مشاهد ولحظات لا يمكن للعقل أن يسقطها من خياله أو ذاكرته، فتحت الركام لحظات وساعات طويلة لن تمحى من مخيلة الذين ظلوا أحياء وفارقوا أحباءهم بعد زلزال تركيا وسوريا المدمر الذي هز الأرض ومن عليها الأثنين الماضي 6 فبراير.
أسفل الأنقاض تشبثت أخت بـ شقيقتها وأم بـ ولدها، وأب بـ أبناءه عسى أن ينجوا ولكن كتبت الأقدار أن يفارقوا بعضهم البعض.
كانت شابة وأبيها من سوريا قد عاشوا لحظات الفراق الصعبة لـ الأم والشقيقة وهم في احضان بعضهم تحت الأنقاض، لتنقلها بكلمات مؤثرة ومحزنه عبر صفحاتها على "فيسبوك".
كتبت "فوفو زاد البغدادي" :"أنا بحياتي ما عشت اصعب من هالأيام،اصعب ايام حياتي، أثر الزلزال، شفت الموت أنا وأهلي بعيوني شفت الموت تحت الانقاض ما في نفس ما في ضو، ما في هوا أبدا، ضلوعك عم تتكسر مافيكي تتحركي لانو اي غلط بتخرب الدينا ع راسنا الكلمة".
جملة واحدة بـ رتم يتهدج ثم انقطع تمامًا ،"يلي كنت عم اسمعها، اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله ، فجأة اختفى صوت أمي، صوت اختي، نفس أمي نفس اختي".
واستكملت في سرد ما مرت به :"الدم عم ينزف والدم لبسني لبس من فوق لتحت طلعت ع أختي كلها دم طلعت بعيونها كانت متوفية بحضني ومخباية راسها بحضني هون فقدت الوعي بابا قلي كرمال الله ماعاد الي غيرك تنفسي من هالطاقه كرمال الله يابنتي لا تتركيني اختك وامك تركوني انت عيشي كرمالي حاولت ضل وعيانه ضالينا ساعتين تحت الدمار".
لم ينقطع الأب عن الرجاء للخروج هو وأسرته :" وبابا ينادي كرمال الله ساعدونا، لحتى اجو العالم سحبوني وسحبو ابوي واخدوني عالمشفى بس عندي أمل اختي وامي يجو عايشين بس للأسف كان حلم".
كانت تحلم بـ أن تعود لأحضان العائلة كاملة ولكن يبقى الحلم حلم:"فقدت أمي وأختي، فقدت روحي وكل شي حلو بحياتي فقدت البسمة والفرح وفقدت الأمان والحنية فقدت الرفيقه والسند، رجعت بنت من صفر لا أم ولا أخت ولا بيت".