زلزال سوريا وتركيا المدمر، الذي وقع فجر الإثنين 6 فبراير الجاري مخلفاً آلاف الضحايا والمصابين، إضافة إلى نزوح مئات العائلات، وخسائر مادية بالمليارات في كلا البلدين، سبب هوسا لدى كثير من الناس خاصة في منطقة المتوسط من تكرار نفس الزلزال المميت.
تعرض المنطقة لزلزال آخر مميت
وشهدت منطقة المتوسط وتحديدا في كل من تركيا وسوريا ولبنان وعدد من الدول وقوع أكثر من هزة أرضية تتراوح ما بين خفيفة إلى متوسطة عقب زلزال سوريا وتركيا المدمر.
وخرجت كثير من التصريحات والتأويلات حول تعرض المنطقة لزلزال مميت قد يضرب عددا كبيرا من الدول من بينها ثلاث دول عربية، وفقا لتنبؤات عدد من العلماء، وهو الأمر الذي نفته عدة جهات مسؤولة بهذه الدول من بينها المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية.
وحول تعرض المنطقة لزلزال آخر مدمر على غرار زلزال سوريا وتركيا، قال الدكتور صالح محمد عوض، عالم الجيولوجيا العراقي بكلية العلوم بجامعة بغداد، إن الأرض تخضع إلى قوة جذب من جميع الكواكب، مضيفا أن القمر والكواكب يسحبون الجزء الصلب من الأرض مما يؤدي إلى حدوث الزلازل.
وأضاف عوض ـ خلال تصريحات له على قناة "صدى البلد"، أن الزلزال والهزة الأرضية تؤدي إلى استقرار الأرض، موضحا أن الزلازل ليس لها دورة زمنية معينة وهي عشوائية.
وتحدث عن زلزال تركيا، مؤكدا أن الصفيحة التركية بها نشاط زلزالي كبير، مشيرا إلى أن الجهد الأرضي سيكون به زيادة خلال يومي 27 و28 فبراير الجاري، وذلك بسبب اقتراب الكواكب والقمر من الأرض وهو ما يعرض الألواح للانزلاق وقد يحدث زلزال.
ولفت إلى أن بعض الدول العربية والأوروبية لا تهتم بالمواد التي تدخل في بناء المنازل وبالتالي تتأثر بالزلازل، مشددا على الاهتمام بالكود الزلزالي في بناء المنازل.
اقتراب الكواكب والقمر من الأرض
ومن جانبه، قال جاد القاضي، رئيس معهد البحوث الفلكية والچيوفيزيقية، إن مصر آمنة من الزلازل المدمرة ولا يمكن أن تتعرض لزلازل.
وأوضح القاضي ـ في تصريحات له، أن مصر بعيدة عن أحزمة الزلازل النشطة المعروفة عالمياً، بجانب أن النشاط الزلزالي في تركيا وسوريا بعيد تماماً عن الأراضي المصرية رغم أن بعض محافظات مصر تعرضت لتوابعه وشعر به المواطنون.
إلى ذلك، تابع قائلاً إن هناك بعض المناطق التي يمكن أن يحدث بها نشاط للزلازل، وهي خليج العقبة وشمال البحر الأحمر، إضافة إلى بعض المناطق اليونانية والقبرصية، وهي بعيدة عن مصر، ولكن يتم الشعور بها دون أضرار أو تبعات.
وأكد أن الحكومة المصرية تنفذ خطة واستراتيجية لمواجهة مخاطر الزلازل، وتراعي في ذلك بناء وتصميم المدن الجديدة، وإقامة الجسور والأنفاق، حيث تستعين برأي خبراء الجيولوجيا وعلماء المعهد في دراسة التربة التي تقام عليها تلك المدن والمنشآت.
كذلك أضاف أن الكود الزلزالي في مصر يتم تحديثه بشكل مستمر، ويتم إخطار مجلس الوزراء بذلك لوضعه في حساباته عند تخطيط المدن الجديدة، وتنفيذ المشروعات الجديدة، مشيراً إلى أنه يتم يومياً رصد ومتابعة النشاط الزلزالي للجمهورية والتحليل الفوري لبياناته وتحديد توزيعاته الجغرافية وقوته.
وكان العالم الهولندي قد أجاب عن سؤال حول إمكانية حدوث هزة بمصر ولبنان فقال: "نعم، لأن هذه المنطقة عرضة للنشاط الزلزالي ولكن لا يمكن الجزم، بالاستناد إلى النشاط الزلزالي ما إذا كانت ستحدث الأسبوع المقبل أو في الخمس أو العشر سنوات المقبلة، معلنا أن التنبؤ بتاريخ حدوث هزة أمر مستحيل.
توقع هزة أرضية في مصر ولبنان
وأثارت تصريحات العالم الهولندي خوف المصريين ليرد رئيس معهد الفلك ويؤكد أن هذه التصريحات لا تنطبق على مصر، وأن بلادنا آمنة من الزلازل.
ولتأكيد أن مصر آمنة من الزلازل ولا يمكن التنبؤ بالوقوع، قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ مساعد الشبكة القومية لرصد الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن معدل الزلازل التي تحدث في مصر لم تتغير، ولم تتأثر بالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، موضحا إن "للزلازل وضع جيولوجي بعيد عن مصر".
وأضاف عز العرب ـ في تصريحات له، أن أخبار تعرض مصر لزلزال قادم هو موضوع يصعب الحديث فيه، مؤكدًا أن النشاط الزلزالي في مصر متوسط، وكان آخر زلزال ضرب مصر جاء بقوة 5.8 وهو متوسط القوة وأضراره متوسطة هي الأخرى على المباني السكنية.
وتابع: لن يمكن توقع بحدوث زلزال في مصر، والتوقع بحدوث زلزال هو أمر غير وارد وغير موجود علميًا"، مشيرًا إلى أنه من الصعب التوقع بحدوث زلزال في مصر، ولو استعدينا من مباني ووعي وتصرف خلال قدوم أي زلزال إلى مصر سيمر كأن لم يحدث شيئا.
ومازالت تضاعف الدول ووكالات الإغاثة الدولية جهودها لمساعدة ملايين المشردين الذين يعتصمون بالخيام أو الجوامع أو المدارس أو بالسيارات، بعد 13 يوماً من زلزال المدمر الذي ضرب كلا من تركيا وسوريا وأودى بحياة أكثر 43 ألف شخص.
وأفادت تقارير بإخراج اثنين على قيد الحياة من تحت الأنقاض في تركيا الخميس الماضي، على أن مثل هذه الحالات أخذت تزيد ندرتها، تاركة اليأس يحل مكان الأمل من تكرارها.
الزلزال أودى بحياة 43 ألف شخص
ومازالت تضاعف الدول ووكالات الإغاثة الدولية جهودها لمساعدة ملايين المشردين الذين يعتصمون بالخيام أو الجوامع أو المدارس أو بالسيارات، بعد 13 يوماً من زلزال المدمر الذي ضرب كلا من تركيا وسوريا وأودى بحياة أكثر 43 ألف شخص.
وأفادت تقارير بإخراج اثنين على قيد الحياة من تحت الأنقاض في تركيا الخميس الماضي، على أن مثل هذه الحالات أخذت تزيد ندرتها، تاركة اليأس يحل مكان الأمل من تكرارها.
وبحسب قنوات تركية ـ أخرجت فتاة في السابعة عشرة من عمرها من تحت أنقاض مبنى في محافظة كهرمان مرعش جنوبي تركيا، وذلك بعد مضي 248 ساعة من وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر.
وأودى الزلزال بحياة أكثر من 38 ألفاً في جنوب تركيا، بحسب ما صرح مسؤولون يوم الجمعة، فيما قالت السلطات في سوريا إن عدد الوفيات جراء الزلزال بلغ 5 آلاف و800 شخص وهو رقم طرأت عليه تغييرات طفيفة في غضون أيام.
والخميس الماضي، قالت الأمم المتحدة إن ثمة حاجة إلى جمع أكثر من مليار دولار لتمويل عمليات الإغاثة في تركيا، وذلك بعد يومين من الإعلان عن الحاجة إلى 400 مليون دولار لصالح عمليات الإغاثة في سوريا.
ولم تعلن أي من تركيا أو سوريا حتى الآن عن عدد المفقودين جراء الزلزال.