الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معركة الليثيوم تشتعل ... حرب أوروبية صينية على أرض امريكا الجنوبية "التفاصيل كاملة".. 57% من رواسب الليثيوم بالعالم في المثلث الريفي للأرجنتين وبوليفيا وتشيلي

الليثيوم
الليثيوم

تشهد دول أمريكا اللاتينية، حربا اقتصادية جدية، تدور على أرضها بين دول الاتحاد الأوروبي، وبين الصين، وذلك حول استخراج مادة الليثيوم واسعة الاستخدام، والتي تعد مادة أساسية في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، خصوصا أن المثلث الريفي الموجود هناك يعد أحد أكبر مخازن تلك المادة الطبيعية.

 

وفي محاولة لإيجاد مساحة داخل السوق الذي تسيطر عليه الصين، يتوجه المستشار الألماني نهاية الأسبوع الحالي في زيادة إلى القارة اللاتينية، في محاولة لتعويض انخفاض حصة أوروبا من الاستثمار بتلك المادة، حيث أنها متأخرة عن الصين والولايات المتحدة الأمريكية، واللذان يعدان أكبر مصنعي تلك المادة حول العالم.

 

ما أهمية تلك المادة 

 

وحتى يكون لدينا تصور لما أهمية تلك الحرب، يجب أن نعرف في البداية ما هي أهمية تلك المادة التي تتسابق الدول العظمى للسأيطرة عليها، وتعد مادة الليثيوم، من المواد واسعة الاستخدام في مجالات عدة، حيث أنه يستخدم في صناعة الزجاج والخزف، وكذلك فيث سناعة الإلكترونيّات/ زكذلك تدخل المادة بصناعة شحوم التزليق.

 

وكذلك يستخدم يدخل الليثيوم في صناعات التعدين، والتي تدخل في صناعة أجزاء الطائرات، وهناك أيضا بطاريّة الليثيوم التي تستخدم في صناعة السيارات الكهربية، وهو المجال الأكثر أهمية، هذا بجانب دخوله في بعض التطبيقات النوويّة، وتأتي تقديرات مجالات استخدام الليثيوم كالآتي:

  • الزجاج والخزف (29%)
  • صناعة البطاريات (27%)
  • شحوم التزليق (12%)
  • السباكة المستمرة (5%)
  • معالجة الهواء (4%)
  • صناعة البوليميرات (3%)
  • إنتاج الألومنيوم (2%)
  • إنتاج الأدوية (2%)
  • استخدامات أخرى (16%)

 

المثلث الريفي وسيطرة الصين 

 

يقع حوالي 57% من رواسب الليثيوم في العالم في المثلث الريفي للأرجنتين وبوليفيا وتشيلي، حيث هناك طلب كبير على المواد الخام لأنها تستخدم في إنتاج بطاريات للسيارات الكهربائية، ويعد الصينين من الكبار في مجال الأعمال التجارية، حيث استثمروا المليارات في جميع أنحاء العالم في وضع تجمع استراتيجي في تلك الصناعة، تأتي بعدها الولايات المتحدةن فهي أيضا في وضع أفضل من الأوروبيين.

وفيما يخص ألمانيا فبالمقارنة مع الصين، ومع البلدان الأخرى أيضا، نجدها ليست حاضرة في مثلث الليثيوم في أمريكا الجنوبية، وهي الأمور التي دفعت الحكومة الألمانية لتكثيف جهودها لزيادة الاستثمارات في هذا المجال، وذلك وفق ما نشرته صحيفة فوكس الألمانية.

 

 

زيادة هامة للمستشار الألماني 

 

 

خلال رحلته إلى أمريكا الجنوبية، سيتحدث المستشار الألماني  شولز، عن الليثيوم بشكل مباشر، حيث ستبدأ المعالجة التي طال انتظارها للفرص الضائعة، بالمعركة على المواد الخام للمستقبل، حيث تتخلف برلين حاليًا عن الركب، لذلك من الضروري القيام ببعض أعمال المتابعة عندما يسافر المستشار أولاف شولتز إلى الأرجنتين وتشيلي والبرازيل اعتبارًا من عطلة نهاية الأسبوع .

 

ففي تشيلي والأرجنتين ، تتمتع الشركات الألمانية بموقع بداية جيد ، لكن الاختراق الكبير لم يتحقق بعد، ويرى خبراء الصناعة أنه في هذه القضية المهمة من الناحية الاستراتيجية، كان يجب أن يكون هناك جهة تنظيمية أو على الأقل تنسيقية لا يمكن أن تأتي إلا من الدولة، لذلك فنحن بحاجة إلى اتحادات ألمانية يعمل فيها اللاعبون المهمون معًا على جميع مستويات سلسلة القيمة، لذلك يجب أن يكون هناك جهدًا منسقًا من قبل الصناعة والسياسة الألمان.

 

بوليفيا وصعوبة تخطى التنين الصيني 

 

ويعد تقدم الصين في بوليفيا هو الأكثر وضوحا، حيث لا يوجد لأوروبا مشروع مشترك، حيث هناك أخطاء ارتُكبت محليًا ، واضطرابات سياسية في بوليفيا أوجد انعدام الثقة من السكان المحليين، ولذلك تفضيل الحكومة بقيادة الرئيس الاشتراكي لويس آرس العمل مع الصين، وقبل أيام قليلة، نجح الكونسورتيوم الصيني CBC في إبرام عقد في دولة الأنديز، حيث  أعلن الوزير البوليفي المسؤول فرانكلين مولينا قبل أيام قليلة أن استثمار مليار دولار أمريكي ، على الأقل حسب الإعلان. 

 

وتهدف أوروبا إلى بناء مصنعين لكربونات الليثيوم، وبحسب التقارير ، فإن هذه هي المشاركة الأوروبية الأولى في أحد مشاريع بتلك الدولة التي لديها أكبر رواسب من الليثيوم في العالم، وهذا ما يسعى المستشار الألماني إلى تحقيقه خلال زيارته المرتقبة، بعد تحضيرات كبيرة لتلك الزيارة.

 

فرص أفضل في الأرجنتين 

 

ولكن الوضع في الأرجنتين أفضل نسبيلـ حيث هناك شركتان ألمانيتان لهما قدم في الأرجنتين وتشيلي، وتعد شركة "Deutsche E-Metalle DEM) حديثة العهد نسبيًا، وتخطط لتصبح واحدة من المتخصصين الرائدين في العالم في مجالات المواد الإلكترونية والتنقل الإلكتروني، والتي تعد جزءًا من الدورة الفائقة الحالية للتنقل الكهربائي ، على موقع الشركة.

 

ولكن الأمر لن يكون سهلا، فهنا أيضًا تلعب الصين دورًا كبيرًا، فقد استحوذت شركة جانفينج الصينية مؤخرًا على شركة ليثيا الأرجنتينية ، التي تمتلك تراخيص بحيرتي ملح الليثيوم ، مقابل 962 مليون دولار أمريكي، هذا بجانب رغبة قمة موارد التبت - من الصين أيضًا – في استثمار ملياري يورو في مشاريع استكشاف الليثيوم في الأرجنتين.

 

 

الفرص في تشيلي تنتظر الدستور الجديد 

 

الوضع في تشيلي أصعب قليلاً مما هو عليه في الأرجنتين. هنا ليس من الواضح ما هو الإطار التنظيمي الذي سيمنحه الدستور الجديد للشركات الأجنبية ، والذي لا يزال قيد التفاوض سياسيًا، وقد وقعت شركة من تورينجيا (ليفيردي) اتفاقية تعاون مع شركاء تشيليين في سالار دي ماريكونجا في أكتوبر 2022 وهي في بداية الطريق.

 

كما أن الصين نشطة للغاية في تشيلي، حيث أنها حصلت مؤخرًا على حصة 24% في شركة SQM التشيلية، وهي حاليًا واحدة من أكبر منتجي الليثيوم في العالم، وهناك أيضًا تراخيص أخرى لشركات صينية أخرى.

 

يمكن تحقيق اختراق على المدى المتوسط ​​، خاصة في تشيلي ، لأن التفكير المستدام للحكومة التشيلية يتماشى تمامًا مع النهج الألماني. من المقربين من الرئيس التشيلي غابرييل بوريك ، يمكن سماع أن حكومته ، التي ترغب في الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من سيطرة الدولة على إنتاج الليثيوم وسلسلة قيمته ، منفتحة على التعاون الألماني.