الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيت العائلة الإبراهيمية ليس ديانة !

عمر الأحمد
عمر الأحمد

افتُتح منذ أيام قليلة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بيت العائلة الإبراهيمية، وهو الصرح الذي يضم مسجدا وكنيسا وكنيسة، يجمع دور عبادة للديانات الإبراهيمية الثلاث (الإسلام واليهودية والمسيحية) في فناء واحد، كل دار عبادة في مبنى مخصص منفصل عن الآخر، إلا أن التصميم الخارجي الجميل متشابه إلا حد ما. 

كما أن كل دار عبادة يحمل اسم رمز ينتمي لديانة الدار، فالمسجد يحمل اسم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والكنيسة تحمل اسم قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والكنيس يحمل اسم العالم الجليل والطبيب اليهودي موسى بن ميمون، الذي ولد في الأندلس إبان العصور الوسطى، وانتقل إلى الشام فأصبح الطبيب الخاص للقائد صلاح الدين الأيوبي، ثم ارتحل إلى مصر ومات ودُفن فيها. هذه مقدمة موجزة عن بيت العائلة الإبراهيمية، يمكن لأي شخص بمجرد التصفح في محركات البحث على الإنترنت، القراءة عنه، معلومات بسيطة وواضحة لا لبس فيها ولا يمكن لأحد ألا يفهمها أو أن يستنكرها، فكثر هي دور العبادة في العالم، إلا من في قلبه مرض، فلا دواء له !.

جاء الإعلان عن إنشاء بيت العائلة الإبراهيمية في 5 فبراير 2019، بعد يوم من توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية على يد كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس. وتخليدا لهذه الذكرى، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع بالإعلان عن يوم 4 فبراير "يوما دوليا للأخوة الإنسانية"، ضمن مبادرة قدمتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية. كما أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بتخصيص أرض في جزيرة السعديات بأبوظبي لإنشاء بيت العائلة الإبراهيمية، وذلك من منطلق مبادئ احترام الديانات والتعايش السلمي التي حث عليها ديننا الحنيف وسنة نبينا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم.

وضوح المعلومات حول بيت العائلة الإبراهيمية، أسقط الأقنعة عن أصحاب القلوب والعقول المريضة، وعلى الرغم من كثرة دور العبادة في العالم سواء للمسلمين أو المسيحيين أو اليهود، إلا أن هذا المشروع في دولة الإمارات فكان لابد لهؤلاء الشرذمة من التنفيس عن حقدهم، بشتى الطرق، حتى وإن كان عن طريق اختراع قصة خيالية ساذجة وسخيفة لا يصدقها المجنون. 

منذ سنوات عديدة، اعتدنا سماع وقراءة الهجوم على كل ما تقوم به دولة الإمارات، لكن هذه المرة أتى الهجوم بطريقة ساذجة بشكل أكبر من ذي قبل، وهو ادعاء أصحاب القلوب المريضة أن دولة الإمارات تدعو إلى دين جديد يسمى "الدين الإبراهيمي"، بالرغم من وضوح المعلومات الخاصة ببيت العائلة الإبراهيمية وسهولة الحصول عليها، والأغرب أن هذا الادعاء يردده بعض من يسمون أنفسهم "علماء دين" و "مشايخ"، دون أخذ عناء التأكد من الصحة والدقة، استنادا إلى الآية الكريمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ". ناقضوا أنفسهم، وتنصلوا من تعاليم الدين، وكشفوا عن غلهم وحقدهم وكرههم. ومن نعم الله على الإمارات أن هذه الأكاذيب تتعمق أكثر في سخفها وسذاجتها شيئا فشيئا.

لفتتني إجابة سعادة الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، حينما سأله المذيع عن قيام بعض "أهل المعرفة والاطلاع" (حسب وصف المذيع) بترديد الادعاءات السخيفة حول ما يسمى بـ "الديانة الإبراهيمية"، حيث أجاب الظاهري قائلا "هؤلاء لا يرتقون لمستوى حتى طلبة علم".