الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عندما خرجت الكرة من الملعب

الكاتب أحمد سالم
الكاتب أحمد سالم

رمية تماس.. هي الحالة الوحيدة التي يجوز لـ اللاعب فيها ملامسة الكرة بيده كَرهًا وليس طوعًا لها، إنها دائمًا ما تُركل بالأقدام.. صًنعت لذلك ودأبت على ذلك، لكنها إذا خرجت عن إطار مستطيل اللعبة وتجاوزت الحد، وجب التدخل بما ليس مألوفًا، والتعامل بشكل آخر يتيح لقانونها أن يتنحى جزئيًا لُتعاد الكرة إلى مسارها.

والحقيقة أن الكرة التي تُحدث ضجيجًا خارج المستطيل الأخضر أكثر من داخله، تنبئ بفشل المنظومة وعدم صلاحية اللعبة من الأساس.

الاستقطاب الأعمى في الوسط الرياضي، والإعلام المُلون والسباق نحو تسيُد المشهد على الشاشة، وقصف الجبهات المتعمد والمُعد سلفُا بالتخطيط والتظبيط من أجل استثارة موجات التحفيل.. كل هذا الهراء انتزع الإثارة من اللعبة نفسها، ولا تبُاع المتعة في الوقت الحالي بـ الـ 90 دقيقة، بل بما يتبعها من ثرثرات على المنصات لا ضابط لها.

إننا نتابع الكرة السعودية ونرى كم تطورت وبلغت في القوة ما استثار رغبتنا في التعلق بها، لكننا في نفس الوقت لا نعرف إعلامُا فئويًا باسم أي نادٍ سعودي، ولا نجد هذا التراشق بين الأندية ورموزها مهما بلغت حدة التنافس، ربما كان هذا الانضباط والتنافس الشريف مهما بلغت قوته هو الوسيلة التي أدت إلى نتائج عظيمة في المملكة العربية السعودية نفخر بها جميعًا كعرب.

أتذكر أيضًا كم بلغت مصر من المجد الكروي مع جيل الثلاثية التاريخي مع حسن شحاتة عندما كان تصنيف المنتخب المصري لكرة القدم في المركز التاسع عالميًا متفوقًا على عمالقة الكرة في أوروبا وأمريكا اللاتينية عام 2009، وبدون لاعب محترف واحد في صفوف المنتخب، وكانت السمة الفارقة في ذلك الوقت هي توحيد الألوان، فلم يكن هناك إعلام فئوي أو أجندات مدفوعة لصالح نادٍ على حساب الآخر، ولم تُعرف حينها حتى المجاهرة بتمني تعثر أي فريق مصري يلعب خارج الحدود.

والسؤال.. من يُعيد لنا الكرة داخل الملعب.. من يستطيع في الوقت الحاضر استدعاء الأصالة الكروية في الماضي، والتي كانت تُجرم على المصريين مكايدة بعضهم البعض بهذه الطريقة المتدنية من "التحفيل" و التنمر الذي أطاح بمستقبل لاعبين وأنهى مسيرة بعضهم، بل أمات من الجماهير من تحسر على خسارة وبكى من أجل مباراة .. مجرد مباراة !