لا يعرف الكثيرون لماذا حدث الإسراء والمعراج ؟، ليظل أحدث أسرار تلك الليلة المباركة، التي لا ينبغي تفويتها بأي حال من الأحوال، وحيث إن معرفة السبب تزيد الحرص وتوجب الانتباه والاهتمام ، من هنا يُطرح السؤال عن لماذا حدث الإسراء والمعراج ؟ لإدراك نفحات وبركات تلك الليلة لعلها تمسح أحزاننا كما فعلت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
لماذا حدث الإسراء والمعراج
ورد عن لماذا حدث الإسراء والمعراج ؟، أن له عدّة أسبابٍ أهمّها: التخفيف والتسرية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد طول حزنه؛ لما كابده من ظلمِ قومه وعدوانهم، وما تبِعَ ذلك من وفاة عمّه أبي طالبٍ، وزوجته خديجة -رضي الله عنها- في عامٍ واحدٍ؛ ممّا جلب الحزن والهمّ للنبيّ -عليه السلام-، فأراد الله -تعالى- أن يُخفّف على نبيّه حزنه؛ فيريَه ألوان قدرته بإعلائه في طبقات السماء العليا، وما رافق ذلك من رؤيته للجنة والنار وغيرهما.
كما جاء أنه بعد التسرية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الإسراء والمعراج حدث لتهيئة المسلمين والمشركين لعهدٍ جديدٍ من النبوّة والرسالة؛ تتمثّل في بداية مرحلةٍ فاصلةٍ في دعوته -صلّى الله عليه وسلّم- فكان من الجيّد وجود حدثٍ يوضّح ويؤكّد ريادة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وعلوّ مكانته وحقيقة دعوته.
وقد حدث الإسراء والمعراج أيضًا لربط أمة القيادة بأسلافها وأصولها من الأنبياء والصّدّيقين والشهداء؛ من خلال إمامته -عليه السلام- بأنبياء الله -صلوات الله عليهم-، وكذلك الرفع من مكانة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ يإيصاله إلى مكانٍ مُميّزٍ وله رفعةٌ في قلوب المسلمين ألا وهو المسجد الأقصى.
وكذلك من أسباب الإسراء والمعراج، أنه جاء بها الله عز وجل رحمة ورأفة بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- بسبب اشتداد أذى المشركين له، والأحزان التي تتالت عليه وخاصةً بعد وفاة زوجته خديجة وعمه، ووقعت مع النبي هذه الحادثة بعد عودته من الطائف، فأراد الله عز وجل بها تخفيف كرب النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ويمكن القول إن السبب الحقيقي لهذه الرحلة هو اشتداد كرب النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وحزنه وأساه، وجاءت تأكيداً للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- أن الله تعالى لا يترك عبده بضيق إلا وفرجه.
وورد أن في هذه الليلة صعد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى سابع سماء عند عرش الله عز وجل في سدرة المنتهى، فحادثة الإسراء تمثل رحلة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ليلاً على ظهر البراق برفقة ملك الوحي جبريل عليه السلام من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى الكائن في فلسطين وتحديداً في مدينة القدس المحتلة، أما المعراج هي الرحلة التي قام فيها النبي من الأرض إلى السماوات السبع بعد الإسراء، وقد وصل إلى عرش الله عز وجل في سدرة المنتهى، وعاد إلى الأرض في نفس الليلة بعد إنهاء رحلته.
أسباب الإسراء والمعراج
- تخفيف الإيذاء البدني والنفسي عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يمارسه أهل قريش على النبي.
- إخراج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من الحال الذي كان فيه بعد وفاة عمه وزوجته لأنهما كانا الداعمين له في كل ما يواجهه.
- كانت الرحلة بمثابة اختبار للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومدى إيمانه بالله عز وجل، واختبار لإيمان وصدق المسلمين من منهم صدق رحلة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومن منهم كذبها.
- شملت رحلة الإسراء عدد من الأحداث التي لا يمكن أن يصدقها العقل البشري، وكانت هذه الرحلة بمثابة البينة للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- ليعرف من يؤمن بالله ورسوله ويصدقه حقاً، من المتخذين الدين ستاراً لهم.
- أظهرت رحلة الإسراء والمعراج للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- شتى أنواع العذاب التي ستنزل على كل من كفر بنعمة الله عز وجل، وقد رأى النعيم الذي سيعيش فيه المتقين وأهل الجنة، وقد جاء لاتباع الدين الإسلامي بدلالات واقعية على ذلك تبرهن صدقه.
- كانت حادثة الإسراء والمعراج الليلة المباركة التي فرض فيها الله عز وجل الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا.