نعيش الآن اليوم الأخير من شهر رجب ، وهو من الأشهر الحُرم العِظامِ، وحيث إن الصيام من أعظم القربات إلى الله تعالى وثوابه عظيم، فلا يمكن لأولئك الذين فاتهم صيام الأيام البيض وغيرها من أيام رجب، أن يضيعوا هذه الفرصة اليوم ، لذا يتساءلون عن حكم صيام آخر يوم في رجب ، وكذلك فضله ، خاصة وأن رجب أحد الشهور التي يتضاعف فيها ثواب العمل الصالح والعبادات والطاعات ، من هنا يبحثون عن هل صيام آخر يوم في رجب من شأنه تعويض ما فاتهم من الأيام البيض مثلاً؟.
صيام آخر يوم في رجب
قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه يجوز للمسلم أن يصوم تعبدًا لله تعالى آخر يوم في رجب، ولا حرج في ذلك ولا مانع منه، منوهة بأن صيام آخر يوم في رجب ، كغيره من الأيام الأخرى من شهر رجب له ثواب صيام التطوع.
واستشهدت “ الإفتاء” عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار مسيرة سبعين خريفا»، مشيرة إلى أنه لم يرد في الشرع الحنيف ما يمنع صيام هذا الشهر، ولا استثناءه من ندب الصيام.
وأوضحت أن الخريف هو السَّنة، والمراد: مسيرة سبعين سنة مُتفق عليه، وعليه فإن صيام يوم في شهر رجب المبارك تبعد الإنسان عن النار مسيرة 70 سنة، وقد خصّ نفسه سبحانه بالمجازاة عليها، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ حَسَنَةَ ابْنِ آدَمَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَّا الصَّوْمَ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» أخرجه أحمد في مُسنده.
وأضافت أنه ثبت في الصّحيحين عن سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»، وفيما ورد عن ابن رجب -رحمه الله تعلى- أنشهر رجبالمبارك مفتاح أشهر الخير والبركة، وقال أبو بكر الوراق البلخي رحمه الله:شهر رجبشهر للزرع وشعبان شهر السقي للزرع ورمضان شهر حصاد الزرع.
حكم صيام آخر يوم في رجب
ورد في حكم صيام آخر يوم في رجب ، أنهلم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خص شهر رجب بصيام أو عبادة محددة، فمن أراد أن يصوم فليصم على اعتباره من الأشهر الحرم أي لمكانته عند الله تعالى، كما جاءأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصم شهرًا كاملًا إلا رمضان، وكان يصوم غالب أيام شهر شعبان، ولكن ليس كله، مستشهدًا بما روي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: «قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» رواه أبو داود والنسائي، منوهًا بأن شهر رجب شهد أعظم حادثة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهي "الإسراء والمعراج".