يتزامن اليوم نهاية آخر الأيام البيض من شهر رجب الهجري، أو بصيغة أخرى نصف رجب 2023 ، وهو ما يطرح حالة من الخيبة لدى أولئك الذين تأخروا وفاتهم ثلاث ليالي ويومان فقط - من الأيام البيض- ، فيتساءلون هل مازالت الفرصة قائمة حيث اليوم نصف رجب 2023 أم أنها فاتتهم مع أذان الفجر؟، فشهر رجب وهو من الأشهرِ الحُرُمِ العِظامِ؛ ومن ثم يصعب خسارتها بأي شكل من الأشكال لأن هذا يعني أن الخسارة مضاعفة لما يتضاعف فيها ثواب العمل الصالح والعبادات والطاعات ، وهكذا يزيد الاستفهام عن هل يمكن اغتنام فضل نصف رجب 2023 أم أن التأخير ضيع الفرصة .
نصف رجب 2023
قالت دار الإفتاء المصرية ، إن اليوم الإثنين يوافق نصف رجب 2023 ، وهو آخر الأيام البيض 13 و14 و15 لشهر رجب الهجري،والتي يستحب صيامها، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، والأيام البيض 13 و14 و15 من كل شهر هجري.
وأوضحت “ الإفتاء” عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يُستحب صيام نصف رجب 2023 لسببين لأنه من الأيام البيض ، حيث لها فضل عظيم، فقد وردت بعض الأحاديث النبوية عن فضلها منها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة).
واستشهدت بما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله)، منوهة بأن شهر رجب من الأشهر الحرم.
وأضافت أن السبب الثاني هو أن نصف رجب 2023 يوافق يوم الإثنين، وقد ثبت أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وُلِد يوم الاثنين فقد ورد في صحيح مسلم أنّ النبيّ: (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)، واغتنام صيام يوم الاثنين حَمْداً لله، وشُكراً له على نِعَمه ومنها بَعْث النبيّ محمدٍ، وبيانه لرسالة الإسلام، ودعوة الناس إلى الخير والحقّ.
وتابعت : كما أن الأعمال تُعرَض على الله -تعالى- يومَي الإثنين والخميس فيستحب الصوم فيهما كي تعرض أعمال العبد فيهما وهو صائم، كما ثبت ذلك فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَومِ خَمِيسٍ واثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليَومِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا امْرَءًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا).
واستندت لما ثبت في الصّحيحين عن سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»، وفيما ورد عن ابن رجب -رحمه الله تعلى- أنشهر رجبالمبارك مفتاح أشهر الخير والبركة، وقال أبو بكر الوراق البلخي رحمه الله:شهر رجبشهر للزرع وشعبان شهر السقي للزرع ورمضان شهر حصاد الزرع.
واستطردت: وعليه يستحب للمسلم أن يصوم نصف رجب 2023تعبدًا لله تعالى في شهر رجب، وله ثواب صيام التطوع، لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار مسيرة سبعين خريفا»، ولم يرد في الشرع الحنيف ما يمنع صيام هذا الشهر، ولا استثناءه من ندب الصيام.
وأفادت بأن الخريف هو السَّنة، والمراد: مسيرة سبعين سنة مُتفق عليه، وعليه فإن صيام يوم في شهر رجب المبارك تبعد الإنسان عن النار مسيرة 70 سنة، وقد خصّ نفسه سبحانه بالمجازاة عليها، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ حَسَنَةَ ابْنِ آدَمَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَّا الصَّوْمَ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» أخرجه أحمد في مُسنده.
ونبهت إلى أنه يستحب الدعاء في هذه الأيام ودائمًا في كل يوم، فيستحب الدعاء دائمًا، وفي كل حال، وينبغي الإكثار من من الدعاء والذكر في نصف رجب 2023 ، لافتة إلى أن الدعاء في الأيام البيض يكون عند الإفطار، فللصائم دعوة لا ترد، ويوافق اليوم الإثنين آخر الأيام البيض في رجب يوم الخامس عشر من رجب والذي بدأ مع أذان الفجر، ويمتد حتى المغرب، والدعاء من أفضل الطاعات التي يحبها الله سبحانه وتعالى، فقال الله عز وجل: «وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (البقرة: 186)، كما يستحب الإكثار من الأعمال الصالحة بهذا اليوم.