ربما لم تشهد الإسكندرية منذ فترة طويلة هذه التغيرات الكبيرة في درجات الحرارة، حيث عاشت المدينة على مدار 24 ساعة ظروفا جوية صعبة، ورياح شديدة مع ارتفاع حاد في الأمواج، وسقوط أمطار تراوحت شدتها من متوسطة إلى غزيرة، على عدد من المناطق من شمال وشرق المحافظة.
ماذا حدث في شاطئ إدوارد خراط؟
الأمواج العاتية التي وصل ارتفاعها إلى 3:5 متر، وبلغت سرعة الرياح 30:40 عقدة - بحسب بيان هيئة الأرصاد الجوية - وحذرت فيه من انتشار ظاهرة اضطراب الملاحة البحرية، الذ تسبب في ارتفاع موج البحر.
أسفرت ارتفاع الأمواج العاتية لحدوث تآكل لجزء من شاطىء إدوارد خراط، مما أدى إلي تشقق في الرصيف المتواجد على الكورنيش بطول 20 متر، وكسر في السور.
وقد تابع اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، آثار الطقس السيء بنطاق المحافظة ، ومتابعة حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة التي تتعرض لها المدينة على مدار الأيام الماضية.
المحافظ يتفقد الشاطئ
وتفقد الشريف منطقة شاطئ إدوارد خراط بحي المنتزه أول والتي تسببت الأمواج العاتية في تشقق جزء من الرصيف، وميل السور، بسبب إن موجة الطقس السيىء التي تتعرض لها الإسكندرية ونشاط الرياح وارتفاع الأمواج بشكل غير عادي.
وأكد أنه على الفور تم التنسيق الكامل مع جهاز تعمير الساحل الشمالي، وحماية الشواطىء، وإدارة المرور، والحي، وجميع الأجهزة المعنية، لافتا إلى أنه تم البدء الفورى في معالجة الرصيف والسور.
أعمال الإصلاح بدأت على الفور
وأضاف الشريف أن هيئة جهاز تعمير الساحل الشمالي وحماية الشواطئ بالتنسيق مع المقاولون العرب والجهات المختصة بدأوا على الفور في التعامل مع النحر، حيث تم وضع كتل خرسانية تمهيدا لوضع بلوكات، وحماية الرصيف والشاطئ، ومعالجة الإنشقاقات، وما أتلفته الأمواج، مُضيفا أنه تم عمل شريط أصفر وعلامات إرشادية بنطاق المنطقة المتضررة لتنبيه المواطنين باتخاذ الحذر وعدم السير في تلك المنطقة المحددة حفاظا على سلامتهم.
زلزال تركيا لا علاقة له بالشاطئ
وحول السور، أكد الدكتور طارق عثمان عميد معهد علوم البحار بالإسكندرية أن الشائعات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن ما حدث بشاطئ إدوارد خراط لا أساس لها من الصحة.
وأكد عثمان أن ميل سور الشاطئ وانشقاق الرصيف الخاص بالكورنيش، لا علاقة له بزلازل تركيا نهائيًا، مشددًا أن هناك عوامل أخري تسببت في هذه الأزمة وهي ارتفاع الأمواج وتآكل التربة الاسمنتية وعوامل التعرية ونحر البحر.
وأشار إلى أن هذا الأمر حدث قبل عده أعوام علي كورنيش المندرة عندما خرجت المياه للشارع وأخذت الرصيف وكان بسبب العوامل التي ذكرنها.
وأوضح عثمان أن الحل هو إنشاء مصدات بطريق عاشق ومعشوق واستخدام أسمنت خاص بمقاومه عوامل التأكل والتعرية خاصة في الأماكن التي لا يوجد بها حواجز ومراعاة اشتراطات الأعمال علي الكورنيش وطبعتها وأن تكون الخامات المستخدمة مطابقة للمواصفات والتغيرات المناخية.