ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن فرق الإنقاذ العاملة في سوريا وتركيا في أعقاب الزلزال الذي ضرب المنطقة صباح أمس الاثنين تمارس مهامها في ظل أوضاع غاية في الصعوبة حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر إلى جانب التعرض لتوابع زلزالية.
ويضيف المقال، الذي كتبته الصحفية روث مايكلسن، أن تلك الظروف القاسية تعرقل جهود الإنقاذ من أجل البحث عن ناجين تحت الأنقاض بعد أن تعرضت المنطقة لزلزال شديد بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر.
وتوضح الكاتبة أنه على الرغم من الحجم الكبير للدمار والخسائر التي نجمت عن الهزة الأرضية العنيفة، إلا أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن أعداد الضحايا جراء الزلزال مازالت في تزايد مستمر وقد تتجاوز 20,000 قتيل.
وتضيف الكاتبة أن الهزة الأرضية التي وقعت في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين تسببت في إبادة مباني بأكملها في تركيا كما نتج عنها خسائر ضخمة في سوريا التي تعاني بالفعل من ويلات حرب مدمرة منذ ما يربو على 10 سنوات.
وتضيف الكاتبة أنه في أعقاب وقوع الهزة الأرضية بادرت فرق الإنقاذ الدولية بالتوجه إلى كل من سوريا وتركيا من أجل تقديم العون الإنساني اللازم من أجل البحث عن ناجين، موضحة أنه مازالت أعداد المحاصرين تحت الأنقاض غير معروفة في الوقت الذي تبذل فيه فرق الإنقاذ جهودا هائلة من أجل الوصول إليهم في ظل أجواء مناخية قارسة البرودة.
وتقول الكاتبة إن انقطاع بعض الخدمات في تركيا جراء الهزة الأرضية مثل خدمات الانترنت إلى جانب تدمير بعض الطرق المؤدية إلى المناطق التي دمرها الزلزال تعرقل جهود فرق الإنقاذ للوصول لتلك المناطق والتي تضم ملايين من السكان في جنوب البلاد.
أما في سوريا، كما تقول الكاتبة، فمازالت جهود الإنقاذ كذلك مستمرة حيث الموقف أكثر صعوبة إذ أنه يتواكب مع الدمار، مشيرة إلى تصريحات أحد مسؤولي الأمم المتحدة للإغاثة التي يوضح فيها أن نقص مواد الطاقة إلى جانب الظروف المناخية القاسية تحول دون قيام فرق الإنقاذ بمهامهم على الوجه الأكمل.
وتضيف أن البنية التحتية في سوريا، طبقا لرواية المنسق المقيم للأمم المتحدة المصطفى بن مليح، تكاد تكون متهالكة بالكامل إلى جانب الحالة الرديئة للطرق؛ ما يعرقل حركة فرق الإنقاذ للوصول للمتضررين من الزلزال.
وتلفت الكاتبة إلى أن توابع الهزة الأرضية مازالت تتوالى حتى اليوم الثلاثاء حيث تعرضت منطقة وسط تركيا لهزة أرضية بلغت قوتها 5.6 درجة على مقياس ريختر، موضحة أن حجم الدمار الذي خلفته تلك الهزات الأرضية دفع العديد من دول العالم في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط فضلا عن أمريكا الشمالية إلى الإعلان عن تقديم كل الدعم لكلا البلدين في تلك الظروف الإنسانية العصيبة.
وتشير الكاتبة في ختام المقال إلى أن تركيا أعلنت بالفعل أنها تلقت عروضا بالمساعدة من جانب 45 دولة من دول العالم في الوقت الذي أعلنت فيه سوريا أن المساعدات الإنسانية التي سوف تتلقاها ستصل إلى جميع السكان في جميع أرجاء البلاد بما فيها المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية.