تعرضت تركيا وسوريا إلى موجة من الزلازل الشديدة تسببت في وقوع الكثير من المباني والعقارات، والتي أسفرت عن الكثير من الوفيات من الأطفال والأهالي.
التأثير النفسي لمشاهدة فيديوهات الزلازل
وانتشرت العديد من الفيديوهات عن قصص الضحايا والناجين جراء الزلزال، والتي شاهدنا فيها كيف تحوّلت حياة الضحايا في غمضة عين .
وإلى جانب التأثير الجسدي المباشر للكارثة، إلا أن هناك تأثيرا نفسياً، قد تغلل إلى الآخرين عن طريق الفيديوهات التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي شكّل أزمات نفسية كبيرة رغم عدم تعرضهم بشكل مباشر للزلزال أو تداعياته.
ويطلق على هذا الأمر رهاب الزلازل التي يعانيها البعض بعد مشاهدتهم الفيديوهات للمصابين والمنازل التي هدمت من الزلازل..
وقال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية عن رهاب الزلازل: "قديماً عندما كان يحدث زلزال أو أي كارثة طبيعية في أي مكان بالعالم كانت آثارها النفسية تنسحب على المنطقة التي وقع فيها وسكانها الذين تأثروا بالأمر بشكل مباشر فقط.
وأضاف “هندي” في منشور كتبه عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، إلى أن الوضع الحالي وتطور التكنولوجيا والتواصل بين الناس وانتشار الصور والفيديوهات التي تضم مشاهد للفزع والانهيار والصراخ والأنقاض وعمليات الإنقاذ ليشاهدها الناس في العالم أجمع على جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي جعلت التأثير النفسي بالزلزال ربما يمتد إلى العالم كله الذي أصبح يتابع الحدث لحظة بلحظة".
وأشار “هندى”، إلى أن الوضع ربما ينتج منه رهاب الزلازل وهو أحد أشكال الأمراض النفسية الحديثة، وقد يمتد تأثيره مع بعض الأشخاص إلى أسابيع؛ حيث أن الزلزال الذي مدته 30 ثانية فقط يمكن أن يمتد تأثيره النفسي لوقت طويل.
وتابع “هندي”، أن أهم الأعراض التي يعانيها الشخص المصاب رهاب الزلازل الانشغال العقلي الدائم بالزلازل ورؤية كوابيس وأحلام مزعجة وصعوبة في التواصل مع آخرين وعزلة اجتماعية، وانشغال بفكرة الموت وفناء الجسد وهو ما يطلق عليه Death anoxity، والخوف من فقدان عزيز.
وأوضح “هندي”، أنه قد يمتد رهاب الزلازل إلى الوساوس القهرية، مثل: تخيل حركة واهتزازات، وقد يعاني الشخص بعضاً من تلك الأعراض أو يعانيها مجتمعة بحسب الحالة.