اظهرت العديد من الدراسات أن هناك أرتباط وثيق بين العديد من الأمراض وصحة الفم، فإهمال صحة الفم يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، لذلك فإن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام أمرا أساسيا عندما يتعلق الأمر بنظافة الفم الجيد، ويمنع مشاكل مثل التسوس وأمراض اللثة.
وبحسب ما نشره موقع timesnownews،عن دراسة أجراها علماء في كلية الطب بجامعة ييل في نيو هيفن كونيتيكت بالولايات المتحدة، فإن العلامات التي تكشف صحة الفم السيئة، مثل مرض اللثة والأسنان المفقودة قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
تشير الأبحاث الأولية، المقرر تقديمها في المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية التابع للجمعية الأمريكية للسكتة الدماغية الأسبوع المقبل، إلى أن البالغين المعرضين وراثيًا لسوء صحة الفم وتسوس الأسنان يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر ظهور علامات تدهور صحة الدماغ.
وذكر موقع “ wtopNews ” أن النتائج أولية تشير إلى إن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة بما في ذلك من خلال التجارب السريرية ومجموعة أكثر تنوعًا من الموضوعات.
وقال دكتور سيبريان صاحب الدراسة ما لم يكن واضحًا هو ما إذا كانت مشاكل اللثة والأسنان تؤثر على صحة الدماغ أي الحالة الوظيفية لدماغ الشخص والتي يمكننا الآن فهمها بشكل أفضل باستخدام أدوات التصوير العصبي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
وقال دكتور ريفيير زميل ما بعد الدكتوراه في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة ييل في نيو هيفن، كونيتيكت، في بيان صحفي صادر عن جمعية السكتات الدماغية الأمريكية أن "دراسة صحة الفم مهمة بشكل خاص لأن مشاكل اللثة والأسنان تحدث بشكل متكرر لدي معظم الأشخاص وبالرغم من أن مشاكل الفم والأسنان عامل خطر إلا أنها قابلة للتعديل بسهولة، فيمكن للجميع تحسين صحة الفم بشكل فعال بأقل وقت واستثمار مالي.
ومن جانبها أشارت جمعية السكتات الدماغية الأمريكية إلى دراسات سابقة أظهرت أن أمراض اللثة وفقدان الأسنان وسوء تنظيف الأسنان بالفرشاة وقلة إزالة البلاك يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وأضافت الرابطة إن أمراض اللثة ومشاكل صحة الفم الأخرى مرتبطة أيضًا ببعض الحالات الصحية الشائعة مثل ارتفاع ضغط الدم.
و في أحدث دراسة ، نظر الباحثون بين عامي 2014 و 2021 في 40 ألف بالغ مسجلين في قاعدة البيانات الطبية الحيوية المعروفة باسم البنك الحيوي في المملكة المتحدة وكان 46 في المائة من البالغين من الرجال ومتوسط أعمارهم 57 ولم يكن لأي منهم تاريخ من الإصابة بسكتة دماغية من قبل .
تفاصيل التجارب
و قام الباحثون بفحص المشاركين بحثًا عن 105 متغيرات جينية من شأنها أن تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بتجاويف أو أسنان مفقودة أو يحتاجون إلى أطقم أسنان في وقت لاحق من الحياة.
وأكد الباحثون بالفحص الأفراد للعثور على علامات تدل على صحة التنفس باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، ووجدوا أن أولئك الذين كانوا معرضين وراثيًا لصحة الفم السيئة لديهم زيادة بنسبة 24 في المائة في فرط كثافة المادة البيضاء ، أو تلف المادة البيضاء في الدماغ والتي يمكن أن تؤثر على الذاكرة والتوازن والحركة.
يقول الباحثون إن الأفراد الذين يعانون من مشاكل الفم والأسنان أظهروا تغيرًا بنسبة 43 في المائة في الضرر البنيوي الدقيق ، أو مقدار "البنية الدقيقة" في الدماغ التي تغيرت مقارنة بشخص بالغ سليم في نفس العمر.
قال الدكتور جوزيف ب. برودريك ، الأستاذ في قسم طب الأعصاب وطب إعادة التأهيل بجامعة سينسيناتي ، والذي لم يشارك في الدراسة في نفس البيان الصحفي الصادر عن جمعية السكتات الدماغية الأمريكية، أنه في حين أن الدراسة لا تظهر تحسن صحة الأسنان واللثة ينعكس على بالإيجاب على صحة الدماغ ، فإن نتائج هذه الدراسة "مثيرة للاهتمام" وتحتاج إلى مزيد من البحث.
قال بروديريك: أن العوامل البيئية مثل التدخين والأمراض المزمنة كداء السكري لها تأثير أقوى بكثير فى الإصابة بصحة الفم السيئة من أي علامة جينية باستثناء الحالات الوراثية النادرة المرتبطة بصحة الفم السيئة ، مثل المينا المعيب أو المفقود.
لا يزال من الجيد الاهتمام بنظافة الفم وصحته، ومع ذلك نظرًا لأن الأشخاص الذين يعانون من ضعف صحة الدماغ من المرجح أن يكونوا أقل اهتمامًا بصحة اللثة والأسنان مقارنة بمن يتمتعون بصحة دماغية طبيعية فمن المستحيل إثبات السبب والنتيجة.
دور الجينات
ووجد فى بعض الأبحاث أن مشاكل الفم وبعض الأمراض الأخرى تشتركان فىبعض العوامل الوراثية، وقد تتداخل الملامح الجينية لزيادة مخاطر الإصابة بالمشكلات الصحية التى تصيب اللثة والأسنان مع عوامل الخطر الجينية للحالات الصحية المزمنة الأخرى مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والالتهابات وغيرها من المشكلات الصحية المعروف أنها مرتبطة بعلامات تصوير الدماغ والمخ .