تسبب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا الإثنين الماضي، في العديد من الخسائر، في الأرواح، إلى جانب الخسائر الاقتصادية، حيث توقع خبراء أن يضيف هذا الزلزال خسائر بمليارات الدولارات من الإنفاق لتعويض الأضرار، متوقعين أن ينخفض النمو الاقتصادي بنحو نقطتين مئويتين، حيث ستضر أنقرة لضخ المليارات في جهود إعادة الإعمار.
الخسائر الاقتصادية لزلزال تركيا
وتعرض الكثير من المباني، والبنية التحتية لأضرار جسمية، فيما أكد مسؤولون لرويترز، أن حجم الدمار سيضع ضغوطا كبيرا على ميزانية تركيا، حيث أن تكلفة خسائر زلزال تركيا ستكون بمليارات الدولارات، في وقت تعاني فيه تركيا منذ سنوات من ارتفاع معدلات التضخم وانهيار العملة بسبب تبني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسات اقتصادية منها خفض أسعار الفائدة، ما أدى لارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى في 24 عاما عند 85% العام الماضي وهبطت الليرة 10% من قيمتها مقابل الدولار على مدار الـ 10 سنوات الماضية.
50 مليار دولار خسائر
في هذا الصدد، قال أحمد أبو علي، الباحث الاقتصادي، إنه بالإضافة إلى الخسائر البشرية التي لا تقدر بثمن، فقد كلف زلزال تركيا وسوريا أضرارا تصل إلى مليارات الدولارات، كما سيؤثر على العمليات النفطية في عدة دول حول العالم نتيجة إيقاف مصافي النفط الرئيسية في البلدين، موضحا أن تكلفة الزلزال قدرت مبدئيا بحوالي 35 إلى 50 مليار دولار، وذلك حسب تصريحات خبير الزلازل التركي أوفجون أحمد أركان، على تويتر.
وأضاف أبو علي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن العجز التجاري المحلي والخارجي لتركيا بلغ 110 مليارات دولار، فيما تبلغ تكلفة وفاة شخص واحد بسبب الزلزال مليون و 250 ألف دولار، وهذا ما سيؤدي إلى تراجع التنمية في تركيا، مشيرا إلى أنه على مستوى العملة فقد هبطت الليرة التركية مباشرة بعد وقوع الزلزال إلى مستوى قياسي جديد مسجلة 18.85 أمام الدولار، قبل أن تقلص خسائرها، كما انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في تركيا بنسبة 4.6%.
أكبر مدينة اقتصادية صناعية
أما عن المدينة التي ضربها الزلزال ، أكد الباحث الاقتصادي أحمد أبو علي، أن مدينة غازي عنتاب تم تطوير الصناعة بها لدرجة أن عدد الشركات الصناعية الكبيرة التي تم إنشاؤها هناك، تمثل 4% من الصناعة التركية بشكل عام، والصناعات الصغيرة تشكل 6%، وتُعرف المدينة بأنها مركز اقتصادي في مناطق شرق وجنوب شرق الأناضول، وهي رابع أكبر محافظة من حيث حجم صادراتها بإجمالي 5012 شركة توظف 180 ألف شخص في المحافظة، وكان من المتوقع أن تسهم غازي عنتاب هذا العام في 30 مليار دولار من الصادرات.
وضربت الزلازل البلاد في وقت أعطت فيه سياسات الحكومة الأولوية للإنتاج والصادرات والاستثمارات من أجل تعزيز النمو الاقتصادي رغم أن التضخم بلغ أكثر من 57% بحلول يناير، كما من المتوقع أن تلحق الزلازل أضرارا بالإنتاج في المناطق المنكوبة التي تمثل 9.3% من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا.
خسائر الطاقة بسبب زلزال تركيا
وأظهرت بيانات بورصة الطاقة في إسطنبول تراجع استخدام الكهرباء في تركيا بنسبة 11 بالمئة يوم الاثنين مقارنة بالأسبوع السابق بما يعكس حجم تأثر الاستهلاك، ومن شأن هذه الأضرار أن تؤثر على النمو الاقتصادي هذا العام.