روى نجم الدين سيدى عثمان الإعلامي الجزائري، تفاصيل مثيرة فى مشوار أحمد قندوسي لاعب النادي الأهلي الجديد الوافد من نادي وفاق سطيف الجزائري .
قال الاعلامي الجزائرى عبر الصفحة الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قصة صعود قندوسي لفتت قيمة صفقة انتقال أحمد قندوسي للأهلي المصري كل الأنظار، ركز كثيرون على ما سيجنيه اللاعب الذي سيتقاضى خلال أربع سنوات ونصف مليونين و152 ألف دولار، أي ما يعادل 43 مليار سنتيم، لكن قلة من يعرفون قصته، إنها قصة معاناة وتعب وشقاء وفقر...قصة صعود أحد أبناء الجزائر العميقة إلى الواجهة رغم كل الظروف التي واجهها.
قندوسي عمل راعي غنم وميكانيكي
تابع : ولد أحمد قندوسي وترعرع في قرية بوشيخي الميلود بولاية سعيدة التي يمهتن أغلب سكانها الفلاحة، ورعى الغنم عندما لم يجد فريقا ينضم إليه، ولم يلتحق بفريق جيل رياض سعيدة JRS في القسم الولائي (الدرجة الأخيرة) إلا متأخرا، أضاف : أحمد قندوسي كان في السابعة عشرة من عمره، لم يحظى بأي تكوين، وكان نجاحه في الكرة في هذا السن يعد معجزة وبسرعة اكتشف مدربه قدراته وتفوقه على أقرانه، فطلب ترقيته مباشرة إلى صنف الأكابر، لعب عدة مباريات برز فيها، وهنا قرر مكتشفه (خرفي وهاب) أن لا يخسر الوقت فعرضه على أندية من مستوى أعلى.
شباب بلوزداد رفض قندوسي
استطرد : رُفِض أحمد قندوسي في أواسط شباب بلوزداد، ولم يسمح له بإجراء التجارب في مولودية سعيدة بحجة اكتمال القائمة،
وقال ايضا: أما محطته التالية فيتحدث عنها وكيل الأعمال ابن سعيدة فيصل عبيد فيقول : لقد قضى ليلة كاملة في سيارة تم تأجيرها قبل انضمامه لرديف مولودية العلمة"، تجربة لم تكن مفروشة بالورود، فقد تعين عليه حسب ذات المتحدث أن يبيت في مقهى شعبي سعيًا وراء حلمه، فصبر وتحمل ولم يتذمر، كل ذلك كي لا يعود إلى الخلف.
واستطرد : ولما برز مع شبان "البابية" انتقل إلى رديف وفاق سطيف، فلفت نظر المدرب زكري الذي رقاه ومنحه أول فرصة ثم نغيز الذي أشركه في مباريات نهاية موسم 2018-2019 قبل أن يأخذ الثقة مع نبيل الكوكي، وهنا بدا أن أموره انفرجت أخيرا بعد سنوات من الشقاء، لكنه لم يحصل في الحقيقة على سنتيم واحد، واستمر معه الأمر طيلة عام كامل بسبب دخول الرئيس حسان حمار السجن وفق تأكيد المناجير الذي تربطه به علاقة باللاعب.
اشار الى ان الأمور لم تكن سهلة حتى بعد أن فرض أحمد قندوسي نفسه في الوفاق وصار أحد أبرز لاعبي البطولة، معاناة فريقه المستمرة من الناحية المادية جعلته يتأخر دوما في نيل مستحقاته، كما كان راتبه أقل بكثير من أجور لاعبين مستواهم أقل، ولكن صبر وثابر وبرز وتألق وساهم في الكثير من أهداف وانتصارات الوفاق، وأثمر ذلك التحاقه بالأهلي المصري، على أمل أن يكون محطة نحو أوروبا.
واختتم حديثه قائلا: قندوسي اللاعب المتواضع الهادئ ابن عائلة فقيرة، آمن بنفسه وبإمكاناته فغير مستقبله، كان يمكن أن يكون فلاحًا في قريته الواقعة بإقليم بلدية عين السلطان أو ميكانيكا فقد بدأ هذا العمل، لكنه غادر الورشة وحمل حقيبته على ظهره وغادر بلدته يريد أن يلعب الكرة، وها قد وصل بعد 5 سنوات من ذلك إلى نادي القرن، والمستقبل أمامه لينجح ويتألق ويحلم أكثر فأكثر، بالتوفيق لحمدان ولكل مجتهد.