واقعة إنسانية في محافظة الجيزة.. حسرة تقشعر منها الأبدان، وآمال وأحلام تتبدد وتتسرب، وخوف من مستقبل مجهول، وآلم وحزن يملأ الصدور، وقلوب تتحسر على ذكريات أصبحت هباءاً منثوراً، هذا هو حال سكان عقار شارع عباس رياض بمنطقة العروبة التابعة لحي الطالبية في محافظة الجيزة، بعد تمايل العقار القاطنين به منذ عدة سنوات، واحتمالية سقوطه في أي وقت .
تمايل كبير لعمارة مكونة من 15 دور في الطالبية
بداية الموضوع والقصة كما يرويها أهالي العقار والجيران، أن هذا العقار مكون من 11 دور ومعظمه مباع تمليك لعدد كبير من الأهالي، وبه فقط 4 أدوار كاملة يمتلكها صاحب العقار يقوم بإيجارها.
وبسبب طمع صاحب العقار، وفساد الذمم من المرتشين في الاحياء المحلية اللذين لا يخافون على أرواح المواطنين، وتهمهم فقط المادة ولا يقومون بعملهم على أكمل وجه، قام صاحب العقار بزيادة 4 أدوار إضافية على العمارة السكنية لتصبح 15 دوراً كاملة في شارع لا يتعدى طوله 10 أمتار.
حيلة صاحب العقار لإنقاذ العمارة السكنية من السقوط
وبسبب ضعف الاساسات ووسط عدد الأدوار الكبير، لتكون ناطحة سحاب كما أطلق عليها الأهالي بوصفها العمارة الأكبر في عدد الأدوار في هذه المنطقة، تمايلت العمارة قليلاً، ليقوم صاحب العمارة بالتعاقد مع مهندس مدني من أجل القيام بإصلاحات البرج السكني من خلال "دق خوازيق حديدية"، ولكن المحاولات باءت بالفشل، وتمايلت أكثر من اللازم وأصبحت مهددة بالسقوط في أي وقت.
ووسط استغاثات الأهالي بالمسؤلين وصل الأمر إلى حي الطالبية التابع لمحافظة الجيزة، وقام اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة بمعاينة العقار السكني، وقررتشكيل لجنة هندسية وفنية لمعاينة العقار مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حفاظاً على أرواح الأهالي والجيران في العمائر السكنية المجاورة والملاصقة للعقار المهدد بالسقوط.
لجنة هندسية لمعاينة العقار تقرر الإخلاء وضرورة الهدم
وأنتهت اللجنة المشكلة إلى ضرورة إخلاء العقار السكني من المواطنين، وبالفعل تم إخلاء جميع السكان من العمارة السكنية أمس الأربعاء،تمهيداً لهدم العمارة السكنية بطريقة آمنة حفاظاً على أرواح الأهالي والمواطنين، كما تم إخلاء العمائر السكنية المجاورة للعقار المهدد بالسقوط في أي وقت، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
ليظل السؤال قائماً متى يتوقف فساد بعض أصحاب الذمم بالمحليات حتى لا نرى عمارة سكنية جديدة مهددة بالسقوط وأهلها مهددين بالتشرد في الشارع؟.