خبراء التعليم:
أسبابانتشار العنف الأسري والآثار الناتجة وطرق المواجهة
الاهتمام بالأخلاق والقيم في المجتمع لمواجهة العنف الأسرى
مقترحات تقويمية لعلاج ظاهرة العنف الأسري
إضافة مقررات جديدة بالمرحلة الابتدائية يزيد العبء المعرفي على التلاميذ
طرق التصدي للعنف الاسري من خلال المدرسة
طالب اللواء دكتور محمد درويش مستشار الاتصال السياسي، بوزارة التضامن الاجتماعي، أن يكون هناك مناهج بالتعليم تحذر من العنف الأسري، وأن تكون هذه المناهج بمادة نجاح ورسوب".
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، لمناقشة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي ومكاتب لجان الشئون الدستورية والتشريعية، والثقافة والسياحة والآثار والإعلام، والشئون الدينية والأوقاف عن الدراسة المقدمة من النائب محمد هيبة، بشأن ظاهرة العنف الأسري، الأسباب والآثار وسبل المواجهة.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس ، أن العنف الأسري يمثل أخطر شكل من أشكال العنف، موضحًا أن للأسرة دورا وقائيا في حماية أبنائها من العنف كما تتحمل في الوقت نفسه جانبا كبيرا من المسؤولية عن العنف الذي يتصف به أبناؤها.
وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس ، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن ظاهرة العنف الأسري انتشرت في الفترة الأخيرة سواء من الأزواج إلي الزوجات أو العكس، او من الأب أو الأم إلي الأبناء أو العكس، والتي قد تصل إلي جرائم القتل مما يهدد استقرار المجتمع باعتبار أن الأسرة هي أساس استقرار المجتمع.
وأضاف أن أسباب أنتشار ظاهرة العنف الأسري تعود لعدة أسباب منها :
-ضغوط الحياة وصعوباتها مما يؤثر بشكل سلبي علي العلاقات الأسرية
-إصابة الأب أو الأم باضطرابات نفسية قد تدفعهما الي العنف
-وجود سمات شخصية سلبية لدي بعض أفراد الأسرة مثل الجمود الفكري، الميول العدوانية، والتعصب والعنف، وعدم التسامح.
-الخبرات السابقة السلبية لأفراد الأسرة في علاقاتهم ببعضهم البعض قد تصل الي مرحلة الانتقام وارتكاب الجريمة.
-الجهل ببعض الأمور العلمية المتصلة بالعلاقات الزوجية التي قد تدفع الزوج الي ارتكاب جريمة في حق الزوجة في ضوء معتقداته الخاطئة.
وأشار إلى أن انتشار ظاهرة العنف الأسري أدي إلى تواجد العديد من النواتج السلبية المترتبة علي ظاهرة العنف الأسري منها:
انهيار الأسرة، وضياع مستقبل الأبناء والذين من المحتمل أكثر تعرضهم للانحراف وتورطهم في جرائم أخري في سلسلة لا متناهية فضلا عن تفسخ المجتمع باعتبار أن الأسرة هي وحدة بناء المجتمع.
وفيما يتعلق بمقترح تدريس مادة في المرحلة الابتدائية “تدعم التماسك الأسري، ونبذ العنف” قال الخبير التربوي، أن هذا المقترح يواجه عقبة تتمثل في ان الصفوف الدراسية تتضمن العديد من المقررات الدراسية المختلفة والتي تتناسب مع السعة المعرفية للطلاب في كل المراحل التعليمية.
وقال إن إضافة مقررات أخري سيزيد من العبء المعرفي عليهم، وخاصة أن المرحلة الابتدائية هي مرحلة تأسيسية للتلاميذ والتي يجب فيها اعطائهم المعلومات الأساسية في المواد الدراسية المختلفة سواء في اللغات أو الرياضيات أو العلوم أو الدراسات الاجتماعية، وإضافة مادة تماسك الاسرة مستقلة يتناقض مع الأهداف التربوية ونواتج التعلم المستهدفة من المرحلة الابتدائية .
وبالتالي من الحلول المقترحة في هذا الصدد :
-تضمين المعلومات المتعلقة بتكوين الأسرة وتماسكها في الدروس المختلفة بالمواد الدراسية الأساسية مثل التربية الدينية، واللغة العربية واللغات الأجنبية بحيث يتم عبر سنوات الدراسة المختلفة تغطية كل الجوانب المتصلة بالأسرة.
-التوعية الدينية في دور العبادة بدور الأسرة في بناء المجتمع والضرورات الدينية للحفاظ عليها .
-التوعية من خلال وسائل الاعلام بأهمية الأسرة في المجتمع .
-التأكيد في الدراما التلفزيونية علي أهمية اظهار نماذج للأسر المتماسكة وما يحققه أفرادها من نجاحات في الحياة .
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن العنف ظاهرة بشرية عالمية عرفها الإنسان منذ بداية خلقه، إلا أنه وفي هذه الفترة الأخيرة هناك زيادة فى العنف الأسري أنتشر بشدة في جميع المجتمعات، وأصبحنا نشاهد أشكالاً متعددة من العنف تنتشر في كل نطاق في المجتمع، ومنها العنف الأسري والعنف داخل المدارس.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن العنف الأسري من الظواهر السلبية المعقدة وذلك لتشابك العديد من العوامل الأسرية منها النفسية والاجتماعية والقانونية والعقلية والدينية.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن العنف الأسري له العديد من الاثار السلبية علي الأطفال والتي منها الإهمال والفشل والإخلال في التنشئة المجتمعية وإساءة المعاملة والحرمان من الوالدين أو أحدهما، بالإضافة إلى الاعتداء النفسي الذي قد يهاجم النمو العاطفي والصحة النفسية للأبناء.
وأضاف الدكتور محمد فتح الله، أن العنف الأسري يؤدي إلى ممارسة العنف في المدارس ويترتب عليها آثار ضارة على من يمارسها وعلى المجتمع بالكامل، لذا يصبح من المهم أن تتضمن مناهج التعليم تحذيرات عن العنف الأسري على أن تكون هذه المناهج بمادة نجاح ورسوب.
وتابع: ويمكن أيضا التصدي للعنف الاسري من خلال المدرسة عن طريق الأنشطة المدرسية أو نشر الثقافة المدرسية للطلاب، لأن أسلوب الشدة والعنف وعدم مراعاة الجوانب الإنسانية للطلاب والظروف التي يمرون بها تقلل الاهتمام بالمدرسة وعدم الوصول إلى المستوى التحصيلي المطلوب.
ولفت أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن عواقب العنف تظل تؤثر على الأطفال طوال حياتهم، وتعوق النمو المعرفي والإدراكي لديهم وكذلك القدرة على تحمل المسئولية وهذا يؤثر على المجتمع بأسره، مضيفًا أن لا مبرر هناك لأي شكل من أشكال العنف، بل يمكن منعها والتصدي لها من خلال وزارة التربية والتعليم وهي ما تسعي إليه خلال الفترة السابقة.
ومن جانب اخر، أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن السبب الرئيسي في زيادة أنتشار ظاهرة العنف الأسري هو انهيار الأخلاق والقيم في المجتمع بأكمله، وهذا مما يجعل الحاجة الضرورية إلى هذا النوع في مناهج التعليم الابتدائية لما تتميز به هذه المرحلة العمرية من سمات وخصائص نفسية وأتاحه تعديل السلوك المنتشر في الأسرة والمدرسة والمجتمع بصورة عامة، مشددًا علي ضرورة الاهتمام بالقيم والأخلاق في المناهج التعليمية وعودة دور الأسرة المجتمعي.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن أنتشار ظاهرة العنف الأسري ينتج عنه سلوكيات غير أخلاقية في المدارس تتمثل في مظاهر الضرب أو السب أو التنمر أو الشتائم أو التجريح وقد تصل لحد الإصابة، وتصطحب هذه السلوكيات مبالغة انفعالية شديدة ناتجة عن انخفاض في مستوى التحصيل الدراسي أو الفهم".
وأضاف الخبير التربوي، أن ظاهرة العنف الأسري تحتاج إلى الاهتمام بمعالجة أسبابها، عن طريق مراجعة المناهج في المدارس والاهتمام بإدخال القيم والمبادئ التي تربينا عليها في المدارس".
وأشار الدكتور حسن شحاتة، إلى أن هناك العديد من الأخطاء الكبرى التي يقع بها أولياء الأمور عند التعامل مع الأبناء وهي استخدام التوبيخ والسخرية الدائمة التي تجعله فاقدا للثقة في نفسه وتجعله انطوائياً يخاف المبادأة في تكوين العلاقات بين زملائه وهذا لا يعني أن الإباء في التربية لا يمكن أن يستخدموا عبارات التوبيخ مع أبنائهم ولكن قد تلجأ إليها بعدما تكون فشلت الأساليب الأخرى کالتنبيه أو التجاهل.
وشدد أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس،على ضرورة تعديل هذه الظاهرة عن طريق وسائل الإعلام والدراما، وتغيير صورة المجتمع بأخلاقه وتعديل الصورة عند أبنائنا الصغار، وأعداد التقارير اللازمة والاهتمام بتعديل النتائج، عن طريق المدارس لأنها هذه الوحيدة التي لها القدرة علي تعديل سلوك الطلاب من خلال الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها ولان المجتمع أصبح لدية الثقة أن وزارة التربية والتعليم في الوقت الحالي قادرة علي ضبط هذا الأمر من خلال رصد الأسباب والاثار الناتجة ومعالجة الأخطاء".
وقال "درويش": "بعد قراءة الدراسة، ألتمس أن يحظى استحسان حديثي واقتراحي الجميع، نحن نتكلم للحفاظ على الأسرة ولا بد من وجود الأساس في مادة بالابتدائي تدعم التماسك الأسري، وتنبذ العنف ويكون ذلك بمادة نجاح ورسوب".
وعقّب رئيس مجلس الشيوخ المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، قائلا:"تعامل التضامن مع النشء أو المنتج من الأوفق أن يكون دور أعمق وأكثر تأثيرًا في المجال التعليمي، وأي تطبيق لا بد أن يكشف عن نواقص معينة، ربما بالقطع يبدأ من حيث اكتشف التطبيق هذا النقص".
وأضاف: "أولا دور المجالس التشريعية يمكن أن تعين في هذا، لو بدأ الخط من وزارة التضامن ترفع الأمر إلى روشتة محددة، بأن تفضل أن يكون هناك جانب تكميلي لهذا الأمر في التعليم، بتعليم النشء في جوانب كذا وكذا، سيكون هناك تضافر في الجهود تحت مظلة مجلس الوزراء، كنوع من تضافر الجهود والتكامل.