يحاول الجيش الروسي بسط السيطرة الكاملة على مناطق أوكرانية اليوم الجمعة، فيما تواصل كييف في المقاومة بدعم لوجستي وعسكري من الغرب.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تقدم القوات الروسية لأول مرة منذ نصف عام، معززة بعشرات الآلاف من المجندين الجدد، في معارك شتوية لا هوادة فيها يصفها الجانبان بأنها من أكثر الحروب دموية.
وفي زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للندن يوم الأربعاء الماضي، قبل أن ينتقل إلى باريس وبروكسل، أمس الخميس، لحث الحلفاء على تزويد بلاده بطائرات مقاتلة لاستخدامها ضد الروس، وأعلنت بريطانيا أنها تدرك "المخاطر التصعيدية المحتملة" لتزويد أوكرانيا مزيدا من الأسلحة الغربية، بينما قللت من احتمال تسليم كييف مقاتلات "تايفون" من طرازات قديمة.
كما تعهدت بريطانيا بأنها ستبدأ تدريب طيارين أوكرانيين، إضافة إلى النظر في إرسال طائرات "على المدى الطويل"، رغم ما يعتري الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي من قلق من التورط أكثر في الحرب.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الطائرات المقاتلة التي تطالب بها أوكرانيا لا يمكن "تحت أي ظرف" أن يتم "تسليمها في الأسابيع المقبلة"، مؤكدا أنه يفضل أسلحة "أكثر فائدة" ويكون تسليمها بشكل "أسرع".
وطوال جولته الأوروبية يومي الأربعاء والخميس، أصر الرئيس الأوكراني على أن بلاده بحاجة إلى طائرات مقاتلة لإنهاء الحرب التي تقودها روسيا.
في المقابل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لم تبدأ القتال في أوكرانيا بل تسعى لوقفه، وأن النازيين هناك وداعميهم هم من شرعوا في القتال.
وقال بوتين في اجتماع مع ممثلين عن صناعة الطيران: "أريد أن أقول ذلك مرة أخرى: لم نبدأ أي قتال، بل نحاول إنهاءه"، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية.
وأضاف أن القتال بدأ من قبل النازيين في أوكرانيا، وأن المهمة الرئيسية الآن تهيئة كافة الظروف للحفاظ على روسيا وتنميتها وتعزيز طاقاتها، وحماية تاريخها.
يأتي ذلك فيما ردّ متحدث الكرملين دميتري بيسكوف على الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إن الرئيس الروسي بوتين خسر حرب أوكرانيا، بأنه ما من أدنى شك بنجاحلصالح روسيا في الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال بيسكوف: "ليس لدينا سبب للشك.. السيد بايدن لا يأخذ في الحسبان المستوى غير المسبوق لتوحد المجتمع حول بوتين"، وأضاف أن هذا هو النجاح.
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن روسيا ستصمد أمام الحرب الهجينة التي أطلقتها ضدها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون.
وقال لافروف في برقية التهنئة بمناسبة العيد المهني للدبلوماسيين في روسيا: "هذا العام نحتفل بعيدنا في ظل الحرب الهجينة التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد بلادنا".
وأضاف: "لا شك أن روسيا ستصمد في أوقات المحن القاسية وستتجاوزها حتى تصبح أقوى".
وتقول كييف إنها تتوقع أن توسع موسكو نطاق هذا الهجوم بدفعة كبيرة مع اقتراب الذكرى السنوية للحرب الروسية مع أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير.
وقالت روسيا إنها دمرت أربعة مخازن مدفعية أوكرانية في منطقة دونيتسك، وقال الجيش الأوكراني إنه خلال آخر 24 ساعة، واصلت القوات الروسية هجماتها في مناطق كوبيانسك وليمان وباخموت وأفديفكا ونوفوبافليفكا وفوليدار.
وقال الحاكم الأوكراني سيرهي هايداي، لمنطقة لوغانسك بشرق البلاد الذي تخضع غالبيته للسيطرة الروسية، عن هجوم روسي جديد كبير حول منطقة كريمينا على امتداد الشريط الشمالي من الجبهة الشرقية، وقال للتلفزيون الأوكراني: "حتى الآن لم يحرزوا نجاحا كبيرا، وقواتنا الدفاعية صامدة هناك".
وأطلقت روسيا حربها في أوكرانيا لمحاربة ما تصفه بأنه تهديد أمني تتسبب فيه علاقات أوكرانيا بالغرب، وتقول أوكرانيا والغرب إن الحرب الروسية استيلاء غير مبرر على الأرض.