تخطو مصر خطوات ناجحة في مجال صناعة الغاز، وهناك مشروعات كبيرة خاصة بالاكتشافات تعلن عنها الحكومة متمثلة في وزارة البترول بشكل متواصل.
وتضع الدولة خطة طموحة للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز، والمساهمة في تأمين احتياجات الأسواق العالمية، وذلك بعد نجاحها في الاكتشافات المتتالية للغاز.
التنقيب عن البترول والغاز بمصر
وأعلن طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، عن خطة لحفر ما يزيد على 300 بئر استكشافية للنفط والغاز في البلاد.
وأوضح الملا، أن القاهرة بدأت بالفعل التواصل مع الشركاء العالميين، والاتفاق على خطة حتى عام 2025، تشمل أعمال الحفر والتنقيب بهدف دخول تلك الآبار حيز الإنتاج بوتيرة سريعة.
وقال وزير البترول على هامش مؤتمر إيجبس 2023، المنعقد تحت عنوان "شمال أفريقيا والبحر المتوسط، دعم إمدادات الطاقة العالمية والطلب المستدام"- إن إنطلاق أعمال المؤتمر تتزامن مع معاناة المجتمع الدولي من تداعيات مجموعة من التحديات امتدت آثارها إلى العالم بأسره.
وأوضح الملا، أن قطاع الطاقة بالبلاد عكف على الاستفادة من مقومات القاهرة التنافسية بهدف مواجهة أزمة الطاقة وتطويعها.
وتابع: أن منتدى غاز شرق المتوسط أدى دورًا محوريًا في هذا الشأن، بما عكس الدور المصري في زيادة الصادرات بتعاون إقليمي.
اكتشاف كمية من الغاز غير مسبوقة
وسبق وأعلن وزير البترول والثروة المعدانية، أن مصر اكتشفت كمية غاز غير مسبوقة في وقت قياسي.
وأكد أن "ما تحقق في حقل ظهر من معدلات غير مسبوقة للإنجاز عالميا منذ وضعه على الإنتاج في وقت قياسي بعد اكتشافه ورحلة نجاحه خلال السنوات الأخيرة يشجع على البناء على تلك النجاحات واستثمار كافة الفرص في منطقة امتياز الحقل".
وأوضح أن "اهتمام الوزارة بالعمل على تحقيق أعلى معدلات الأداء في حقل ظٌهر بالبحر المتوسط الذي يشكل أهمية كبيرة لمصر على مستوى إنتاج الغاز الطبيعي ويعد نموذجا يحتذى به في مشروعات الإنتاج".
ويعد حقل ظهر هو أكبر حقل غاز في مصر تم اكتشافه في البحر الأبيض المتوسط من قبل شركة “إيني” الإيطالية عام 2015 في منطقة تسمى شروق، وهي منطقة تبعد نحو 200 كيلومتر شمال بورسعيد.
ومن جانبه، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته التي ألقاها، خلال "معرض ومؤتمر مصر الدولي ايجيبس 2023"، أن حجم اكتشافات الغاز في البحر المتوسط سيخفف من الأزمة في أوروبا
الاكتشافات وجذب الاستثمارات
وفي هذا الصدد، قال الدكتور رمضان أبو العلا، الخبير البترولي، إن مصر اليوم تعتبر محط أنظار العالم كله، خاصة أن العالم كله يحتاج للغاز والطاقة، ومصر تتمتع ببنية تحتية جيدة ومصانع إسالة وغاز طبيعي.
وأضاف أبو العلا ـ في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الاكتشافات الجديدة تزود الاحتياطي الاستراتيجي وتعادل ما يتم استهلاكه سنويا، موضحا أن مضمون الاكتشاف دعوة لضخ المزيد من الاستثمارات.
وتابع: اكتشافات الغاز الطبيعي تضمن الثقل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على المستويين المحلي والإقليمي، فضلًا عن دور تلك الاكتشافات في جذب مزيد من الاستثمارات للسوق المصري، وأن هذا الاكتشاف سيكون بمثابة دفعة كبيرة لإنتاج الغاز الطبيعي بمصر.
وأكد أن هذه الاكتشافات تعزز من قدرة مصر في مجال الغاز الطبيعي، موضحا أن الاكتشافات المتكررة دليل اهتمام مصر بقطاع الطاقة ومحاولة الاستفادة القصوى منه خلال الفترة المقبلة.
ولفت: الدولة تعمل على اكتشاف المزيد من كميات الغاز الطبيعي وزيادة احتياطي وإنتاج الدولة منه خاصة وأنه تم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وتصدير الفائض منه.
الاكتشافات دفعة اقتصادية كبيرة
ومن جانبه، قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق بوزارة البترول والثروة المعدنية، إن مصر لم تكن دولة مبتدئة أو جديدة في اكتشاف الغاز الطبيعي فهي منذ الكثير من السنوات وهي تقوم باكتشاف العديد من الحقول.
وأضاف يوسف في تصريحات له ـ أن مصر خلال الفترة الماضية أصبحت مركزا محوريا لتبادل الطاقة في شرق المتوسط وأوروبا، وأن الأكتشافات المتتالية بمثابة دفعة اقتصادية كبيرة لمصر، خاصة وأن الدولة والشركات الأجنبية العاملة بها دائما تعلن عن العديد من الاكتشافات الجديدة الأخرى.
ولفت إلى أن أهمية الاكتشاف ليس فقط أهمية اقتصادية بل أهميته تكمن في استمرار نجاح القطاع في تحقيق مخططه، والتوسع في إنتاج الغاز وزيادة احتياطي الدولة وتعويض الحقول التي توقف الإنتاج بها.
وأضاف أن استمرارية الاكتشافات والتوسع في إنتاج الغاز الطبيعي هو المطلوب من قطاع الغاز، لان مصر في حاجة إلى النوعيات المتعددة من الغاز الطبيعي وأنواع الطاقة الأخرى، مشيرا إلى أن سياسة قطاع البترول في البروتوكولات الموقعة مع الشركاء الأجانب جيدة للغاية وتحمي الحقوق المصرية.
وأثبتت الدولة المصرية قدرتها وإنجازاتها الكبرى في ملف الغاز والبترول، حيث اكتشفت مصر خلال السنوات الماضية عددا من حقول الغاز، ساهمت في زيادة احتياطيات البلاد ووضعها على قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي، باحتياطيات تقدر بـ 42 تريليون قدم مكعب.
أكبر اكتشافات حقول غاز بمصر
وتمتلك مصر عددا كبيرا من اكتشافات الغاز خلال الفترة الأخيرة، ما ساعدت على تغير خريطة مصر للغاز بالعالم كله، وأبرزها حقل “نرجس” و"ظهر"، وهما الأكبر على مستوى الشرق الأوسط حتى الآن.
وكان من أكبر 7 حقول غاز في مصر، والتي تم اكتشافها خلال السنوات الماضية:
- حقل ظهر: أعلنت شركة إينى الإيطالية عن اكتشافه في 30 أغسطس 2015، ويقع على مسافة 190 كيلو مترا من سواحل مدينة بورسعيد، وفى عمق مياه 4100 متر في منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط، على مساحة تصل إلى 100 كيلو متر مربع.
وتقدر احتياطات الحقل "داخل الخزان" بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. - حقول شمال الإسكندرية: أحد أهم الحقول المصرية في البحر المتوسط، حيث يقع على بعد 65 كيلو مترا من ساحل مدينتى إدكو ورشيد، ويمتد على عمق يتراوح من 350 إلى 850 مترا من سطح البحر.
وتبلغ احتياطيات الحقل نحو 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز من المرحلة الأولى في حقلى تورس وليبرا، وتولى تنفيذ المشروع تحالف مكون من شركة بى بى الإنجليزية و"ديا" الألمانية. - حقل نرجس: تم الإعلان عن اكتشافه الشهر الجاري، ويقع فى البحر المتوسط، باحتياطيات مبدئية معلنة 3.5 تريليون قدم مكعب، المشغل الرئيسى شركة "شيفرون" الأمريكية.
- حقل نورس: يقع بمنطقة الدلتا، وتم الإعلان عن اكتشافه فى 2015، ويبلغ إجمالى احتياطى الحقل نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز، المشغل الرئيسى شركة "أيوك" التابعة لشركة إيني الإيطالية.
- حقل أتول: تم اكتشافه في مارس 2015، ويعد واحدا من أهم الاكتشافات الغازية التي حققها قطاع البترول، ويقع على بعد 90 كم شمال مدينة دمياط و50 كم من تسهيلات الإنتاج الخاصة بحقل التمساح بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية في شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط، في مياه عمقها 923 مترا.
ويضم حقل آتول 3 آبار بحرية بالمياه العميقة لإنتاج 350 قدم مكعب غاز، و10 آلاف برميل مكثف يوميا.
- سلامة والقطامية الضحلة: يقع كشف القطامية على بعد 60 كم شمال مدينة دمياط فى منطقة امتياز شمال دمياط البحرية بمنطقة شرق الدلتا، وتم حفر البئر الاستكشافية "القطامية الضحلة 1" حتى عمق 1961 مترا فى مياه عمقها 108 أمتار تقريبا، ليكشف عن وجود طبقة حاملة للغاز سمكها 37 مترا في صخور رملية عالية الجودة في تكوين البليوسين، بالإضافة لاكتشاف بئر الغاز بالمياه العميقة "سلامات"، منطقة امتياز شمال دمياط، وهو الأول في نطاق شمال دمياط البحرية.
- حقل بلطيم جنوب غرب: يقع في البحر المتوسط على مسافة 12 كيلو مترًا من الشاطئ في الجهة المقابلة لحقول أبو ماضي، تم اكتشافه عام 2016، وتصل طاقته الإنتاجية إلى نحو 500 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي.