سارعت عشرات الدول حول العالم لإرسال المساعدات بعد زلزال قوي خلف أكثر من 12000 قتيل في أنحاء سوريا وتركيا. الكوارث الطبيعية تساوي بين البشر ولكن أوروبا والغرب لا يساوون الضحايا ببعضهم ويميزون بعضهم عن الأخر.
الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، والذي ضرب جنوب تركيا في الساعات الأولى من يوم الاثنين، أعقبه أكثر من 100 هزة ارتدادية وزلزال ثان بقوة 7.5 درجة. قتل أكثر من 12000 شخص في أنحاء سوريا وتركيا، ويخشى أن مئات آخرين محاصرون تحت الأنقاض.
بينما تلقت تركيا تدفقًا كبيرًا من الدعم والمساعدات من عشرات الدول، كان التواصل مع سوريا أقل حماسة، مما أثار مخاوف من أن الضحايا على جانب واحد من الحدود التركية السورية قد يتم إهمالهم بينما يتم توفير المساعدات للآخرين.
ويزعم المراقبون إن اللوم يقع علي عاتق السياسة التي حرمت السوريين من المساعدات والاعاناث الإغاثية.
تركيا عضو في حلف شمال الأطنطي لم تزد مكانتها الدولية إلا في السنوات الأخيرة. بينما سوريا، من ناحية أخرى، تم تهميشها دوليًا وفرضت عليها عقوبات شديدة بسبب الانتفاضة التي بدأت في عام 2011.
وحتي اللحظة التي يكتب فيها هذا التقرير لم ترسل أي دولة أوروبية مساعدات لدعم ضحايا الزلزال المدمر في سوريا.
دمشق استقبلت فقط مساعدات واعانات من 13 دولة، بحسب التقارير الإعلامية، وهم: مصر والإمارات وعمان والأردن والجزائر وتونس والعراق ولبنان وليبيا وروسيا وإيران والهند وباكستان.
بينما علي الجانب الآخر، تدفقت المساعدات الغربية والأمريكية علي تركيا من 42 دولة حول العالم علي رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأوكرانيا وكندا وأستراليا، مما يفضح الرياء الأوروبي. أليس الزلزال واحد؟ أليس الضحايا متشابهين؟
للإجابة علي هذة الأسئلة، علي أوروبا الإجابة علي السؤال الأشمل، ألا وهو: لماذا فزعتم لمساعدة أوكرانيا ووصفتم العملية الروسية بالغزو؟ ولم تعترفوا حتي اللحظة في حق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم المحتلة من كيان يغتصب الأرض والعرض ويستحل دماء الأطفال؟ أنه حقًا النفاق الغربي الذي لا يتغير.