طرحت منصة شاهد مسلسل أزمة منتصف العمر للمخرج كريم العدل والمؤلف أحمد عادل،وتدور أحداثه حول البطلة ريهام عبد الغفور “فيروز” التي تتزوج من “عزت”وهو رجل يكبرها بالعمر كثيرا وتعاني معه ثم تقع في حب زوج ابنتها “عمر” وسرعان ما تحتد الأحداث بسبب هذه العلاقة.
وأثارت أحداث المسلسل صدمة كبيرة لبعض المشاهدين بسبب جرأة تناول وطرح الفكرة ولذلك كانت عدسة صدى البلد بين الناس لتسألهم عن رأيهم في مسلسل أزمة منتصف العمر.
قالت هبة جمال، إن المسلسل جذاب كتمثيل وأداء ولكن فكرته غير مناسبة للمجتمع ويوجد به العديد من القضايا المستفزة للناس وقد لا تتناسب مع المجتمع المصري.
وأضاف محمد رمزي ،أن مسلسل أزمة منتصف العمر يتناول الكثير من الأفكار الشاذة والغريبة،ولا يجب عرض قضايا تبرز ضعف المجتمع حتى وإن كان يتواجد به فعلا مثل هذه القضايا.
وأشار كريم محمد، أن تناول قضايا الجرائم بكثرة يهدم أخلاق المجتمع والجيل الجديد ويمكن للدراما أن تساعد في بناء جيل جديد ولكن بطرح موضوعات مفيدة للشباب.
حكم فعل الفاحشة مع أم الزوجة والإنجاب منها.. سؤال يشغل أذهان الناس بسبب حالة الجدل التي فعلها مسلسل «أزمة منتصف العمر»، بتناوله قضية زواج القاصرات وعلاقات الجمع بين المحارم وما ينتج عنها من تبعات النسب وخلافه، حيث تسبب مسلسل أزمة منتصف العمر في إثارة الجدل حول حكم العلاقة التي تجمع الرجل بأم زوجته «حماته»، وما يترتب على هذه العلاقة من وقوع الفاحشة المحرم شرعاً وتزداد إثماً إذا كانت خاصة بـ «المحارم».
ماذا قال الفقهاء عن صحة زواجه؟
وهنا سؤال فقهي يفرض نفسه وهو: «هل من فعل الفاحشة مع أم زوجته تحرم عليه ابنتها التي هي: -زوجته-، أو يصبح عقد الزواج فاسدًا شرعاً؟» فهي مسألة خلاف بين الفقهاء قديمًا، وسنذكر آراء الفقهاء في هذا التقرير الفقهي.
من فعل الفاحشة بأم زوجته، فقد أتى منكراً عظيماً، يلزمه منه التوبة والندم والاستغفار، مع الإكثار من الأعمال الصالحة، رجاء أن يتوب الله عليه، كما قال سبحانه: «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى» ( طه:82)، وهل تحرم عليه زوجته بذلك أم لا؟ فيه خلاف بين الفقهاء.
ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه تحرم عليه زوجته بسبب زناه بأمها، وجعلوا هذا الوطء المحرَّم كالوطء الحلال في تحريم المصاهرة، فإن الرجل لو نكح امرأة ودخل بها حرمت عليه بنتها إجماعا، لقوله تعالى في المحرَّمات من النساء: «وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ»(النساء:23).
وذهب المالكية والشافعية إلى أنه لا تحرم عليه زوجته بسبب وطئه لأمها بالزنا، لأن الحرام لا يحرِّم الحلال، قال ابن قدامة رحمه الله: «ولو وطئ أم امرأته أو بنتها حرمت عليه امرأته نص أحمد على هذا في رواية جماعةٍ، وروي نحو ذلك عن عمران بن حصين، وبه قال الحسن وعطاء وطاوس ومجاهد والشعبي والنخعي والثوري وإسحاق وأصحاب الرأي».
وروى ابن عباس أن الوطء الحرام لا يحرِّم، وبه قال سعيد بن المسيب ويحيى بن يعمر وعروة والزهري ومالك والشافعي وأبو ثور وابن المنذر".
والقول الثاني، الذي ذهب إليه المالكية والشافعية، قد رجحه جماعة من أهل التحقيق حيث قالوا: «الخلاف في هذه المسألة مشهور معروف، وأرجح القولين دليلا فيما يظهر أن الزنا لا يحرُم به حلال»، والراجح عدم تحريم نكاحها، وعدم فسخ النكاح.
حكم الزنا في الإسلام
الزنا جريمة مستنكرة مجمعٌ على حرمتها في كل الشرائع السماوية وقد جعل الله من صفات المؤمنين أنهم لا يقترفون جريمة الزنا قال تعالى: «والذين هم لفروجهم حافظون»، وتوعد الله من يفعل ذلك بالعقاب الأليم إلا أن يتوب توبة نصوحا، ويبتعد عن اقتراف مثل هذه الذنوب قال اللَّهُ تَعَالَى: «وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَل ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِل عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّل اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}» (سورة الفرقان (68 – 70)).
وأمرت الشريعة الإسلامية بسد كل الطرق المؤدية إلى الزنا حتى وإن كانت النظرة الحرام المؤدية إلى الوقوع في المحرم قال الله تعالى «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا» {سورة الإسراء (32)}.
وفاعل الزنا ارتكب أمرًا مجرما نصت علي حرمته نصوص الشريعة الإسلامية، قال الله تعالى: «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ» (سورة النور(2)).
وفى الحديث النبوي الشريف الذى رواه أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ، فَنَادَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الآخَرَ قَدْ زَنَى - يَعْنِي نَفْسَهُ - فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ الَّذِي أَعْرَضَ قِبَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الآخَرَ قَدْ زَنَى، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ الَّذِي أَعْرَضَ قِبَلَهُ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لَهُ الرَّابِعَةَ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ دَعَاهُ فَقَالَ: «هَلْ بِكَ جُنُونٌ؟» قَالَ: لاَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ» وَكَانَ قَدْ أُحْصِنَ {صحيح البخاري حديث رقم (5271)}.
التوبة من الزنا
فإن من وقع في الزنا عليه أن يبادر إلى الله سبحانه وتعالى بالتوبة والندم على ما فعل فالله سبحانه وتعالى قريب مجيب دعوة الداع لا يرد سائلا ولا مستغفرا إلا أعطاه وغفر له قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا على أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر(53) وقال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) الشورى (25).
وعليه أن يستتر بستر الله تعالي ، فلا يخبر بذلك أحداً ؛ لقول النبي صلي الله عليه وسلم: «مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا، فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ، نُقِيمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ». موطأ مالك (2/ 22).
الوقاية من الوقوع في الزنا
يجب على كل مسلمٍ ومسلمة الابتعاد عن الأسباب المؤدّية إلى الوقوع في الزنا الذي أسماه القرآن الكريم فاحشةً قال تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا» والموجب لغضب الله وعذابه في الآخرة وذلك عن طريق الزواج الشرعي لما فيه من صون النفس وحفظ النسب.
غض البصر
- الابتعاد عن مشاهدة أو سماع كل ما يحرك الغرائز لدى الإنسان عبر المواقع الإباحية وما شابه.
- الصيام: إذ يثبط الصيام من إفراز الهرمونات الجنسية الدافع وراء الانجرار نحو هذه الرذيلة. -الإكثار من قراءة القرآن الكريم والذِّكر والاستغفار ومجالسة الصالحين.
إشغال وقت الفراغ بممارسة الرياضة والقراءة والخروج مع رفقاء الخير لصرف التفكير عن الغرائز والسعي لتلبية متطلباتها بفعل الفاحشة.