الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من طرف خفي _ 34

نجاة عبد الرجمن
نجاة عبد الرجمن

تمهيدا للقيام بأحداث يناير 2011 تم تمهيد الأجواء .. عقب احداث 11 سبتمبر 2001 والتى أتيقن تمام اليقين انها تمت بناء على خطة امريكية أعدها الCIA لتكون ذريعة لتنفيذ مخطط برنارد لويس الذى أقره الكونجراس الأمريكى فى جلسة سرية رسمية عام 1983 على ان يتم البدء فى تنفيذه خلال مدى زمنى لا يستغرق عشرون عاما ، وبدأ تنفيذ السيناريو بالمطالبات بضرورة إنشاء منظمات حقوق الانسان فى مصر عام 1981 أى بعد نصر أكتوبر بستة سنوات واتفاقية كامب دافيد بأقل من عامين. 

و بالمواكبة مع عرض المستشرق اليهودي برنارد لويس لمشروعه الذى بدأه من وحى تصريحات  مستشار الأمن القومى الأمريكى برجينسكى عقب اتفاقية كامب دافيد بعدة أشهر  أى  عام ١٩٨٠ والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صدرت تصريحاته التى أكد فيها أن المعضلة التي ستعانى منها الولايات المتحدة الأمريكية منذ الآن هي كيفية تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الحرب الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران، واستنزفت مقدرات الشعب العراقى ، تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو، وعقب إطلاق هذا التصريح- وبتكليف من البنتاجون- بدأ المستشرق البريطانى اليهودى «برنارد لويس» عام ١٩٨١ وضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كل على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقى.. وغيرها، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحى من مضمون تصريح «بريجنسكى» مستشار الأمن القومى.  

بدأت الادارة الامريكية فى ابتكار مايسمى بحقوق الانسان وتم استقطاب بعض العملاء المصريين لهم واوعزوا لهم بضرورة تأسيس اول منظمة لحقوق الانسان وتم تشكيلها بشكل سرى غير معلن حيث بدأت فى تونس لتكون النواة الاولى نحو الانطلاق لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير  ، على يد سعد الدين إبراهيم ، وفتحى رضوان كان قياديا بالحزب الوطنى القديم وليس الحديث ، بعيدا عن أنظار أجهزة الأمن المصرية عام 1981 عقب اغتيال الرئيس الراحل محمد انور السادات وتولى الرئيس محمد حسنى مبارك مسئولية قيادة البلاد ، قام سعد الدين إبراهيم باستقطاب 50 شخصية مصرية من أبرزهم فتحى رضوان وتم تدشين المنظمة العربية لحقوق الانسان وتم تنصيب فتحى رضوان رئيسا للمنظمة وسعد الدين ابراهيم أمين عام المنظمة ، وبعدما لاقى صدى بين الأوساط السياسية فقرر الدعوة لاجتماع تأسيسى فى قبرص ضم 500 شخصا ، وكان يتم إدارة تلك المنظمة من داخل مكتب سعد الدين إبراهيم بالجامعة الأمريكية حيث كان يعد مقرا رسميا سريا للمنظمة ، وبعد مرور عام واحد قررت رئيسة بولندا ميرى روبيتون زيارة مصر ، فسارع سعد الدين ابراهيم والادارة الامريكية بايعاز رئيسة بولندا بأن تشترط على مصر ان تكون زيارتها مقابل الاعتراف بالمنظمة العربية لحقوق الانسان وبهذا الاشتراط الذى اتعجب قبول الادارة المصرية له خاصة عقب اغتيال السادات خرجت حركة حقوق الانسان فى مصر إلى النور وأصبحوا يمارسون نشاطهم الهدام بشكل معلن وتوسع هذا النشاط مع تولى رئيسة بولندا ميرى روبيتون منصب امين عام هيئة الامم المتحدة وأصبحت أبرز الناشطين فى مجال حقوق الانسان.

نعود للحديث عن احداث 11 سبتمبر 2001 وكيف كانت هى الذريعة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد عقب تنفيذ تنظيم القاعدة عمليته بايعاز من الولايات المتحدة الامريكية لإعطاء إشارة البدء لهدم الجيوش العربية وتدمير منطقة الشرق الأوسط نظرا للخسائر الفادحة التى تلقتها الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيونى اثناء حرب اكتوبر وتدبيرهما عمليات ارهابية بأيدى عربية ومصرية لارهاق الدولة واستنزاف مقدراتها ومن اهم تلك العمليات كانت عملية اغتيال الرئيس الراحل محمد انورالسادات بطل الحرب والسلام يوم الاحتفال بذكرى نصر اكتوبر لمحو ذكرى النصر واستبداله بحدث آخر يكرهه المصريون ، ولم يحدث بل مازال المصريون والعرب يحتفلون بانتصار جيشنا المصرى العظيم . وفشل عمليات التشوية للنصر التى تبنتها امريكا بالشراكة مع اسرائيل.

وبعد مرور 12 عاما على أحداث يناير 2011 تحاول فلول الجماعة الارهابية إعادة إنتاج نفس السيناريو للنيل من الدولة المصرية مستغلين الازمات العالمية الطاحنة التى عصفت بإقتصاديات العالم بما فيهم مصر التى تعانى من تداعيات الأزمة الاوكرانية الروسية وأدت الى ارتفاع معدل التضخم أسوة بدول عظمى تعانى اشد معاناة من الدولة المصرية، محاولين بث الاكاذيب والادعاءات والشائعات والتروج لافكار هدامة تعمل نشر روح اليأس والهزيمة والاحباط بين ابناء الشعب المصري.