حذر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، اليوم الاثنين، أذربيجان من اتخاذ ما وصفه بـ"قرار عاطفي" تجاه الهجوم الذي استهدف سفارتها في طهران يوم الجمعة الماضي، من قبل مسلح إيراني.
وجاءت تصريحات قاليباف، عقب قيام أذربيجان الليلة الماضية بإغلاق سفارتها في طهران وإجلاء موظفي السفارة من طهران، فيما أبقت قنصليتها في مدينة تبريز الواقعة شمال غرب إيران مفتوحة.
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية عن قاليباف قوله: "نأسف بشدة للحادث الذي وقع في السفارة الأذربيجانية في طهران ونتابعه بدقة شاملة".
وأضاف أن "المسؤولين الأذربيجانيين على دراية كاملة بتفاصيل هذه المتابعة والتفاعل الثنائي الوثيق مستمر في هذا المجال".
ورفض رئيس البرلمان الإيراني أن تكون حادثة الهجوم على سفارة أذربيجان عملا إرهابيا، قائلا "لم نعثر على أي بوادر إرهاب".
وتابع قاليباف: "أشعر بضرورة التأكيد على أن القرارات العاطفية بشأن العلاقات بين البلدين هي رغبات الأعداء المشتركين المعادين للعالم الإسلامي، وخاصة النظام الصهيوني، ويجب على المرء أن يكون حريصًا ودقيقًا بشأن أي قرار يمكن أن يكون له عواقب طويلة المدى".
إجلاء الموظفين
أعلنت وزارة الخارجية في أذربيجان، مساء أمس الأحد، إجلاء جميع موظفي السفارة الآذرية في إيران، وتعليق البعثة الدبلوماسية في طهران، لأنشطتها، بشكل كامل.
وقال نائب وزير الخارجية الآذري، خلف خلفوف، في تصريحات له، إنه "تم وقف النشاط الدبلوماسي للسفارة بشكل كامل، وبقي 5 أشخاص هناك؛ لصلتهم بحماية المبنى الإداري وممتلكات السفارة، ولن يقوم من بقي في السفارة بأي نشاط دبلوماسي".
وفي وقت سابق، قال خلفوف إن أذربيجان طالبت مرارًا وتكرارًا بتعزيز الإجراءات الأمنية لسفارتها في طهران، لكن إيران تجاهلت هذه المناشدات.
وأضاف خلفوف: “نبهنا الجانب الإيراني إلى وجود تهديدات ضد البعثات الدبلوماسية لجمهورية أذربيجان. وطالبنا السلطات بتعزيز الإجراءات الأمنية. ويظهر الحادث الذي وقع أول من أمس أن إيران تجاهلت هذه المتطلبات".
وأعلنت الشرطة في طهران اعتقال شخص يُشتبه بأن له صلة بالهجوم الذي وقع يوم الجمعة وأدانته السلطات الإيرانية، لكنها ذكرت أنه يبدو أن دوافع المسلح كانت شخصية وليست سياسية.
ووقع الهجوم في خضم توترات متزايدة بين الدولتين الجارتين بشأن طريقة معاملة إيران للأقلية الآذرية الكبيرة لديها، وبشأن قرار أذربيجان هذا الشهر تعيين أول سفير لها على الإطلاق في إسرائيل.