مع الانتشار الواسع الذي حققته وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار مصطلح البلوجرز خاصة في مصر، اتهمها الكثير بأنها تساعد على نشر قيم وسلوكيات منافية للآداب العامة للمجتمع المصري وأنها تشكل خطرا على صغار السن والمراهقين، حيث تسببت العديد من المواد في حالة من الجدل بعد تأثر المراهقين بها.
ولحماية الشباب والنشء وصغار السن من التأثيرات السلبية لتلك التطبيقات ومنها تيك توك، تناقش لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ، خلال اجتماعها الأسبوع المقبل، الاقتراح برغبة المقدم من النائب محمد عمارة بشأن حظر تيك توك في مصر وغيرها من التطبيقات التي لا تتوافر في شأنها سياسات ومعايير سلامة الاستخدام لا سيما في قطاع الشباب والنشء.
الأزهر يحذر من السوشيال
جاءت تحركات مجلس الشيوخ لحظر التطبيق الشهير "تيك توك" في مصر، بعدما أقيمت الكثير من الدعاوى أمام المحاكم تطالب بحظر وحجب موقع "تيك توك" عن شبكة الإنترنت داخل مصر، ومطالبة شركتي "جوجل" و"آبل" بحذف التطبيق من متاجرها، سواء "جوجل بلاي"، أو "آبل ستور" في مصر.
وسبق أن قال مرصد الازهر لمكافحة التطرف، إنه شاع في السنوات الأخيرة الاستخدام الترويجي لوسائل التواصل الاجتماعي، ولا نعني بذلك الإعلانات مدفوعة الأجر المنشورة على صفحات فيسبوك وإنستجرام وغيرها من المنصات، ولكن المقصود هو غزو ظاهرة المدونين أو (بلوجرز) منصات التواصل الاجتماعي.
وأضاف المرصد، أن تلك الظاهرة التي تشهد تزايدًا مستمرًّا يومًا بعد آخر؛ في ظل تفاقم الصراع على كسب المتابعين والمزيد من المشاهدات والتفاعلات، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن أسباب انتشار تلك الظاهرة؟، وما هي التداعيات المباشرة أو غير المباشرة على المجتمعات وبخاصة الشباب؟.
وتابع أنه بدأت مشاركة الحياة الاجتماعية اليومية عبر منصات الإعلام منذ سنوات مع برامج "تليفزيون الواقع"، لكن تلك البرامج كانت تتطلب متابعة قنوات تلفزيونية محددة ذات اشتراكات مالية مرتفعة، ومع تطور منصات التواصل الاجتماعي، وظهور خاصية القصص (Story) أضحت مشاركة الحياة الخاصة للفنانين والمشاهير أمرًا أكثر سهولة، وتطورت الظاهرة بحيث تخطت المشاهير والفنانين، وظهر من يُعرفون بالمؤثرين والمدونين (البلوجرز) وكان كل منهم يستغل منصته في نشر محتوى خاص به سواء كان علميًّا أو ترفيهيًّا أو معلوماتيًّا أو غير ذلك. ومع تزايد استخدام الشباب لتلك المنصات ومتابعتهم المستمرة لـ (Story) المشاهير أصبحت تلك الظاهرة مصدرًا لكسب المال الوفير وتحقيق الثراء السريع.
ومع انتشار وباء كورونا وإعلان حالة الإغلاق العام، اتجهت أنظار الجميع وطاقاتهم إلى منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما الشباب، فهم الأكثر قدرة على استغلال كافة مميزات تلك المنصات. ولعل أهم نتائج تلك المرحلة هو انتشار استخدام منصة "تيك توك" التي تقوم على نشر فيديوهات قصيرة.
كما اتجه كثير من الشباب إلى تطوير المحتوى المنشور عبر منصات التواصل وتحقيق نسب مشاهدة ومتابعة عالية.
وأضاف المرصد أن الأمر تطور من مجرد نشر مجموعة من الفيديوهات العلمية أو التثقيفية أو غيرها إلى نشر فيديوهات تقليد مشاهد الأفلام والرقص والغناء، وتبارى الشباب في تقديم المحتوى الأكثر إثارة لجمع المزيد والمزيد من المتابعين والإعجابات والمشاركات والتي تعني جميعها المزيد من الشهرة والمال. واستغلت بعض الشركات والمتاجر قدرات الشباب وتأثير ما ينشرونه على المجتمع في الترويج لمنتجاتهم.
احتيال وتنظيمات متطرفة
وحاليًا تطور الأمر ليشارك البعض منهم في حملات دعائية أقل ما توصف به أنها عمليات احتيال مُقنَّعة، حيث يطلب هؤلاء المدونون من متابعيهم مشاهدة عدد من الحسابات خلال وقت محدد مع وعد بالفوز بجوائز قيمة تتراوح بين الأموال والهواتف المحمولة وغيرها.
ويكمن الاحتيال هنا في مقدار الأموال التي يحصل عليها هؤلاء مقابل مشاهدة متابعيهم لتلك الحسابات دون النظر لماهية أصحاب تلك الحسابات أو ماذا يقدمون من خدمات، وهنا يكمن وجه الخطورة، فمع تزايد تلك الظاهرة قد نجد بعض الحسابات لبعض المقرصنين أو بائعي المنتجات الممنوعة أو غيرها من التجارات المحظورة يتسللون بين هؤلاء ليجمعوا متابعين ويخترقوا حساباتهم فيما بعد أو ليسرقوا بياناتهم الخاصة ويبتزوهم للحصول على أموالهم، وندخل في حلقة مظلمة من الأعمال الإجرامية.
ولا يحمل المدونون أصحاب تلك الحملات همًّا سوى جمع الأموال من الحسابات التي تطلب منهم المشاركة في الحملة، مستغلين في ذلك ثقة البعض وسذاجة الآخرين الباحثين عن المكسب السريع. هذا الانتشار الواسع لتلك المواقع في حياتنا دون وجود رقابة مجتمعية حقيقية يجعلنا ندرك مدى خطورة هذا التوغل لهذه المواقع في حياتنا، وعلى أكثر من صعيد.
وفيما يخص التنظيمات المتطرفة، لا بد أنها تسعى لاستغلال مثل تلك المنصات والمدونين لدفعهم لنشر إما دعاية تخصهم أو استمالة الشباب نحو المشاركة في منصات أخرى أو مواقع تكون هي نواة استدراجهم نحو العمل في صفوف تلك التنظيمات ولو بشكل غير مباشر، فما أسهل توريط الشباب الباحث عن المال في عمل غير شرعي وابتزازه لاحقًا؛ لتنفيذ أي عمل آخر حتى ولو لم يكن راضيًا عنه.
بل إن هذا الأمر يحدث على الصعيد الأمني، فقد انتشرت مؤخرًا حوادث كثيرة مشابهة، حيث تعمل بعض المجموعات على اختراق الحسابات وتنفيذ عمليات احتيال، أو التواصل مع تجار غير شرعيين بعيدًا عن الرقابة، أو لنشر مواد غير أخلاقية عبر منصة التواصل الاجتماعي، ليكتشف أصحاب تلك الحسابات فيما بعد أن حساباتهم قد اختُرقت واستُخدمت في أمر غير قانوني.
واشتكى الكثير من مستخدمي فيسبوك في الفترة الأخيرة من هذا الأمر، لكن خبيرًا أمنيًّا أكد أن هذا يحدث نتيجة إما لمتابعة حسابات غير معلومة الجهة أو منح إحدى الصفحات تصريحًا للتعامل بالمعلومات الشخصية لصاحب الحساب.
وأكمل مرصد الأزهر، أنه ثمة مشكلة أخرى –وهي مشكلة مجتمعية بالأساس- يطرحها هذا التوغل الإعلامي في حياتنا، وهو الاستعداد لتقديم أي محتوى مهما كان، سعيًا وراء المكاسب المالية السريعة، ذلك أننا نجد أن هؤلاء المدونين- في محاولة منهم للحصول على المزيد من المتابعات والإعجابات - يسعون للظهور في أفضل صورة ممكنة؛ حيث نراهم دومًا يشاركون تفاصيل "حياتهم الشيقة"؛ ويُصورون لمتابعيهم أنهم في بهجة مستمرة وترف مستديم من خلال تصوير الحفلات والخروج والسفر، وغيرها من التفاصيل التي توحي بأن الحياة لا عمل فيها ولا كد ولا تعب، وهي دعوة صريحة للتكاسل والاتكال على مثل هذا المحتوى لتحقيق الثروة السريعة.
الانجراف نحو براثن الشيطان
وأضاف مرصد الأزهر: الأمر هنا لا يتعلق بالحياة الشخصية لهؤلاء وقدراتهم المادية من عدمها، ولكن المشكلة في تصدير تلك الصورة من البذخ ورغد العيش، والتي تشعل رغبة الشباب في معايشة تجربة مشابهة، أو تحقيق مكاسب مادية مثل التي يتمتع بها هؤلاء، وهنا ينجرف الشباب نحو براثن الشيطان.
وليس بعيدًا عن أذهاننا قضية الفتاتين اللتين تورطتا في أعمال منافية للأخلاق وزجتا بفتيات دون السن في شبكات اتجار بالبشر بهدف تحقيق الربح السريع، حيث نود هنا أن نذكر أن كلتا الفتاتين لم تكونا قد بلغتا السن القانونية بعد عند القبض عليهما مُدانتين في تلك الجرائم.
ثم ماذا عن تشويه التكوين النفسي للأطفال؟، ففي ظل انتشار استخدام الأطفال لتلك المنصات لم تعُد هناك رقابة حقيقية على المحتوى الذي يمكن أن يصل ليد ابنك أو ابنتك.
وتعج هذه المنصات بالكثير من الفيديوهات التي لا تلائم الصغار من حيث المحتوى غير الأخلاقي أو العنيف أو غيرهما.
وقد نرى أيضًا ذلك التشويه النفسي في صورة استغلال الأطفال في صناعة محتوى أكثر إثارة لجمع الإعجابات والمشاركات والتعليقات وبالتالي الأموال.
ونرى أحد تلك الأمثلة في فيديوهات قصيرة اشتهرت مؤخرًا لطفلة وأخيها يُجريان حوارات تنتهي دومًا بإحراج الطفلة الصغيرة لأخيها الأكبر سنًّا فيما يطلقون عليه "قصف جبهة".
وتكون خطورة ذلك المحتوى، أن تلك الطفلة اعتادت عدم احترام الكبير من خلال توجيه مثل تلك الألفاظ المحرجة وغيرها على سبيل الدعابة والمرح، فإذا تابع الأطفال مثل ذلك المحتوى سنرى أطفالًا يتبنون الطريقة ذاتها مع آخرين سعيًا وراء الإعجاب أو بداعي المرح والدعابة أيضًا، بل وسيكون هذا هو الطبيعي لديهم في التعامل مع غيرهم، النهج الذي ولا بد أن يتطور ليصل لحد التنمر والسباب.
تلك الحوادث ما هي إلا بداية، وإذا استمر الحال على ما هو عليه من غياب الرقابة على المحتوى المنشور على تلك المنصات والحملات التي ينفذها البعض بهدف جمع الأموال، سنرى فيما بعد المزيد من النماذج المماثلة التي تسعى لتحقيق الربح السريع دون النظر لقانونية ما يفعلون أو شرعيته، وسنرى آخرين يزجون بغيرهم في شبكات أعمال غير قانونية أو متطرفة بهدف جمع الأموال. أَوَليس خداع الآخرين لشراء منتج غير مضمون يُعد شكلًا من أشكال الغش الذي نهانا عنه رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم".
واختتم مرصد الأزهر، أنه لا بد لنا من وقفة مع هؤلاء المدونين وغيرهم من الناشطين عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وتوعية الشباب بمخاطر المشاركة في تلك المسابقات، والسعي وراء الكسب السريع دون نظر لحقيقة الأشياء، بل ويجب أن يعلموا أن ما يرونه على صفحات التواصل ليس هو الحياة الحقيقية لهؤلاء، بل هو فقط ما يعرضون من أجل تحقيق المكاسب فلا يجب أن ننخدع ونصدق أن ما نرى هناك هو الحياة، فإن الحياة الحقيقية في الواقع بها الكثير من أشكال الكد والسعي والعمل من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى إليها كل منا.
وعملت الدولة جاهدة على التصدي لتفشي الوباء السلوكي الناتج عن تطبيق التيك توك وغيره التي أصبحت تغري الناس لممارسة الأعمال المنافية للآداب والترويج لها من أجل جني المال والمشاهدات.
القبض على بسمة وبسة
وأوضحت هدى عبد الوهاب المحامية، خلال منشور على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن جهات التحقيق المعنية قررت حبس وردة وبسة لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق فيما هو منسوب إليهما من الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة.
وقررت حبس كل من البلوجر محمد حسام الدين الشهير بـ"بسة" والبلوجر بسمة حجازى المعروفة باسم "وردة" لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية.
وجاء القرار بعد رصد جهات التحقيق المعنية بث بسمة حجازي أخبارًا كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية.
كما قررت جهات التحقيق المعنية حبس محمد حسام الدين، بسة بعد اتهامه بالانضمام إلى جماعة إرهابية واستغلال نشر فيديوهات تحوي معلومات كاذبة.
وظهرت البلوجر بسمة حجازي، وهي مقيمة بمحرم بك، وسط الإسكندرية، خلال الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تقديم فيديوهات مصورة وكذلك البلوجر محمد حسام يقدم محتوى على مختلف مواقع التواصل.
تجديد حبس عمرو رضوان
في سياق متصل أمرت جهات التحقيق، الأحد، بتجديد حبس المتهم عمرو رضوان شريك البلوجر هدير عاطف بتهمة النصب على المواطنين وترويج العملة لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
ونجحت الأجهزة الأمنية، بمديرية أمن القاهرة، تحت إشراف اللواء أشرف الجندي مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، من ضبط المتهم عمرو رضوان، شريك البلوجر هدير عاطف لاتهامه بالنصب على المواطنين وترويج العملة.
راقصة العجوزة
ومن جانب آخر ألقت الأجهزة الأمنية القبض على راقصة شهيرة في العجوزة تدعى ي.س، بتهمة تقديم محتوى إباحي على مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحتها الشخصية، لتحقيق نسب مشاهدة وزيادة التفاعل، والتحصل على أرباح مالية من خلال نشر مقاطع الرقص الخاصة بها في الملاهي الليلية.
وتبين من المقاطع التي تم رصدها تحتوى على حركات خليعة وإباحية لإثارة الغرائز تم التحفظ على المتهمة وحسبها 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وقالت الراقصة المتهمة في التحقيقات، إن مقاطع الفيديو المنشورة على صفحتها والمتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بها وتقوم بنشرها عبر صفحتها الشخصية بعد قيامها بالرقص في الملاهي الليلية.
وأكدت الراقصة المتهمة في التحقيقات أن نشرها للفيديوهات على صفحتها الشخصية لم يكن على سبيل الإثارة ولكن من منطلق تحقيق الشهرة وجذب متابعين لصفحتها.
يوميات أنوش
قال المحامي أشرف فرحات، إن الأجهزة الأمنية بقسم المعصرة بحلوان، ألقت القبض على صاحبة قناة يوميات أنوش لاتهامها بنشر الفسق وخدش الحياء العام.
وتقدم أشرف فرحات المحامي، ببلاغ إلى النائب العام ضد صاحبة قناة يوميات رنوش والتي تمتلك عددا من القنوات خاصتها على مواقع التواصل، موضحا إياها بحافظة المستندات المقدمة في البلاغ.
وأوضح فرحات، أن البلاغ جاء فيه أن تلك القنوات وفقا لمحتواها فإنها تبث محتوى صريحا وفعلا فاضحا علنيا، يسيء بذلك للمجتمع المصري ككل.
وتابع فرحات، أنه جمع عددا من تلك القناة التي توضح طبيعة المحتوى المقدم، والذي يعرضها للمساءلة القانونية لمخالفتها نصوص القانون رقم (175) لسنة 2018 الخاص بمكافحة جرائم تقنية المعلومات، وذلك لمخالفتها الصريحة لنص المادتين (25) و(26) من ذات القانون والتي تنص على الآتي:
- مادة (25) بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة، أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات أو أخبارا أو صورًا وما في حكمها تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.
وطالب فرحات في بلاغه، باتخاذ الإجراءات القانونية ضد صاحبة القناة، لخطرها على النشء وأفراد المجتمع.