الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الجامع الأزهر: الأخذ بالأسباب والتوكل على الله أهم أسباب الرزق

حسن الصغير
حسن الصغير

ألقى خطبة الجمعة اليوم من فوق منبر الجامع الأزهر ، الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ودار موضوعها حول " من نفحات شهر رجب".

وأكد د. حسن الصغير ، أن التوكل على الله سبحانه وتعالى والأخذ بالأسباب من أهم أسباب الرزق، وخاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها الفتن ، فقد يجتهد الإنسان ويجد في العمل، ويغفل عن الله - عز وجل، لافتا إلى أن القرآن علمنا أن من أهم الأسباب المعنوية في تحقيق الطمأنينة، هي الأخذ بالأسباب وطاعة الله والتوكل عليه، واللجوء إليه وطلب القبول منه قال - تعالي - حتى نكون في معيته؛" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ".

وشدد خطيب الجامع الأزهر ، على أنه مهما شُغل الإنسان بأمور حياته، لا يجب عليه أن ينسى الخالق -عز وجل فقد قال في سورة الجمعة {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وأوضح أمين هيئة كبار العلماء، أننا نعيش هذه الأيام نفحات ومواسم للخير، ومن أهم هذه المواسم شهر رجب الذي هو من الأشهر الحرم التي قال - تعالى - عنها "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ"، فهذا الشهر شأنه شأن سائر الأيام التي تمر سريعا، والتي ينبغي أن ننتهزها حتى ننعم بثوابها ونغتنمها ونزكيها بالتقرب إلى الله عز وجل.

ونوه د.الصغير، إلى أن السنة النبوية المطهرة دائما ما تربط بين الأسباب المادية والمعنوية، وبين التوكل على الله والأخذ بالأسباب، وبين النجاح والسعة في الرزق، فقد أوضح القرآن الكريم في سورة "نوح"{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا }.

وأضاف أن هذه الأيام أيام طاعة وعبادة، فشهر رجب مدخل لأيام الخير، فمن زرع في رجب، حصد في رمضان، فقد حثت السنة النبوية على الصيام في شهر رجب، كما جاء في السنة النبوية المطهرة: " أتى رجل رسول الله ﷺ ثم انطلق فأتاه بعد سنة وقد تغير حاله وهيأته فقال يا رسول الله أما تعرفني؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا الباهلي الذي جئتك العام الأول، قال: فما غيّرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعامًا منذ فارقتك إلا بليل. فقال رسول الله ﷺ: عذّبت نفسك، ثم قال: صم شهر الصبر ويومًا من كل شهر، قال: زدني فإن بي قوة. قال: صم يومين قال: زدني. قال: صم ثلاثة أيام قال: زدني. قال: صم من الحُرُم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك وقال، بأصابعه الثلاث فضمها ثم أرسلها".

وتابع أمين هيئة كبار العلماء: لقد أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه الكريم على خير رسله ﷺ، الذي أرسله ربه رحمة للعالمين، وبرغم ماجاء في هذا الكتاب المعجز من التشريع العظيم، الذي لا يتأتى إلا من عند الله - سبحانه وتعالى، والذي قال: { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }، نجد مجموعة من الجهال والسفهاء يتطاولون على القرآن الكريم، ويدنسون حرمته كما شهدنا مؤخرا فلو أدركوا مافيه ما أقدموا على ذلك.

واسترسل قائلا: ولذا فلابد أن ندافع عن كتاب الله تعالى دفاعا عمليا عن طريق تعليم الناس حقيقة القرآن؛ فالخطابات الكونية التي تضمنتها آيات القرآن الكريم جاءت للناس كافة لم تفرق بين مسلم وغيره، فمثلا قضية التكريم شملت بني آدم كلهم﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾وغيرها من آيات القرآن الكريم. فهؤلاء يحتاجون إلى مزيد من البيان حتى يدركون عظمة هذا الكتاب.