يوافق اليوم 22 فبراير ذكرى وفاة الفنانة عقيلة راتب التي رحلت عن عالمنا عام 1999.
ولدت عقيلة راتب فى 23 مارس 1916 لأسرة أرستقراطية واسمها الحقيقة كاملة محمد كامل وكان والدها دبلوماسياً كبيراً وأول مصري يعمل بقلم الترجمة فى وزارة الخارجية حيث كان يتقن 7 لغات.
عندما وصلت لسن 5 سنوات قامت بسببها معركة بين المصريين والإنجليز أطلق عليها معركة الخليج المصرى بعد أن حاولت قوات الاحتلال القبض على والدها وضرب أحد الجنود الإنجليز الطفلة على رأسها فأغمى عليها وثار الأهالى وحدث اشتباك بينهم وين الجنود الإنجليز وراح ضحيته 5 شهداء.
ظهرت مواهبها الفنية فى سن مبكرة وعرض عليها زكى عكاشة صاحب فرقة عكاشة العمل فى فرقته وهى فى سن 14 عاما، لكن والدها رفض بشدة وضربها فانتقلت إلى بيت عمتها واحترفت الفن وقاطعها والدها، واختارت لنفسها اسم عقيلة راتب.
حازت شهرة واسعة بعد عملها فى فرقة عكاشة وكتبت عنها الصحف وانتقل إسماعيل باشا صدقى وعدد من الوزراء لمشاهدة ما تقدمه النجمة الصاعدة من أوبريتات على المسرح وكتبت الصحف حينها مجلس الوزراء انعقد من أجل عيون عقيلة راتب.
حققت نجاحًا كبيرًا حتى أصبحت منقذة الفرق المسرحية وانتقلت للعمل بفرقة على الكسار، ولجمالها الشديد وأخلاقها تعلق بها عدد من رجال السرايا وطلبها أحدهم للزواج فرفضت مفضلة عليه زميلها مطرب الفرقة الشهير والدنجوان وقتها حامد مرسى الذى سبق وتزوج قبلها عدة مرات، وتم الزواج بينهما عام 1932 وكان عمرها وقتها 16 عامًا وأنجبت منه ابنتها الوحيدة أميمة.
وبعد افتتاح استوديو مصر كانت النجمة عقيلة راتب أحد رواد العمل به واكتشفت عددا من كبار النجوم ومنهم عماد حمدى ومحمد فوزى ومحمود المليجى وأنور وجدى، وأنتجت عددًا من الأفلام ولكن احترقت هذه الأفلام ومعها عدد كبير من أفلام عقيلة راتب فى حريق استديو مصر.
كانت عقيلة راتب تقدم العديد من الاستعراضات والمونولوجات والأوبريتات فى الأعمال المسرحية والسينمائية وعندما جاءت فرقة مزاى المجرية إلى القاهرة شاركت عقيلة الفرقة فى تقديم استعراض فعرض عليها مدير الفرقة الانضمام لفرقته والسفر للخارج حتى تصبح فنانة استعراضية عالمية ولكنها رفضت.
وقع الطلاق بينها وبين زوجها حامد مرسى بعد زواج استمر لمدة 26 عامًا واستمرت علاقة الود والصداقة بينهما حتى وفاته ولم تتزوج بعده.
كانت عقيلة راتب من أوائل رواد ماسبيرو منذ افتتاح التليفزيون عام 1960 وشاركت في أشهر مسلسل اجتماعى وهو مسلسل عادات وتقاليد وبدورها الشهير حفيظة هانم الذى حقق نجاحًا كبيرًا وقارب عدد حلقاته من 400 حلقة.
بعدما كبرت كانت عقيلة راتب من أنجح الفنانات اللاتى قدمن دور الأم وظلت تعمل حتى شاركت فى آخر أفلامها وهو فيلم المنحوس عام 1987 وقبل انتهاء مشاهدها فى الفيلم أصيبت بالعمى وفقت البصر ولكنها أصرت على استكمال مشاهدها، وبعدها ابتعدت عن الفن حتى وفاتها فى 22 فبراير من عام 1992.