رسائل الحب والعشق على الطريقة الفرعونية لا مثيل لها وكأنها كلمات توارثها الأجيال على مر العصور فقد تعرفنا على الكثير من رسائل حب أجدادنا الفراعنة التى نقشت على جدران المعابد و المقابر ودونت على أوراق البردى ، فكل شيء عند أجدادي الفراعنة كان له رونق ومذاق خاص ، حتى الحب عند الفراعنة المصريين كان له مذاق خاص .
وكان أجدادي الفراعنة هم الأكثر تميزاً في كيفية اختيار الكلمات والمعاني التي تعبر عن مشاعرهم وحبهم . فمن منا لا تتمنى أن يقال لها "هى التى تشرق الشمس من أجلها "مثلما قال الملك رمسيس الثانى لزوجته وحبيبته نفرتاري ومن لا يحب أن تفعل من أجله مثلما فعلت إيزيس من أجل أزوريس ولا يقال لها أحبك وهذا هو الأهم أنتِ فى دمى مثلما قال أمنحتب الثالث لحبيبته تي أو يقال لها مثلما قال أخناتون لزوجته وحبيبته نفرتيتي " أقسمت بك يا إلهي أن تجعلها نوراً في قلبي لا ينطفئ، وتجعلني عوداً في ظهرها لا ينكسر، فهي مني وأنا منها " . أما عن رسالة حب بطلة قصة اليوم التى لم نتحدث عنها من قبل وكأنها كانت خير وريث فى كيفية التعبير عن مشاعرها لزوجها وحبيبها فعن أي ذوق نتحدث نحن عن رقة الكلمات او عن عذوبة العبارات او عن الحب و الإخلاص فى المشاعر فقالت الأميرة ميريت آتون أبنة الملكة نفرتيتي لزوجها .
"سأكون في انتظارك..دائماً في انتظارك"،
فانتظارك هو الأمل الذي أحيا به وأعيش له..
ومادامت تميمة حتحور تزين صدرك العريض
وتوأمتها تزين معصمي ..
فستعود الى كما وعدتني بمحراب المعبد..
سأكون بانتظارك عندما تأتي
وسأرتدي أجمل أزيائي كالشجرة التي تتزن بأجمل أزهارها.
سأكون بانتظارك كعيدان القمح التي تتزين بسنابلها الذهبية
لتستقبل طيور السمان وتخفيه عن عيون البشر ."
رسالة حب على الطريقة الفرعونى وكأنها كانت إلهام للشاعر بيرم التونسي عندما كتب كلمات أغنية أنا فى إنتظارك ولحنها الشيخ زكريا أحمد وغنتها لنا كوكب الشرق أم كلثوم . وتعود هذه الرسالة لآلاف السنين فهى رسالة حب على الطريقة الفرعونية رسالة حب تعبر عن مدى حب وإشتياق الأميرة ميريت آتون أبنة الملك أخناتون والملكة نفرتيتي لزوجها وحبيبها "سمنخ كا رع" رسالة تفيض بأرق الكلمات وأعذب العبارات وما هو الحب الا أن تذكر حبيبك وتشتاق و تسهر مع الأشواق و تكتب على الأوراق البعد لا يطاق وهذا ما فعلته ميريت آتون عندما أشتاقت لزوجها وحبيبها الغائب فى الحرب فبداخلها حب وأشتياق وقلب ينادي على حبيبها وزوجها الغائب.
فلطفاً بها فقد أرهقها الفراق والحنين لتترجم كل هذا الحب على الأوراق فى رسالة تحمل أرق الكلمات وتفيض بأرق المشاعر لزوجها الغائب من أعماق قلبها وهو فى ساحة الحرب كى تشد من عزمة وتحسه على الصمود ومقاومة العدو دفاعاً عن أرض الوطن و كى يعود لها بسلام . وتبقى هذه الرسالة من أقوى رسائل الحب على مر التاريخ ، و لم نجد رسالة على مر التاريخ القديم أجمل وأرق من رسالة مريت آتون وقد أتت هذه القصة مع أقتراب موعد مناسبة عيد الحب العالمى كي نتعلم كيف كان الحب الفرعونى يمكن !!!! . كانت "ميريت اتون" واحدة من أشهر السيدات الجميلات في مصر الفرعونية ، وهي إحدى جميلات صعيد مصر، وابنة الجميلة قد أتت "نفرتيتي" التي تفوقت على والدتها في الجمال.
وقد أنجبت نفرتيتى أول بناتها في العام الثاني لزواجها من أخناتون وأسمتها ميريت أمون ، أي محبوبة آمون، وعندما انتقل أخناتون إلى ديانته الجديدة وعاصمته في تل العمارنة تغير اسمها إلى ميريت آتون إلى محبوبة آتون، وأنجبت نفرتيتي خمس بنات أخريات في العاصمة الجديدة.
وكانت ميريت آتون جديرة بأحيقية ذكرها الطيب وبألقابها محبوبة آتون كونها أبنة ملوك كانت تدرك جيداً من هى فكانت هى الزوجة المخلصة المحبة لزوجها فى غيابة ، زوجة تعلمت ونشأت في ارض كيمت أرض الحضارة فكانت على خطى والدتها الملكة نفرتيتى العاشقة لزوجها أخناتون وجدتها الملكة تيي صاحبة أشهر قصة حب مع زوجها الملك أمنحتب الثالث.
وتعلمت كونها الأبنة الكبرى لنفرتيتي ان الزوجة المخلصة هي التي تظل تذكر زوجها وترعى غيبته وتزيد محبته في قلبها برغم البعد.
وهذا ما أرثته من والدتها الملكة نفرتيتى وجدتها الملكة تيي ونقل لنا من أرض الحضارة ولكن ما فعلته ميريت آتون كان على عكس ما فعلته شقيقتها عنخ إسن آتون الملقبة بالملكة العار التى خانت زوجها وشعبها عندما خانها عقلها وكادت أن تتزوج من ابن ملك الحيثيين ولكن البطل حور محب بطل كل قصة أنقذ مصر فى أخر لحظة مما يذكرنا بمثل شعبى قديم (أصابعك ليست مثل بعضها ) وهذا ما تعكسه شخصية كلا من ميريت آتون المحبة المخلصة لزوجها وأرضها وشقيقتها عنخ إسن آتون الملقبة بالملكة العار الخائنة لزوجها وأرضها.
وعندما توفيت إحدى بنات نفرتيتي وهى ميكيت آتون، حيث حزنت نفرتيتي على ابنتها المقربة منها ثم اختفت نفرتيتى من البلاط الملكي وحلت ابنتها "ميريت آتون" محلها كونها أكبر أبنائها وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى بعد زواجها من "سمنخ كا رع" الذي تولى الحكم بعد إخناتون.
ولدت ميريت آتون خلال القرن ال14 قبل الميلاد فى مدينة طيبة فى بدايات حكم والديها في طيبة حيث كانت أسرة أخناتون قبل الانتقال إلى العاصمة الجديدة أخيتاتون مكونة من نفرتيتي وابنته الوحيدة ميريت آتون ثم انتقلت إلى أخت أتون مع والديها الملك أخناتون وولدتها الملكة نفرتيتى وعند زواجها من عمها سمنخ كا رع عادت مره أخرى إلى طيبة.
وبعد وفاة أخناتون تولى الحكم سمنخ كا رع زوج ميريت آتون وأصبحت هى الزوجة الملكية له .
ويقال أن الملكة مريت آتون أو المحبوبة من آتون كونها الابنة الكبرى لأخناتون والملكة نفرتيتي فكانت هي أكثر بنات أخناتون الستة ذكرًا وتصويرًا في المعابد وفي المقابر وفي الآثار وقد ذكر اسمها في بعض الخطابات الدبلوماسية.
توفيت الملكة ميريت آمون فى 1400 قبل الميلاد خلال القرن ال 14 قبل الميلاد .
وتفيد لوحات الحدود، التي نصبها أخناتون على حدود مدينته المقدسة أخت آتون، بأن مريت آتون كان مخططاً لها أن تدفن في المدينة، لكن المقبرة الملكية دفنت فيها الملكة تيي والأميرة معكت آتون وكذلك دفن فيها الملك أخناتون وأغلقت بعد دفن الأخير، وبالتالي لم تدفن فيها مريت آتون ولكن لربما دفنت في مقبرة أخرى في جبانة تل العمارنة الملكية.
وقد جاء النص التالي على لسان الملك أخناتون في لوحة الحدود:
وسيُنحت لي ضريح في الجبل الشرقي ويحتفل بدفني في الأفراح العديدة التي أمر بها والدي آتون، وكذلك سيحتفل بدفن الملكة زوجة الملك الشرعية نفرتيتي في تلك السنين العدة ... كذلك سيحتفل ببنت الملك مريت آتون فيها بعد سنين عدة، فسيؤتى بي وأدفن في أخت آتون وإذا ماتت كذلك الملكة نفرتيتي في أية بلد في الشمال أو الجنوب أو الغرب أو الشرق بعد سنين يخطؤها العد فإنه سيؤتى بها وتدفن في أخت آتون، وإذا ماتت بنت الملك مريت آتون في أية بلد في الشمال أو الجنوب أو الغرب أو الشرق فإنه سيؤتى بها وتدفن في أخت آتون .