ضرب زلزال بقوة 7.9 درجة المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا فجر الاثنين 6 فبراير الجاري، مما أسفر عن تدمير عدد من المدن، وخلف آلاف القتلى والجرحى.
ووصلت ارتدادات الزلزال بقوة إلى مدن شمال سوريا والعراق، وشعر بالزلزال سكان العاصمة اللبنانية بيروت وبعض المناطق فى الأردن وفلسطين.
كما أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية - مرصد حلوان حينها، تسجيل محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، هزة أرضية على بعد 691 كيلومترا شمال رفح.
ماذا يحدث في مدينة الإسكندرية؟
وتداول رواد التواصل الاجتماعي حينها، حدوث زلزال شعر به سكان القاهرة، وكتب عدد كبير من رواد التواصل على صفحاتهم أن الزلزال الذي شعر به سكان القاهرة كان قويا واستمر لثوان معدودة.
وسيطرت سحب ركامية سوداء على سماء الإسكندرية، يوم الأربعاء، بالتزامن مع اليوم العاشر لنوة الكرم، فضلا عن تغير لون البحر إلى الأسود في بعض المناطق والرمادي في مناطق أخرى وارتفاع أمواجه.
ولليوم الرابع على التوالي، استمرت أعمال إصلاح الهبوط الأرضي والانشقاق الذي تعرض له رصيف شاطئ إدوارد خراط بمنطقة سيدي بشر، من قبل هيئة حماية الشواطئ بالإسكندرية بالتنسيق مع حي المنتزه أول.
وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، أن ما حدث في الإسكندرية مؤخراً من تغير في لون البحر وحدوث هبوط أرضي، له علاقة بـ زلزال تركيا وسوريا، بل ذهب البعض لأبعد من ذلك، وربط بين التنبؤات التي تتوقع غرق الإسكندرية بسبب التغيرات المناخية والهبوط الذي حدث.
وفيما يخص تغير لون البحر قال الدكتور عمرو زكريا رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، إن الإسكندرية تشهد حالياً إحدى النوّات، وهي ظاهرة مناخية يحدث فيها هبوب شديد للرياح، ما يثير اضطراب البحر، ويتسبب في تقليب رماله، فتنتقل من القاع، وتصبح معلقة في المياه، وهو ما يؤثر على نفاذية المياه للضوء، فيشعر المشاهد بأن لون المياه أسود.
شهدت عروس البحر المتوسط الثلاثاء، هبوط كورنيش الإسكندرية نتيجة تصدع جزء من أرضية كورنيش شاطئ سيدي بشر وبالتحديد شاطئ إدوارد الخراط، حيث تعرضت المنطقة إلى شرخ في أرضية الكورنيش بطول 20 متر مع ميل السور، وهو الأمر الذي أثار خوف المواطنين من تأثر الإسكندرية بالحادث المدمر الذي وقع فجر الاثنين، نتيجة زلزال تركيا وسوريا، وهو ذات اليوم الذي وقع فيه حادث هبوط كورنيش الإسكندرية.
كما تعرضت الإسكندرية إلى رياح شديدة للغاية بلغت سرعتها 80 كم /س بسبب المنخفض الجوي المتمركز بالبحر المتوسط وبسبب موجة الطقس السيئ أدت إلى ارتفاع الأمواج إلى 6 أمتار، وهو الأمر الذي أدى إلى هبوط كورنيش الاسكندرية، وحدوث شرخ بطول 20 متر في أرضية الكورنيش.
تصدع الكورنيش وزلزال تركيا
قال الدكتور أيمن الجمل رئيس معهد بحوث الشواطئ بالإسكندرية إن زلزال تركيا وسوريا كان زلزالا أرضيا وليس بحريا، موضحا أن مشكلة الهبوط ليس لها علاقة بالزلزال، "لو كان هناك أي علاقة بالزلزال كان حصل التصدع بطول ساحل الكورنيش".
وأضاف خلال تصريحات صحفية، أن ما حدث بسبب مشروع حماية شاطئ الإسكندرية من النحر، حيث يتم عمل ألسنة صناعية لنقل الصخور التي ستوضع في الحاجز على سيارات، وذلك بسبب أن تكلفة النقل بتلك الطريقة أرخص من النقل على مراكب، وبالتحديد في تلك المنطقة عملت الشركة المنفذة اللسان الصناعي الذي حجب الرمل من الوصول للشاطئ طوال أشهر الصيف، وبسبب تعرض الشواطئ للنحر في الشتا استمر النحر دون تعويض للرمال فوصلت المياه حتى أسفل الرصيف وتسربت الرمال من تلك المنطقة فحدث التصدع.
من جانبها ردت محافطة الإسكندرية، على أنباء تشقق أراض بالمحافظة الواقعة على البحر المتوسط بسبب زلزال تركيا المدمر.
وأكد محمد شريف محافظ الإسكندرية، أنه لا صلة نهائية بين الزلزال الذي حدث في تركيا وسوريا وبين ما حدث في شاطئ الإسكندرية، موضحا أن مشكلة الشاطئ كانت ناتجة عن ارتفاع الأمواج بشكل غير عادي نتيجة موجة الطقس السيئ التي تعرضت لها المحافظة.
وأعلن الانتهاء من أعمال الإصلاح وعودة الشيء لأصله مشيرا إلى أن الأعمال تمت بالتنسيق مع هيئة تعمير الساحل الشمالي، وجهاز حماية الشواطئ، وشركة المقاولون العرب، موضحًا أنه تم تكثيف الأعمال والانتهاء من كافة الإصلاحات خلال 48 ساعة.
وأكد المحافظ، أنه تم عمل بلوكات أمام الشاطىء لمنع عملية النحر به، وذلك بشكل مؤقت، وكحل عاجل لحمايته لحين الانتهاء من الحل الدائم الذي يتم تنفيذه.
وتهيب محافظة الإسكندرية بالمواطنين توخى الحذر وإتباع التعليمات الأتية للحفاظ على سلامتهم:
- توخى الحذر فى القيادة أثناء هطول الأمطار، وعدم القيادة سوى فى الضرورة القصوى وبحذر شديد.
- تقليل التحرك بالسيارات، للسماح للسيارات رفع مياه الأمطار من التحرك بسهولة ويسر.
- تجنب السير بسرعات عالية بالسيارات تتعدى 60 كم، والحفاظ على مسافة أمان أكبر من المعتاد.
- عدم الوقوف أسفل البلكونات القديمة والمتهالكة.