أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن سؤال ورد اليه عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونة: "الاستغفار وتكفير الذنوب "؟.
واجاب "مرزوق"، قائلاً:" اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻪ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻥ ﺗﻮاﻓﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻁ اﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺳﻮءا ﺃﻭ ﻳﻈﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻳﺠﺪ اﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭا ﺭﺣﻴﻤﺎ}، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ: ﻣﻦ اﺳﺘﻐﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺩﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ اﻟﺤﻲ اﻟﻘﻴﻮﻡ ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﺣﻒ، ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ: ﻻ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻊ اﻹﺻﺮاﺭ، ﻭﻻ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻓﺎﻟﻤﺮاﺩ ﺑاﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻫﻨﺎ اﻟﺘﻮﺑﺔ.
هل الاستغفار يكفر جميع الذنوب الكبيرة والصغيرة ؟
أما لو ﻛﺎﻥ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﻭاﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺫﻟﻚ على النحو التالي: قال الشافعية: ﺇﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﺩﻭﻥ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، أما اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭاﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ: فقالوا ﺇﻧﻪ ﺗﻐﻔﺮ ﺑﻪ اﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺮﻗﻮا ﺑﻴﻦ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺻﺮﺣﺖ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻣﻤﺤﺎﺓ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ.
وقال ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺃستغفر اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ اﻟﺤﻲ اﻟﻘﻴﻮﻡ، ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻏﻓﺮ ﻟﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﺣﻒ "
وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺟﻞ: ﺃستغفر اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ اﻟﺤﻲ اﻟﻘﻴﻮﻡ ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ ; ﺇﻻ غفر ﻟﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﺣﻒ.