قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما حقيقة رحلة الإسراء والمعراج ؟.. الإفتاء تكشف أسرارها وحكم منكرها

الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج

قالت دار الإفتاء المصرية إن رحلة الإسراء والمعراج حادثة وقعت حقيقةً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحدثت يقظة بعطاءٍ من ربه جلَّ وعلت قدرته؛ حيث سار به يقظة ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وصلَّى فيه بالملائكة والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم عُرِج به صلَّى الله عليه وآله وسلم يقظةً من المسجد الأقصى إلى السماوات العُلا، ومنها إلى المقام الأعلى.

ما هي حقيقة الإسراء والمعراج ؟

وتابعت الإفتاء: عُرِضت عليه صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة المباركة آيات مباركة؛ منها: الجنة؛ ليرى فيها ما أعده الله لأصحابها من الثواب والنعيم ليُبَشِّر به المتقين، وكذلك عُرِضَتْ عليه صلَّى الله عليه وآله وسلم النار؛ ليشاهد فيها ما أعدَّه الله تعالى لأهلها من العذاب الأليم، لينذر به الكافرين والمشركين.

وأشارت الإفتاء إلى أن الله سبحانه وتعالىفَرَضَ عليه وعلى أمَّته صلَّى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة المباركة خمسَ صلوات في اليوم والليلة تعادل خمسين في الثواب، وخصَّه بمِنَحٍ عظيمة لم تكن لأحد سواه من إخوانه الأنبياء عليهم جميعًا الصلاة والسلام.

وشددت: قد نصَّ على ذلك الكتاب والسُّنة، وأجمع عليه الصحابة والعلماء، وهذا مما لا ينبغي لأحدٍ العدول عنه، ولم ينكره إلا المنحرفون المكابرون.

معجزة الإسراء والمعراج

كما يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، في بيان قول الله تعالى فيما يتعلق بإسراء سيدنا النبي ﷺ: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) إنها لحظة لطيفة لا يدركها الإنسان بحواسه, مؤكداً: هي معجزة زمانية ومكانية , وهي منحة إلهية وتسرية ربانية للحبيب المصطفى ﷺ حيث تجلى علم الغيب للرسول المجتبى فأصبح علم شهادة , وذلك في انتقاله اللحظي من مكة إلى بيت المقدس.

ولفت إلى أن معجزة الإسراء والمعراج لا تخضع لقوانين الكون إنما هي استثناء , لأن الذي خلق المكان والزمان , اختصرهما وطواهما لسيد الأنام , كما لا يمكن أن يفسر ذلك وفق قوانين الأرض , فهو خروج جزئي وكلي عن قوانين الأرض ومدارك الإنسان. وهو ما تفرد به سيدنا النبي ﷺ حيث جمع الله عز وجل له في حادثة واحدة بين هذين الخروجين. ففي الإسراء خروج جزئي وكشف محدد لعالم الغيب أمام الرسول ﷺ , إذ قد أصبح من الممكن للإنسان في العصر الحالي السفر من الشرق إلى الغرب في وقت قصير , مما يؤكد إعجاز حادث الإسراء في ذلكم العصر.

وأضاف: معجزة الإسراء هي كشف وتجلية للرسول ﷺ عن أمكنة بعيدة في لحظة خاطفة قصيرة , وكل من له علم بالقدرة الإلهية وطبيعة النبوة لا يستغربون من ذلك شيئا , فالقدرة الإلهية لا يقف أمامها شيء وتتساوي أمامها جميع الأشياء والمقدرات , فما اعتماد الإنسان أن يشاهده ويدركه بحواسه البشرية الضعيفة ليس هو الحكم في تقدير الأمور بالقياس أمام القدرة الإلهية , ومن جهة أخرى فإن من خصائص طبيعة النبوة أن تتصل بالملأ الأعلى , وفي هذا الأمر تجليات وفتوحات ربانية يمنحها اللطيف القدير لمن يصطفيه ويختاره من رسله.

وشدد عضو كبار العلماء أن الوصول إلى الملكوت الأعلى بأي وسيلة كانت -معلومة أو مجهولة- ليس أغرب من تلقي الرسالة والتواصل مع الذات العلية , ولهذا فقد صدق أبو بكر رضي الله عنه هذه المعجزة قائلا: إني لأصدقه بأبعد من ذلك , أصدقه بخبر السماء (مستدرك الحاكم) وأبو بكر الصديق يشير من واقع إيمانه العميق إلى أن هذه الحادثة ليست قضية مهولة ولا هي ضربا من الخيال , بل هي مسألة معتادة بالنظر إلى طبيعة العلاقة بين الله ورسله ، ومن كشف الغيب لسيدنا رسول الله ﷺ أنه عندما عاد وجادله المشركون في مكة غير مستوعبين لتلك المعجزة , وطلبوا منه وصف المسجد الأقصى , جلى الله له المسجد رأي العين , فأخذ يصفه لهم ركنا ركنا.