الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تسويق هذه السياسات وجذب الاستثمار.. رسائل مصر في القمة العالمية للحكومات

القمة العالمية للحكومات
القمة العالمية للحكومات

انطلقت أمس في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، القمة العالمية للحكومات، والتي تعقد في الفترة من 13 إلى 15 فبراير الجاري، وهي واحدة من أكبر التجمعات الحكومية السنوية على مستوى العالم، وتشارك فيها مصر هذا العام كضيف شرف، وتستعرض القاهرة، الرؤى والأفكار في مواجهة تداعيات الأزمات العالمية، والقضايا التي تهم العالم، بجانب تجربة مصر التنموية والاقتصادية، وكيف مواجهة تداعيات الأزمات العالمية.

نهوض مصر بعد أحداث 2011

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس العديد من الرسائل خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات، حيث أكد أن التحدي الأول أمام الدولة المصرية بعد أحداث 2011، كان مواجهة اليأس والمشكلات، والتي نتجت عن اعتقاد أعداء مصر بأن الدولة قد وقعت، وأن الدول عندما تسقط لا تعود مرة أخرى إلا بإرادة الله، موضحا أن "الدولة المصرية تحتاج حوالي تريليون دولار مصروفات كل عام وهذا المبلغ غير متاح ولا حتى ربعه".

وأضاف الرئيس السيسي، أن ما حدث في مصر عام 2011، كلف البلاد 450 مليار دولار، وتم العمل على وضع حلول لتطوير الخدمات التي تقدم للمواطنين، مشيرا إلى "أحد المشكلات والتي تعد تحديا كبيرا هي جودة التعليم"، قائلا: "التعليم الأساسي يكلف 25 مليونا ويتخرج في كل عام 700 ألف".

وأوضح  السيسي، أن الحكومات تتعامل مع القضايا والمشكلات عبر المبادرات والأفكار، قائلا: "الحكومات التي تتعامل مع تلك القضايا تجد الحل بالمبادرات أو الأفكار، ودائما أقول إللي ظروفه صعبة يفكر"، مشيرا إلى أن "مصر تواجه تحديا منذ أكثر من 100 عام وهو أننا نعيش على شريط ضيق من أسوان إلى الإسكندرية وهو الشريط المحازي لنهر النيل، وربما كان ذلك مناسبا أيام محمد على، ولكنه لم يعد مناسبا الآن".

وأشار إلى أن الدولة المصرية صرفت حوالي 1.8 تريليون جنيه على قطاع الكهرباء، ولولا حل هذه المشكلة لكانت الدولة ستضيع، موضحا أن حل أزمة الكهرباء كان في وقت الدولار بـ 8 جنيهات، لافتا إلى أن قطاع النقل أيضا تكلف 2 تريليون جنيه من أجل التطوير، حتى يصبح مؤهلا للعمل وخدمة 105 ملايين مواطن، ووجود استثمارات في مصر.

علاقات مصر مع الدول العربية 

وتطرق الرئيس السيسي، إلى العلاقات المصرية مع دول الخليج، وكيف دعمت الدول العربية مصر، في عام 2011، قائلا: "لولا دعم الأشقاء لما وقفت مصر مرة أخرى"، مشيرا إلى أن أول لقاء بينه وبين الشيخ محمد بن زايد حاكم الإمارات، كان في زيارته إلى مصر، وأنه عند مجيئه إلى مصر، لم يطلب منه أي دعم، وتفاجأ بعلم حاكم الإمارات بما تحتاجه مصر، قائلا: "والله ما قلت لـ حاكم الإمارات عما تحتاجه مصر، وأنه كان على علم وبدون أي طلب، كانت سفن الشحن تأتي لمصر عبر البحر، وبها كل شيء، من غاز ومواد بترولية و كل شيء مطلوب".

دعم رئيس الإمارات لمصر

وكشف السيسي، أن الشيخ محمد بن زايد، نظم الدعم الذي يأتي إلى مصر، وأنه يقدم الشكر لجميع الأشقاء، العرب، وكشف أن النقطة المضيئة هو دعم الأشقاء لمصر، موضحا أنه في هذا التوقيت كان المواطنين يقفون طوابير أمام محطات البنزين والغاز، بمصر، وبدعم الأشقاء تم حل هذه الأزمات.

وأكد الرئيس، أنه لولا "وقوف الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت، لم تكن لمصر أن تقف مرة أخرى، معربا عن شكره للأشقاء العرب، ومطالبا بعدم التركيز أو الإنصات للأقلام ومواقع التواصل المغرضة التي تهدف لهدم علاقة الأخوة بين المصريين والعرب".

رسالة مصر في القمة العالمية

في هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، وأستاذ العلوم السياسية، إن مشاركة الرئيس السيسي في القمة العالمية للحكومات، تكتسب أهمية كبيرة خاصة أن مصر ضيف شرف في نسخة هذا العام، كما أن أهمية القمة في الجلسات واللقاءات التي سيعقدها الرئيس السيسي على هامش القامة، حول الاستراتيجيات وأولويات الحكومة المصرية على المستويين الاقتصادي والتنموي، مشيرا إلى أن مشاركة مصر هي الأكبر على مدار السنوات الأخيرة، ما يؤكد طبيعة وخصوصية العلاقات المصرية الإماراتية.

أما عن أهداف القمة العالمية للحكومات، أكد فهمي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن أهداف القمة العالمية للحكومات في هذا التوقيت هو الخروج بتوصيات هامة لمواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وارتداداتها على أمن الإقليم، موضحا أن ما يصدر عن القمة متعلق بوضع استراتيجية مجابهة لتقليل وتهميش الارتدادات السلبية التي يمكن أن تجرى الفترة المقبلة، مع توحيد الآفق والاستراتيجيات المشتركة.

تسويق السياسات المصرية وجذب الاستثمار

وأشار إلى أن مصر لديها خبرات وإمكانيات كبيرة في التعامل مع فكرة الحوكمة والمشاركة السياسية والأولويات الحكومية، على المستويين الاقتصادي والتنموي، بجانب الافادة من القمة عبر مشاركة الحبراء والاقتصاديين، وبالتالي هي فرصة جيدة لتسويق السياسات المصرية، والتأكيد على أن مصر دولة جاذبة للاستثمار وأن هناك فرصة جيدة لما تملكه مصر من مقدرات اقتصادية كبيرة في إطار حرص مصر والقيادة السياسية على أن يكون هناك طرحا في مثل هذه الأمور خاصة في ظل الأزمات التي يواجهها العالم وعدم وجود أفق لحل الازمة الروسية الأوكرانية.

واختتم: إن مشاركة مصر في القمة تؤكد الحضور المصري في طرح الرؤى والأفكار في القضايا التي تهم العالم والمنطقة العربية ودولة الامارات وتؤكد على عمق العلاقات مع أبو ظبي في هذا التوقيت.