حرمان الطالب من امتحان آخر السنة.. عقوبة جديدة للمتنمرين.. وحقوقي: ليس رادعا

التنمر ظاهرة اجتماعية سريعة الانتشار، يمكن أن تقع داخل الاسرة والمدرسة أو حتى في العمل، ومن ثم فهي تحتاج الى تضافر مجتمعي لمكافحتها، خاصة وأنها قد تسبب في تدمير الأفراد والمجتمعاتـ .

شهدت الفترة الماضية زيادة حالات التنمر وخاصة بين الطلاب والطالبات والطلاب والأستاتذة، وكان من أبرز وقائع التنمر واقعة التنمر دكتورة بإحدى الجامعات بعد انتشار صورة لمحادثة عبر واتساب بين طلاب وأحد أعضاء هيئة التدريس بإحدى الجامعات، حيث تنمر فيها الطلاب على عضو هيئة التدريس واصفين الدكتورة بالقصيرة التخينة القادمة من غيط برسيم.

ولانتشار حالات التنمر بين الطلاب والطالبات والدكاترة، استخدمت إحدى النائبات أدواتها البرلمانية من أجل تكثيف حملات التوعية والرقابة ووضع ضوابط وعقوبات للحد من ظاهرة التنمر في المدارس والجامعات.

حرمان الطالب من الامتحان

أكدت ريهام عفيفي عضو مجلس الشيوخ، أنها طالبت بضرورة إعداد مقترح تشريعي يخول لوزير التربية والتعليم توقيف الطالب لمدة أسبوع عن الحضور للمدرسة حال ثبوت تنمره على زملائه، مع التدرج في العقوبات لتصل إلى الحرمان من دخول امتحانات نهاية العام حال تكرار الفعل، الأمر الذي سيعرض صاحبه إلى الرسوب.

وأشارت عضو مجلس الشيوخ إلى ضرورة وضع أليات واضحة لمواجهة التنمر بين طلاب المدارس حيث أن هناك بعض الطلاب الذين أصيبوا بالاستياء الشديد بسبب التنمر عليهم داخل المدرسة مما جعلهم يرفضون الذهاب إلى المدرسة بسبب تعرضهم للتنمر من زملائهم.

بعد التنمر عليها.. رامي رضوان يشارك صورة لابنته كايلا| شاهد

ندوات تثقيفية في المدارس لمحاربة الإرهاب الفكري ومكافحة التنمر بين الطلاب

وأكدت النائبة على أهمية تفعيل دور الاخصائي الاجتماعي داخل المدارس ومدي تأهيله للتعامل مع حالات التنمر التي تظهر بين الطلاب خاصة في المراحل الابتدائية والإعدادية، مطالبة بضرورة تركيب كاميرات مراقبة داخل جميع المدارس لمتابعة تصرفات الطلبة وأن تكون المدرسة في حالة تواصل دائم مع أولياء الأمور لتنبيهم بتصرفات أبنائهم.

كما طالبت النائبة ريهام عفيفي عضو مجلس الشيوخ وزارة التربية والتعليم بتكثيف حملات التوعية والرقابة داخل المدارس لمواجهة مخاطر التنمر بين الطلبة والطالبات، وتدريب الأخصائيين الاجتماعين للتعامل مع هذه الظاهرة والتي باتت تؤرق كثير من الأسر المصرية.

تأهيل مجتمعي لمحاربة الجريمة

وفي هذا الصدد، قال محمود البدوي، المحامي والخبير الحقوقي، إن التنمر جريمة متسلسلة ومتعددة الأوجه وتعيش مع الشخص الذي تم التنمر عليه سنوات طويلة وتتعب نفسيته واستقراره وتنتج عنها مشاكل كثيرة جدا.

وأضاف البدوي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التنمر جريمة وله عقوبات كافية ولكن العقوبات ليس رادعة بحد ذاتها، ولكن الأهم من كل ذلك هو القيام بالتأهيل المجتمعي لتحارب الجريمة بشكل مجتمعي ونجعها مسؤولية المجتمع.

وتابع: القانون وحده لن يحدث الفارق ولكن حشود المجتمع لنحارب آفة مجتمعية متأصلة بيننا تأخذ وقت طويل، وهناك دور هام على الأسرة في تعليم أبنائها احترام الغير.

وأكد أنه يوجد عقوبات عبثية ونرفض معاقبة المتنمر من الحرمان من الامتحانات فكلام غير مسئول ويتناقض مع المخططات الدولة في النهوض والارتقاء بالتعليم، مشيرا إلى أن الجميع ضد التنمر باعتباره جريمة ولكن نحتاج بالفعل إلى حلول ناجحة لمواجهة التنمر وليس مجرد حبس والحرمان من التعليم.

رفع الثقافة الحل الأمثل

ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الحالة النفسية للتنمر تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى، مشيرا إلى أن الطفل عندما يشعر بالتنمر يراوده إحساس بالحرمان العاطفي والاكتئاب والكراهية الشديدة للشخص المتنمر، وتظل الواقعة متعلقة في ذهنه العمر كله.

وأوضح فرويز في تصريحات لـ "صدي البلد" أن التنمر يحدث للطفل اضطرابات في النوم، وفي المأكل، وعند التفكير زيادة، ويدخل الطفل في مرحلة وسواس قهري وانفصام، وفي حالة التنمر على شخص كبير يوصل الشخص إلى اكتئاب نفسي شديد وأحياناً يؤدي بهم إلى الانتحار بأي وسيلة.

وأكد استشاري الطب النفسي أن مشكلة المُتنمر، أنه لا يتم حسابه أو معاقبته، مردفاً «على كل شخص قبل أن يتنمر يشوف عيوبه أولاً ويصلح من ذاته، قبل أن يتنمر على الآخرين ويجرح مشاعرهم».

وشدد فرويز على أهمية وضع قانون أخلاقي ينُم علي الاحترام و عدم التنمر، ونلاحظ المجتمع المصري قبل سنه 1975 كان من ارقي المستويات الحضرية حول العالم، والان كما نشاهد حالات التنمر المتزايدة والسخرية علي الآخر نحن أسوء المستويات الحضرية، متسائلاً اين رفع ثقافة المواطن؟

اختتم حديثة قائلاً: علي الدولة ووزارة التعليم والشباب الرياضة والازهر والكنيسة الاهتمام بالإنسان اولاً، ونصيحتي لكل متنمر راجع نفسك لأنك أكتر شخص مضطرب نفسياً ومحتاج الي عاطفة، وفي الأخر المتنمر والمتنمر علية ضحايا.

عقوبة التنمر في قانون العقوبات

عقوبة التنمر في أحكام قانون العقوبات، فقد تم إضافة مادة للقانون العام الماضي برقم 309 مكرر، والتي أوردت تعريفاً للتنمر وتنص على ما يلي:

• يعد تنمرا كل استعراض قوة أو سيطرة للجاني، أو استغلال ضعف للمجني عليه، أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسئ للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطه الاجتماعي، عقاب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 آلاف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
• تشديد العقوبة إذا توافر أحد ظرفين، أحدهما وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والآخر إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه.
• تشدد العقوبة أيضا إذا كان مسلماً إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادماً لدى الجاني، لتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
• مضاعفة الحد الأدنى للعقوبة حال اجتماع الطرفين وفي حالة العود تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى.

عقوبة التنمر على ذوي الإعاقة

وفقاً لأحكام قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2018، فقد تم إضافة مادة جديدة برقم 50 مكرر، إلى القانون، حيث تنص على معاقبة المتنمر على الشخص من ذوي الإعاقة بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ، ولا تزيد عن 100 ألف جانيه، أو بهاتين العقوبتين.

إنتي جميلة زي ما إنتي.. رسالة من إنجي وجدان للفتيات لمواجهة التنمر والاكتئاب

قتله التنمر.. وديع جورج وسوف أجرى جراحة التكميم رغم التحذيرات

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد عن خمس سنوات، وغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه، ولا تزيد عن مائتي ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا وقعت الجريمة من شخصين أو أكثر، أو كان الفاعل من أصول المجني عليه، أو من المتوليين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه، أو كان المجني عليه مسلماً إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادماً له أو عند من تقدم ذكرهم ، أما إذا اجتمع الظرفان، فيطبق الحد الأدنى للعقوبة .