تعد معرفة كيف يستجيب الله الدعاء ؟ من أهم الأمور التي يبحث عنها الكثيرون ، ممن يعرفون أنه لا راد لقضاء الله عز وجل إلا الدعاء ، فبشأن دعوة واحدة بساعة إجابة أن تغير حياتنا من جحيم مستطير إلى نعيم مقيم، ومن ثم تنبع أهمية معرفة كيف يستجيب الله الدعاء ؟، لعل به تنكشف الغمة ويزول الكرب وتتحقق الأحلام والأمنيات .
كيف يستجيب الله الدعاء
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى وهو رحيم يُجيب دعوة الداعِ إذا دعاه بشرطين.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه لكي يستجيب الله سبحانه وتعالى دعاء عبده لابد من شرطين، وهما الإيمان بالله عز وجل والاستجابه له جل وعلا، مستشهدًا لما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: « فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ » .
وأضاف أنه لذلك فلابد أن نؤمن به فمن كفر بالله لا يدعوه لأنه لا يؤمن به، ومن لم يستجب لله فإن الله لا يستجيب له دعاءه، فاستجب لله يستجب الله لك وترى الله في كل شيء، تراه في نفسك وقد هدأت، وتراه فيمن حولك وقد منَّ الله سبحانه وتعالى عليهم.
وتابع: تراه في أبنائك وفي أهلك، وتراه في رزقك، وتراه في قناعتك ورضاك وأول ذلك الصلاة ، امسك البرنامج الرباني السهل : " الوضوء" وهذا سهل ، ولكن ما علاقة الوضوء باستجابة الدعاء؟ ما دمت على وضوء فأنت معك السلاح من أجل أن تصلي في أي وقتٍ حلَّت عليك فيه الصلاة «وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورا».
ووواصل: وعندما يأتي رمضان تصوم {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} يعني من حضر منكم الشهر فليصمه هذه بداية الصلة بالله، هذا بداية الصلاح "الوضوء ، والصلاة ، والصيام وهذا مع الشهادتين".
وأكد أن الإيمان بالله مقدورٌ لكل أحد، كل واحد يستطيع أن يفعل ذلك غني أو فقير ؛ فإنك تستطيع أن تشهد الشهادتين، وأن تتوضأ، وأن تصلي، وأن تصوم، وهناك أمرٌ متعلقٌ بمن منَّ الله بالمنن ومنن الله كثيرةٌ لا تحصى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} ، "الزكاة ، والحج" للقادر على ذلك.
وأشار إلى أن هذا هو الصلاح، وضده الفساد، فإذا لم تتوضأ، ولم تصل، ولم تصم، وإذا لم تذكر ربك حيث قال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} ، فإنك في الفساد {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، وينبغي على كل إنسانٍ منا أن يتأمل ما يعمل حتى لا يكون من المفسدين.