EN 
فى تصريح غريب من نوعه وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الغرب بالذئاب وقال: أن تعيش مع الذئاب لابد أن تكون واحدًا منهم ، مستطردًا: وهذا هو حالى فى التعامل الحالى مع أوكرانيا ومؤيدوها.
تصريح بوتين جاء مع اكتمال الحرب الروسية الأوكرانية عامها الأول، وفى ظل إرهاصات كبيرة بأن تواصل هذه الحرب أعوامًا أخرى يصعب حصرها.. والمتتبع لسير هذه الحرب يتأكد له عن وجود خيط رفيع يشبه ذلك الخيط الذى تحدّث عنه أديبنا العظيم إحسان عبد القدوس فى روايته التى حملت نفس الاسم وهو الخيط الرفيع ، فالواضح أن الغرب وقع فى متاهة الصلف الأوكرانى المدعوم بالعنجهة الأمريكية المصرة على دفع أوكرانيا دفعا نحو مواجهة طويلة المدى مع الدب الروسى ، وبالطبع العم سام يملك خيوط اللعبة كلها منذ ان أقنع الرئيس الاوكرانى فولو ديمير زيلينسكى بأن يعيش الدور الآخر بكونه ممثلا فى الاساس وينسى او يتناسى كونه رئيس ويكمل القيام بدور المضطهد المقهور المعتدى عليه والذى يواجه وحده صلف وغطرسة القياصرة ، العم سام لم يكتف بذلك بل أقنع القارة العجوز كلها بالوقوف مع كييف لمواجهة موسكو ؛ والا فالدب الروسى سيهاجمهم واحدة تلو الأخرى . وظل البيت الابيض بالطبع يصدر التحذيرات والتنديدات والاشادات ؛ مصحوبة بصفقات اسلحة الى اوكرانيا وكل دول القارة العجوز ؛ متمنيا ان تدوم هذه الحرب لأجل طويل تتمكن واشنطن خلاله من اضعاف وربما قص مخالب الدب الروسى .
وبين الاستعدادات والترتيبات والمواجهات ؛ يطالعنا الرئيس الروسى بتصريحه الذى يؤكد فيه ان من يعيش وسط الذئاب لابد ان يكون ذئبا ؛ تاركًا بذلك التصريح كافة الدروب الحربية مفتوحة على مصراعيها، ورافضًا من خلاله أيضًا الرضوخ لمطالب حلف الأطلسى بانهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ومؤكدًا فى الوقت نفسه لواشنطن أن الدب الروسى وان لم تكن بلاده قطبا آخر موازيًا للقطب الأمريكى الأوحد؛ إلا أنه يملك خيوط الماريونت الدولى ، ويعرف جيدا كيف يحركه، وإلى أين، وماهو الهدف، بل إنه على يقين من امتلاك أدوات إسدال الستار أو استمرار المشاهدة إلى أمد غير معلوم.
