تكاليفها تعزيزًا لعملية تصنيع السيارات الكهربائية في البلاد.
كما تستهدف مصر بحلول 2030، زيادة صادراتها من التكنولوجيا العالية كنسبة من الصادرات الوطنية بنحو 6 أضعاف.
وكان أول ظهور للسيارة الكهربائية في مصر في يونيو من 2021، حيث أطلقت وزارة قطاع الأعمال العام، تجربة السيارة الكهربائية "نصر E70" كأول سيارة كهربائية تصنع في مصر، من خلال مصانع شركة النصر للسيارات التابعة لها، وعقب ذلك كان الإعلان الأول عن السيارات الكهربائية في مصر بالكشف عن نية الشركة في إنتاج 25 ألف سيارة خلال السنة الأولى للإنتاج.
واستطاعت الشركة الترويج للسيارة الكهربائية ما أدى إلى حجز 20 سيارة للبيع من الإنتاج الأول، وقامت الشركة في ذلك الوقت بتجريب السيارة لمدة 3 شهور حتى يكون لها القدرة على إجراء التعديلات الضرورية لها قبل الإنتاج الفعلي.
ولمعرفة سبب توجه الحكومة لتصنيع سيارات كهربائية لانها:
- غير ملوثة للبيئة لاعتمادها علي الطاقة النظيفة.
- غير مزعجة لعدم وجود صوت محرم علي غرار السيارات التقليدية .
- موفرة فى قيمة الوقود بأكثر من 70% مقارنة بالوقود التقليدي.
- موفرة فى عمليات الصيانة الدورية .
- تتمتع بامكانيات كبيرة وتكنولوجيا عالية .
- ستدعمها الحكومة ب 50 ألف جنيه مما يخفض سعرها .
- سعرها أقل بـ 20% من السيارات التقليدية المثيلة .
- هناك عدة مشروعات لتدشين سيارة كهربائية بمشاركة القطاع الخاص .
- ستكون البداية باستيراد سيارات كاملة وتجميعها محليا .
- سيتم لاحقا تصنيع ما بين 40 ل 60% من مكونات السيارة محليا .
ومن أبرز مزايا أول سيارة كهربائية محلية الصنع انها:
- تتسع لـ 5 أفراد.
- نسبة المكون المحلي تصل لـ 60%.
- سرعة المحرك 60 كم في الساعة.
- سعر السيارة الكهربائية 100 ألف جنيه.
- العمر الافتراضي لبطاريات «ليثيوم ايون» 12 عاما، بضمان 10 سنوات.
- السيارة موفرة، بتكلفة تشغيل لا تزيد على 30% من تكاليف السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين.
- تصميم الهيكل الخارجي للسيارة مصري الصنع 100%.
- استهداف الوصول بالمكون المحلي للسيارة الكهربائية إلى 100% خلال عامين.
والجدير بالذكر أن مشروع تصنيع أول سيارة كهربائية في مصر، يضم نخبة من الباحثين وأساتذة الجامعات وحاصلين على جوائز تشجيعية بخبرات دولية.