كعادتها لا تتخلى مصر أبدا عن أشقائها وأصدقائها والشركاء الدوليين خاصة وقت المحن والأزمات التي تعصف بهم، وظهر ذلك جليا في موقفها المشرف من الكارثة التي ألمت بكل من شعبي سوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر.
وضرب زلزال عنيف فجر يوم الإثنين 6 فبراير الجاري، كل من سوريا وتركيا، بلغت قوته 7.9 على مقياس ريختر، مخلفا ما يزيد على 84 ألف ضحية بينهم أكثر من 21 ألف قتيل، وفق حصيلة غير نهائية، فيما يسابق رجال الإنقاذ الزمن لانتشال ناجين محاصرين تحت الأنقاض في ظل طقس بالغ البرودة.
وقالت جهات معنية في تركيا وسوريا، إن إرقام الضحايا والمصابين مرشحة للارتفاع على وقع استمرار عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين.
وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
وأكد الرئيس تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المُصاب الأليم، مشيرًا إلى توجيهاته بتقديم كل أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا.
من جانبه؛ أعرب الرئيس السوري عن امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس السيسي، مؤكدًا اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين.
5 طائرات مصرية محمَّلة بمساعدات
وأصدر الرئيس السيسي، توجيهات، تقضي بإرسال 5 طائرات عسكرية محمَّلة بمساعدات طبية عاجلة إلى سوريا وتركيا.
وبالفعل وصلت 3 طائرات عسكرية مصرية محملة بالمواد الإغاثية والطبية إلى دمشق؛ من أجل دعم الشعب السوري الذي تضرر من الزلزال.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن ذلك جاء في تصريحات لوزير الإدارة المحلية والبيئة السوري المهندس حسين مخلوف من مطار دمشق الدولي عقب استقبال المطار 3 طائرات مصرية محملة بمساعدات إنسانية وإغاثية ومواد طبية وخيام لمساعدة المتضررين جراء الزلزال.
وأضاف مخلوف، أن "جهود الإنقاذ هي الأولوية الأولى، ثم تقديم المساعدات الطبية والاستشفاء للمصابين وإيواء من غادر منزله لتقديم كل ما يلزم له بشكل كامل، بالإضافة إلى أعمال تدقيق السلامة الإنشائية للمنازل التي تصدعت، وكل ذلك في سياق من التكامل بين جهود مؤسسات الدولة والدعم الذي تلقته سوريا من الأشقاء والأصدقاء، والذي يعبر عن مكانة الشعب السوري لدى تلك الدول".
من جانبه أعلن محمد الشبلي مدير إدارة الإعلام في الدفاع المدني السوري، وصول فريق مصري وحيد يتكون من حوالي 17 شخصا ما بين أطباء ومقدمي خدمة صحية ومتخصصين في رفع الأنقاض وإنقاذ وانتشال الضحايا من أسفلها، مشيرًا إلى أن الفريق المصري الوحيد الذي تمكن من الدخول إلى مناطق شمال وغرب سوريا.
وأضاف إن الدفاع المدني السوري تقدم بالشكر والتقدير للشعب المصري بناء على جهود الفريق التقني الوحيد الذي دخل إلى مناطق صعبة متضررة بشكل كبير جدًا بسبب آثار الزلزال المدمر والذي أسقط آلاف الضحايا حتى الآن .
وأشار إلى أن الفريق التقني المصري يوجد في هذه الأثناء في الميدان لانتشال وإنقاذ أكبر عدد من الضحايا، حيث يعمل منذ مجيئة ودخوله سوريا على إنقاذ أكبر عدد والقيام بالمهام الإنسانية الكبيرة التي يقدمها منذ وصوله إلى المناطق المتضررة.
تقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء
وقدمت عدة منظمات سورية وإغاثية الشكر للفريق التقني المصري الذي يقدم ملحمة إنسانية من وقت وصوله إلى الجانب السوري خاصة المناطق الشمالية والتي تزداد فيها الأضرار بشكل كبير.
يذكر أن لجنة مصر العطاء بنقابة الأطباء، أعلنت بعد وقوع الزلزال الأليم عن فتح باب التبرعات المالية المخصصة لمساعدة الشعب السوري إثر الزلزال المدمر الذي لحق بسوريا فجر يوم الاثنين الماضي.
وقال الدكتور خالد أمين عضو مجلس النقابة العامة للأطباء ومقرر لجنة مصر العطاء، إنه لم يتم اتخاذ قرار الإعلان عن قبول التبرع إلا بعد قيام لجنة مصر العطاء من التأكد من احتياجات الشعب السوري بالتنسيق مع وزارتي الصحة والخارجية المصرية وعليه تم بدء اتخاذ الإجراءات لتوفير المساعدات الإنسانية للأشقاء السوريين.
وأضاف أمين، أن المساعدات التي ستوفرها لجنة مصر العطاء النسبة الأكبر منها أدوية ومستلزمات طبية وأن اللجنة بدأت بالفعل التنسيق مع الشركات والمؤسسات الموردة لها لشراءها.
وأكد أمين، أنه تم التواصل مع وزارتي الصحة والخارجية المصرية من جهة والسفارة السورية بالقاهرة من جهة أخرى للتأكيد على قيام وفد نقابي من نقابة الأطباء للسفر وتوصيل المساعدات إلى الداخل السوري.
كما أشادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الخميس، بجهود مصر لإنقاذ ضحايا الزلزال في سوريا.
وقالت المفوضية عبر حسابها الرسمي على "تويتر": "بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن مصر أول فريق دولي يصل إلى سوريا ليقدم الدعم والإغاثة للمتضررين من الزلزال.. شكرًا لشعب وحكومة مصر على الدعم الدائم".