يغفل الكثيرون عن أحكام صيام يوم الإسراء والمعراج، خاصة مع كثرة الشبهات حول تحديد موعدها بين رجب ومحرم، وبحسب دار الإفتاء المصرية فإنه مع مغرب شمس اليوم الجمعة، تبدأ ليلة الإسراء والمعراج التي توافق 27 رجب 1444هـ.
ونرصد في التقرير التالي فضل صيام يوم الإسراء والمعراج، وكم يعدل أجرها بحسب الإفتاء المصرية.
فضل صيام الإسراء والمعراج
وقالت الإفتاء من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: ليلة 27 رجب تبدأ من مغرب الجمعة وتنتهي فجر السبت، ومن أراد صيام يوم 27 رجب فالصيام يوم السبت، ويجوز صيام يوم السبت فقط على أنه يوم 27 رجب، مشددة أن من استطاع صيام الجمعة أو الأحد مع يوم السبت فهو خير له.
وأوضحت الإفتاء أن التنفُّل بصيام يوم السابع والعشرين من شهر رجبٍ لا مانع منه شرعًا، بل هو من الأمور المستحبة المندوب إليها والمرغَّب في الإتيان بها وتعظيم شأنها؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ يَومَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ صِيَامَ سِتِّينَ شَهْرًا». وهذا الحديث وإن كان فيه ضعفٌ، إلا أنه ممَّا يُعمل به في فضائل الأعمال على ما هو مقرر عند الفقهاء في مثل ذلك.
ولقد تواردت نصوص جماعة من الفقهاء على استحباب صيام هذا اليوم؛ لما له مِن فضلٍ عظيمٍ وما فيه مِن أحداثٍ كبرى في تاريخ الأمة الإسلامية، ولكونه من الأيام الفاضلة التي يستحب مواصلة العبادة فيها، ومنها الصيام؛ فمن هؤلاء: الإمام أبو حنيفة؛ كما نقله عنه الإمام القرافي في "الذخيرة" (2/ 532)، والإمام ابن حبيبٍ وغيرُه؛ كما ذكره العلامة خليل في "التوضيح" (2/ 461)، والإمام الغزالي، والإمام الحطاب، بل نصَّ بعضهم على أنَّ صومه سُنَّةٌ؛ كالعلامة سليمان الجمل في "حاشيته على شرح منهج الطلاب" (2/ 249)، والعلامة شطا الدمياطي في "إعانة الطالبين" (2/ 306).
وشددت أنه ينبغي أن يبادر المسلم في ليلة الإسراء والمعراج إلى الإكثار من الاستغفار ومن الدعاء لله عز وجل، مؤكدة أن هناك بعض الليالي التي يُستحب إحياؤها بالعبادة وفعل الخيرات.
معجزة الإسراء والمعراج
ورد ذكر الإسراء والمعراج في القرآن الكريم في مواضع عدة أبرزها حديث الكتاب العزيز في أوائل سورة الإسراء فيقول تبارك وعلا:"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" [سورة الإسراء:1].
والإسراء في اللغة مأخوذة من المصدر أسرى، أي السير في الليل، وفي الاصطلاح المقصود بالإسراء هي الرحلة التي خرج فيها النبي من البيت الحرام إلى بيت المقدس راكبًا دابة تسمى البراق بصحبة رسول الوحي جبريل عليه السلام والتي كانت بروحه وجسده معا، في وقت قصير من الليل بسرعة تتجاوز الحسابات العادية والمألوفة للبشر وتبين لنا قدرة الله عز وجل، ويشمل الإسراء عودته إلى مكة في نفس ذات الليلة، والتي صلى فيها بالأنبياء إمامًا في المسجد الأقصى، كما ذكر في سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)..
فيما تعرف اللغة المعراج بأنه مأخوذ من العروج أي الصعود، والمعراج هو السلم الذي تصعد به الأرواح إلى السماء عند قبضها، وفي الاصطلاح فهو يطلق على الرحلة السماوية التي أعقبت رحلة الإسراء الأرضية من حيث صعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وبقي يصعد ويرتقي حتى وصل إلى السماء السابعة وما فوقها، ثم بعدها عرج به إلى سدرة المنتهى، وبعدها إلى البيت المعمور، وجاء ذكر المعراج في سورة النجم في قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ).