EN
تسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة والذي ضرب تركيا وشمال سوريا في 6 فبراير في دمار هائل، فقد انهارت آلاف المباني وفقد أكثر من 16000 شخص حياتهم، لكن البعض على وسائل التواصل الاجتماعي يزعمون أنه تسبب في تحرك تركيا بأكملها بمقدار 3 أمتار.
وكتب أحد المستخدمين على تويتر: "كان الزلزال في تركيا قوياً لدرجة أنه فيما يتعلق بسوريا، تحركت أنقرة 3 أمتار".
وكتب آخر: "لقطات مفجعة للدمار الذي ضربه زلزال تركيا. لقد كان زلزالًا شديدًا أدى إلى تحريك جميع أنحاء تركيا لمسافة 10 أقدام".
ويبدو أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي كانوا يشيرون إلى عناوين الأخبار من مختلف وسائل الإعلام التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت.
لكن ما مدى دقة هذه الادعاءات؟ هل تحركت الدولة بأكملها 3 أمتار؟
حسب مجلة “نيوزويك” الأمريكية، قال ويليام بارنهارت، المنسق المساعد لبرنامج مخاطر الزلازل التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي: “تتمركز معظم تركيا على صفيحة تكتونية تسمى لوحة الأناضول. تتحرك تلك اللوحة غربًا أقل بقليل من بوصة واحدة في السنة في المتوسط. ولكن يتم إغلاق اللوحة عند حدودها حيث توجد عيوب ولا تتحرك بشكل عام من هناك. يتراكم الضغط الناتج عن تحريك اللوحة عند هؤلاء يصدع حتى ينزلق ويحدث زلزالا ".
وتقع تركيا عند تقاطع ثلاث صفائح تكتونية رئيسية: الصفيحة الأوراسية والصفيحة العربية والصفيحة الأفريقية، وصفيحة الأناضول أصغر بكثير وتقع بين هذه الكتل الكبيرة، ووقع الزلزال الأخير بسبب تحرك الصفيحة العربية باتجاه الشمال.
وقال ليندسي شوينبوم، أستاذ علوم الأرض ورئيس قسم العلوم الكيميائية والفيزيائية في جامعة تورونتو ميسيسوجا: "تتعرض تركيا الشرقية للضغط مع اصطدام الصفيحة العربية بالصفيحة الأوراسية. ونتيجة لذلك اضطرت للتحرك إلى الغرب".
ووقع الزلزال على طول منطقة صدع شرق الأناضول، وهي حدود صفيحة تمتد أكثر من 300 ميل بين صفيحة الأناضول والصفيحة العربية، أي من شرق إلى جنوب وسط تركيا.
تسبب انزلاق هذا الصدع في حدوث زلزال كبير وتسبب في إزاحة الأرض المحيطة به أفقياً.
حقيقة تحرك تركيا بأكملها 3 أمتار
وتوضح خريطة الهياكل التكتونية الرئيسية حول صفيحة الأناضول على قاعدة مأخوذة من لقطة من برنامج “World Wind” التابع لناسا، وتظهر الأسهم نواقل إزاحة للصفائح الأناضولية والعربية بالنسبة للصفيحة الأوراسية.
وقال بارنهارت: "أثناء الزلزال، تنزلق تلك العيوب بعنف عدة أقدام لتلحق بباقي الصفيحة. هذا هو المكان الذي نرى فيه 3 أمتار من الحركة في بضع ثوان."
ويوضح الرسم البياني المشترك بواسطة MyRadar Weather، تطبيق توقعات الطقس، على “تويتر” هذه الحركة، وجاء في المنشور: "نتعلم أنه في بعض الأماكن على طول صدع الأناضول الشرقي، انزلقت صفيحة الأناضول متجاوزة الصفيحة العربية حتى 3 أمتار".
تركيا لم تتحرك بأكملها 3 أمتار
وقال بارنهارت: 'تم إجراء هذه القياسات باستخدام صور الأقمار الصناعية. هذا لا يعني أن كل تركيا تحركت مسافة 3 أمتار، لكن هذا يعني أن المنطقة المحيطة مباشرة بصدع الزلزال قد تحركت لمسافة 3 أمتار في بعض الأماكن”.
وأضاف: “تحدث خطوات صغيرة في الحركة الشاملة لشبه جزيرة تركيا أثناء زلازل مثل هذه. لكن يستغرق الأمر ما يقرب من 140 إلى 150 عامًا لتركيا بأكملها لتتحرك مسافة 3 أمتار إلى الغرب”.
وحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، وصفت الصفيحة التكتونية التي تجلس عليها تركيا أيضًا بأنها انزلقت بمقدار يصل إلى 3 أمتار. ومع ذلك، يبدو أن الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي قد شاهدوا العنوان الرئيسي في عزلة وافترضوا أن هذا الرقم ينطبق على البلد بأكمله، وليس المنطقة المحددة حول خط الصدع.
