محافظة أسوان " أرض بلاد الذهب " عاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الأفريقية ، والتى تمتلك على أرضها تنفيذ أفضل وأرقى المهرجانات الدولية والمحلية ، والمرتبطة باستثمار المقومات الطبيعية والثروات المحجرية والتعدينية بشكل يحقق العوائد الإيجابية منها .
وفى هذا الإطار نلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " على أبرز هذه المهرجانات وهو مهرجان سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت ، والذى انطلقت فعاليات دورته الـ 27 ببدء أعمال الورش الفنية لأعمال النحت في المنطقة المواجهة لمتحف النوبة ، وتستمر هذه الفعاليات فى الفترة من 27 يناير حتى 4 مارس 2023 حيث يتم تنظيم هذا المهرجان من خلال وزارة الثقافة المصرية ممثلة في قطاع صندوق التنمية الثقافية ، بالتعاون مع محافظة أسوان.
سمبوزيوم أسوان الدولي
وقالت الفنانة ريم الحفناوي من شباب الفنانين المشاركين في ورشة السمبوزيوم أنها خريجة كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية وأنها تشارك فى السمبوزيوم لأول مرة ، مؤكده على أن التعامل مع الجرانيت أصبح أسهل من الماضي ، وأنها تعاملت مع جميع الخامات بداية من الطين إلى الأسمنت والبرونز ، وأن الصعوبة تكون فى تصميم العمل نفسه وليس فى الخامة، وأنها شاركت فى 7 معارض مختلفة.
وفى نفس السياق قال الفنان ناثان دوس قوميسير عام السمبوزيوم بأن هذه الدورة يشارك فيها 10 فنانين مصريين وأجانب، هم: بيدرو جوردان من إسبانيا، وجوسيبى سبيتو إيطاليا، ولوران مورا من فرنسا، وعلى عزت من السودان، والفنان الهندي نيراج اهيروار، ومن مصر الفنان الكبير دكتور عبد العزيز صعب، والفنان أحمد بسيوني، والفنانة سمر مجدي، والفنان على سالم، والفنانة وئام عمر، بالاضافة الى 8 فنانين مشاركين في الورشة المصاحبة للسمبوزيوم.
ويعد الفنان التشكيلى العالمى الراحل آدم حنين هو مؤسس مهرجان سمبوزيوم أسوان الدولي ، والذي بدأ كفكرة في عام 1988 ليخرج إلي النور في مدينة أسوان وذلك لموقعها المتميز تاريخياً وجغرافياً ، بجانب تمتعها بتوافر خام الجرانيت الأحمر الصلد والذي كان منبعا لإقامة المسلات والتماثيل الفرعونية القديمة التي حققت إعجاباً عالمياً بها ، ليتم تأسيسه في 1996 .
فن النحت
ونظراً لنجاح سمبوزيوم أسوان فقد تم إطلاق مشروع المتحف المفتوح لأعمال السمبوزيوم بمنطقة الشلال حيث بدأ العمل فيه منذ عام 2010 ومقام علي مساحة 33 فدانا ويضم 137 عملا فنيا لوضعه ضمن أجندة البرامج السياحية للسائحين الزائرين لأسوان ، ومتحف السمبوزيوم المفتوح تتكامل فيه كافة المعالم الجمالية ومحاكة للطبيعة من سحرها وروعتها والتي تعتبر مادة خام لخلق سمفونية من الأعمال الفنية والنحتية الراقية ولتكون قادرة علي التحاور مع الأعمال النحتية التي يحتضنها فضاء هذا المتحف النادر في طبيعته ومكوناته.
والجدير بالذكر أن مفهوم كلمة السمبوزيوم أصلها لاتيني تعنى تجمعا دوليا لمجموعة من الفنانين تحديدا النحاتين ، فيما يشبه ورشة عمل لإبداع أعمال نحتية معتمدين فى الخامة على ما يتوفر فى الطبيعة والبيئة التى يقام فيها التجمع وهذه الورشة تتم بصورة دورية سنوية فى توقيت محدد ويقام فى الفضاء المفتوح وتكون غالبية الأعمال الفنية الناتجة من مثل هذه التجمعات أعمالا صرحية ضخمة الحجم وبذلك يستفيد الفنانون خبرة التعامل مع خامات لا تتوفر فى الطبيعة التي يعيشون ويقيمون فيها نشاطهم الفني بالإضافة إلى أن الفضاء المفتوح يتيح للفنان أن يجرب التعامل مع الكتلة والفراغ بصورة متحررة وبالتأكيد يكون تبادل خبرات الفنانين أثناء تخليقهم لأعمالهم الإبداعية اكبر فائدة ممكن الخروج منها فى مثل هذه المشاركات الفنية الكبرى.