خبراء تعليم:
أهمية الاستثمار في العقول بمرحلة رياض الأطفال
ضرورة لرفع الوعي المجتمعي بأهمية رياض الأطفال
كيفية تطور مراحل الذكاء والابتكار برياض الأطفال
كيفية تطوير أساليب التعلم بمرحلة رياض الأطفال لمواكبة احتياجات التطور التكنولوجي
أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، ان العملية التعليمية الحالية تشهد تطورا ملحوظا وملموسا بشكل كبير في العديد من المجالات والقطاعات وعلى مستوى جميع المراحل، لافتا إلى أن ما يتم إنجازه على أرض الواقع كان يحتاج إلى عقود كثيرة.
وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن مرحلة رياض الأطفال تقوم بدور التربية التعويضية، لتعويض الأطفال عما ينفصهم فى بيئاتهم من فرص النمو والتعليم، لأنها تهتم بتقدم أنواع مختلفة من الفرص للأطفال ليعبروا عن ذاتهم، وتمرين قوة تخيلاتهم، وتنمية العديد من اهتماماتهم ومهاراتهم، والتى تجعلهم يقفون بثبات جيد فى حياتهم المستقبلية.
وقال الدكتور تامر شوقي، إن الأسر والمختصين يلعبون دوراً كبيراً في تربية الأطفال، وفق مناهج تفاعلية حديثة وناجحة، لافتا إلى أن رعاية الأطفال بصورة علمية سليمة في مرحلة ما قبل رياض الأطفال تضمن تنشئة أجيال تمتلك المهارات اللازمة لخوض تجربة تربوية فعالة.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن برنامج الطفولة المبكرة يلقي الضوء على التجارب المجتمعية الناجحة على مستوى الأسرة، ويفتح المجال لمزيد من المبادرات المبتكرة، كما يعد منهجاً تكاملياً شاملاً يهدف إلى تنمية مهارات وعقول الأطفال، وإكسابهم المهارات الحياتية المختلفة وتنمية قدراتهم الاجتماعية والعاطفية والحسية والبدنية والثقافية في سن مبكرة، تؤهلهم لأن يكونوا عناصر فاعلة ومؤهلة.
وأضاف أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن المناهج التي تم تطويرها في المراحل الابتدائية ورياض الأطفال قائمة على تنمية طرق التفكير لدى الطلاب وتنمية قدرات عقلية إضافة إلى أنها تنمي لدى الطالب إمكانية البحث عن المعلومة بذاته، بالتالي تقوم تلك المناهج بإعداد الطالب وتزودة بمهارات القرن الـ 21، علي عكس المناهج القديمة التي كانت تشجع علي الحفظ والصم.
ولفت الدكتور تامر شوقي، إلى أن هناك عدة دلائل على تطور المنظومة التعليمية والمناهج الدراسية، حيث أنه وفقا لتصريحات وزارة التربية والتعليم الرسمية، يجري حاليًا تعديل بعض الآليات الخاصة بتنفيذ خطة تطوير التعليم للمطابقة مع المعطيات الاجتماعية الموجودة في المدارس، والاستفادة من التكنولوجيا في عملية التدريس.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن مرحلة رياض الأطفال لا تقل أهمية عن المراحل التعليمية الأخرى، لانها تعتبر مرحلة تربوية تعليمية متميزة هادفة وقائمة بذاتها، لها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوكية وسيكولوجيتها التعليمية والتعلمية الخاصة بها.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن سن الأطفال في المراحل التعليمية الأولى هو أفضل سن لغرس هذه المفاهيم في عقول الأطفال، فضلًا عن أن التأثير سيكون أقوى، موضحًا أن من الضرورة ان تتولي طلابنا المسؤولية المجتمعية وإندماجهم في خدمة بيئتهم، وهو ما تقوم به الإدارة العامة للتربية البيئية بالوزارة".
وأشار الخبير التربوي، إلى أن هذه السنوات المبكرة تعتبر مرحلة حاسمة لقابلية التكيف مع البيئة التعليمية والتجاوب معها، مع مراعاه الأطفال من حيث التغذية والتحفيز والحماية، من السنوات الأولي حتي لا يمكن للتأثيرات الضارة أن تؤدي إلى أضرار للطفل والأسر والمجتمع.
وشدد أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، علي ضرورة أن يتمتع الأطفال بتكافؤ الفرص من أجل نموهم السليم خلال سنوات عمرهم الأولى، بغض النظر عن ظروفهم، وهو ما يجعل التركيز على تنمية الطفولة المبكرة مهما لهذه الدرجة.
وقال الدكتور محمد فتح الله، أن تحديث وتطوير التعليم في مصر بجميع المراحل الدراسية يطبق ثقافة التفكير بدلا من ثقافة التلقين، أن المناهج تبنى بمعايير تراعى طبيعة المتعلم، وتوجهات المجتمع ووضع التعليم المصرى في اطار المنافسة العالمية، وأن تطوير التعليم يأتي لبناء إنسان جديد.
وتابع: ولذلك دور معلمي رياض الاطفال لا يقتصر على التدريس وتلقين المعلومات للأطفال، بل إن لها أدواراً ذات وجوه وخصائص متعددة، فهي بديلة للأم من حيث التعامل مع أطفال تركوا أمهاتهم ومنازلهم لأول مرة، ووجدوا أنفسهم في بيئة جديدة ومحيط غير مألوف، لذا فإن مهمتهم مساعدتهم على التكيف والانسجام، كما أن دورهم يجب أن يكون دور المعلم الخبير في فن التدريس، حيث إنهم يتعامل مع أفراد يحتاجون إلى الكثير من الصبر والإلمام بطرق التدريس الحديث .
ومن جانب اخر، أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال يسعي لتهيئة الطفل للحياة المدرسية النظامية في مرحلة التعليم الأساسي، وذلك عن طريق الانتقال التدريجي من جو الأسرة إلى المدرسة، بكل ما يتطلبه ذلك من تعود على النظام، وتكوين علاقات إنسانية مع المعلم والزملاء، وممارسة أنشطة التعليم التي تتفق واهتمامات الطفل ومعدلات نموه في شتى المجالات.
وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن مرحلة رياض الأطفال تتسم بالنمو السريع وحدوث التغييرات مقارنة مع غيرها من مراحل الحياة؛ حيث يكون لدى الأطفال الصغار في السنوات الأولى شغف وفضول لمعرفة العالم المحيط بهم، وتنمية قدرتهم على تعلم اللغات، والعلاقات الاجتماعية والعاطفية، والشعور بالهوية والانتماء، فهذه الجوانب الأساسية من التنمية تمثل الأساس لحياة الاطفال بمرحلة رياض الأطفال.
وأعلن الخبير التربوي، أن الهدف من مرحلة رياض الأطفال ليس تعلم القراءة والكتابة أو إعطاء الطفل مواد تعليمية مثل اللغة العربية والدين والرياضيات، لأن هذا الهدف سيتم تحقيقه في المرحلة الدراسية اللاحقة، لكن ما يجب أن نعنى به هو تنمية قدرة الطفل على النطق والتعبير السليم وتدريبه على الانتباه والاستماع والتقاط المعلومات وقضية حبه للقراءة والمعرفة وتنمية قدراته الحركية والعضلية ورعاية وتنمية حواسه الخمس واستخدامها استخداما سليماً.
وشدد الدكتور حسن شحاتة،على ضرورة الاهتمام باللغة العربية فى سن رياض الأطفال، لما لها من أثر فى إشباع احتياجات الطفل لغويا، والتعبير المباشر عما يشعر به ويتطلع إليه.
وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن تنمية مهارات الطفل الفكرية والجسدية على حد سواء، أمر في غاية الأهمية، كما أن إضافة النشاطات المتمثلة في الألعاب أو الأناشيد تعمل على قابلية الأطفال في تقبل والتقاط الأشياء بسرعة واكتساب المعلومات، فتكون الروضة بذلك أساساً يمهد لانتقاله إلى المدرسة الابتدائية بشكل سلس، نفسياً وعقلياً واجتماعياً .