مع حلول الأشهر الحرم ومع اقتراب شهر رمضان المبارك ، يجتهد كثير من المسلمين في الصيام تقربا الى الله عز وجل ، طمعا في الحصول على رضا الله ، ونظرا لمضاعفة الثواب في الأشهر الحرم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ،: ( من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا ) .
وفي هذا الصدد ورد سؤال يقول صاحبه : لم أستطع صيام ليلة الإسراء والمعراج بسبب ظروف العمل ، حيث أن الصيام يصيبني بنوع من الكسل والخمول في العمل ، فهل علي إثم ؟ .
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أنه إذا كان صيام التطوع سيؤدي إلى الإهمال في الأعمال أو الوظائف العامة؛ يجب تركه لأن إتقان العمل المكلَّف به الموظف وأداءه فرض، والتقصير فيه يجعل الموظفَ آثمًا عند الله حتى لو كان في حال طاعة.
هل يجب القضاء على من أفطر في صوم التطوع
قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الفقهاء اختلفوا فى حكم قضاء المندوبات فى صيام التطوع إلى أن الراجح فيها هو ما ذهب اليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية ، والحنابلة ، والمحققون من الأحناف بعدم وجوب القضاء إلى أنه مستحب وهو الرأى الراجح.
ومما ورد فى شأن صيام التطوع قوله تعالى "فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " الآية 184)البقرة١٨٤، وقوله صل الله عليه وسلم : " الصائِمُ الْمُتطَوِّعُ أمَيرُ نفسِهِ ، إنْ شاءَ صامَ ، و إِنْ شاءَ أفْطَرَ".
وأوضح استاذ الفقه المقارن، أن شرائع الإسلام تتضمن واجبات، ومندوبات في كل عبادة من العبادات فمن الواجبات في الصوم شهر رمضان الذى لم يوجب المولى عز وجل سواه على أمة الإسلام و صيام مندوب كصيام يومي الاثنين والخميس والثلاثة البيض من كل شهر والإكثار من الصيام في شعبان، وشهر الله المحرم وصيام يوم عرفة ، وعاشوراء.
حكم صيام الإسراء والمعراج
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار السابق لمفتى الجمهورية، إن شهر رجب يعتبر من الأشهر الحرم الذى يستحب فيها الصيام والإكثار من الأعمال الصالحة، مؤكدًا أنه لا يجوز للمسلم أن يصوم شهر رجب كاملًا لأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لم يصم شهرًا كاملًا سوى شهر رمضان المبارك.
وأضاف “عاشور” ، فى إجابته عن سؤال « ما حكم صيام الإسراء والمعراج ؟»، أنه يجوز الصوم فى أى وقت فى السنة ماعدا يوم النحر وثلاثة أيام عيد الأضحى ويوم الفطر، أيضًا من صام يوم الجمعة يكون صومه صحيح ولكنه يكون مكروه لأننا لم نريد أن نفرد يوم لوحده فى الصوم لأن يوم الجمعة عيد.
وأشار إلى أنه لا حرج فيه لأن الصيام طاعة مطلوبة فى هذه الأوقات فى رجب وشعبان حتى نمهد نفسنا لشهر رمضان، فيجوز صوم ليلة الإسراء والمعراج احتفاء بأن الله منى على رسولنا صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج وبنزول وفرض الصلوات الخمس.