أحب القراءة منذ الصغر، أبحر فى القصص والروايات المصرية والعالمية، مستمتعاً بما تحويه من أحداث ومشاهد بعضها قريباً من أحداث يراها على أرض الواقع، ما جعل هذه الحصيلة تكون سلاحه القوى لمواجهة الإعاقة التى لحقت به فى العقد الثانى من عمره، وحولته من طفل يجول البلاد وشوارع قريته ذاهباً أو قادماً من المدرسة بقرية أولاد عمرو التابعة لمركز قنا ، إلى حبيس المنزل أو على كرسى متحرك.
لم يصاب بالإحباط أو اليأس كما يحدث للكثير، ولم يعترض على حكم المولى عزوجل، بل قابل الأمر بنفس راضية مطمئنة بقضاء الله وقدره، وتحولت الإعاقة لنقطة تحول فارقة فى حياته، فإن كانت الإعاقة أفقدته سهولة الحركة وحريتها، لكنها لم تفقده العقل و الفكر، لذلك قرر أن يستثمر عقله الزاخر بالأفكار و قلبه النابض بطيب الكلام، ليخرج منه أجمل الكلمات فى قصائد عامية.
التحدى لم يتوقف عن الخواطر التى تحولت إلى أشعار تبحث عن النور الحقيقى، ليستمتع بها عشاقها، فقد غاص فى بحر الإبداع، متجهاً إلى كتابة قصص قصيرة و اسكريبتات، و إلى المونتاج عبر الهاتف المحمول، بجانب حرصه على إشباع هواياته القديمة، خاصة القراءة التى يعتبرها السلاح الأقوى لمواجهة الملل، بجانب متابعته لكرة القدم.
شهاب سالمان، يقيم بقرية النوافلة التابعة لقرية أولاد عمرو بمركز قنا ، يبحث عن ضوء حقيقى لأشعاره و قصائده التى اتجه بمعظمها إلى الرومانسية، ليؤكد لنفسه وللجميع، بأنه محب للحياة، و إن كانت أحداث الحياة ومواقفها تفرض نفسها بقوة فى أشعار" شهاب" و أبرزها ما كتب عن والده قبل و بعد رحيله.
قال شهاب الدين عبدالعليم سالمان، بدأت أرتجل الكتابة فى 2017، دون أن أهتم بتدوين أو توثيق ما أكتب، فكل ما يعنينى هو أن أخرج ما بداخلى من خواطر وكلمات، وخلال ترديدى لما أقول كان تسمعنى أمى فطلبت منى تدوين ما أكتب فى الورق حتى لا أنساه، و بالفعل بدأت تدوين خواطرى و أشعار، و كانت أولى قصيدة لى بعنوان " بحبك"، قرأتها بصوتى فى فيديو نشرته على موقع التواصل الاجتماعى"فيس بوك"، فوجدت تعليقات ايجابية و ترحيب من رواد التواصل الاجتماعى، ما دفعنى للاستمرار فى هذا المجال.
و تابع سالمان، بعدها بدأت أكتب رومانسى"حب- فراق" و دينى و وطنى، وكان من أبرز ما كتبت قصيدة بعنوان" ترجعيلى"، أنا عن نفسى بحبها جداً، ثم تنوعت فى الكتابة ما بين الشعر والقصص والاسكريبتات، وفى الفترة الأخيرة التحقت بأكاديمية علمية لدراسة العلوم الشرعية، للتزود بالعلم والمعرفة عن دينى، و أتمنى أن يكون هناك تعاون خلال الفترة القادمة مع الهيئة العامة لقصور الثقافة لإصدار ديوان شعرى، حتى يسمعنى الناس و تكون أعمالى مؤثرة.
وأضاف سالمان، الإعاقة بدأت معى فى عمر9 أعوام، حيث شعرت بتراخى فى الأطراف، فتوجهت للكثير من الأطباء دون فائدة، ولم تفلح الأدوية فى العلاج، بل كانت بعضها تضاعف الالام، وتم تشخيصها على أنها " ضمور عضلات شوكى" إلى أن حدث كسر فى ذراعى فى الفترة ما بين المرحلة الابتدائية والاعدادية، تسبب فى إعاقة كاملة لليد، و فى عمر 15 عاماً، انتهت كل محاولات العلاج و أصبحت حياتى على كرسى متحرك بعدما كنت أذهب للمدرسة على قدمى، لكنى بفضل الله تمكنت من استكمال دراستى حتى حصلت على دبلوم التجارة.
وأوضح سالمان، بأنه كان لديه أمل كبير فى الحقنة التى تم الإعلان عنها ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لعلاج ضمور العضلات، لكن تبين فى النهاية بأنها لا تصلح لحالته، لكنه لم ييأس ومازال قادراً على العطاء من خلال القصائد و الأشعار التى ينشرها بشكل دائم على مواقع التواصل الاجتماعى، ويأمل أن يأتى يوم و يجمعها فى ديوان شعرى يحمل اسمه.
و أشار سالمان، إلى أنه تأثر كثيراً بالشاعر هشام الجخ، الذى يحرص دائماً على متابعته الاستماع لما يردده، لافتاً إلى أنه يواجه ما قد يتعرض له من تنمر بالشعر، مطالباً الموهوبين والمبدعين، بتحويل التنمر والتعليقات السلبية إلى طاقة ايجابية تدفعهم للعطاء و الانتاج، لكى تكون الرد الأقوى عليهم.