مر اليوم 86 عام علي تأسيس مجموعة فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات الشعبية في ألمانيا، ورغم
التداعيات الخطيرة لجائحة كورونا على صناعة السيارات في أوروبا والعالم نجحت مجموعة فولكس فاجن في تعزيز صادراتها للسوق الأوروبية خلال فترة انتشار الفيروس عالميا.
حيث زادت حصة فولكس فاجن من السوق الأوروبية العام الماضي، في حين تراجعت حصص الشركات المنافسة مثل مجموعة بي إس أيه جروب الفرنسية التي تنتج سيارات بيجو، وستروين التي تراجعت حصتها .
- فولكس فاجن وهتلر :
تأسست شركة فولكس فاجن على يد حكومة حزب العمال الألماني بقيادة الزعيم النازي أدولف هتلر يوم 28 مايو من عام 1937 في مدينة فولفسبورج بولاية ساكسونيا السفلى، ويعني اسم فولكس فاجن باللغة الألمانية "سيارة الشعب".
شهد تاريخ فولكس فاجن الممتد لأكثر من 8 عقود العديد من النجاحات من أهمها تجربة سيارة فولكس بيتل الشهيرة والتي عرفت باسم " الخنفساء"، وطرحت أول نسخة منها عام 1961 بمحرك سعة 1200 سي سي، ينتج قوة 36 حصان، وباعت هذه السيارة حتى عام 2002 حوالي 21 مليون سيارة، في الوقت الذي تراجع فيه إنتاجها نظرا لتزايد المنافسة من جانب السيارات الأحدث لتعلن الشركة وقف إنتاج هذه السيارة الأسطورية في عام 2003.
- سيارات وجزائز وجولف بالمقدمة :
تنتج شركة فولكس فاجن 4 سيارات حاصلة على جائزة "سيارة العام الأوروبية" التي يبلغ عمرها 50 عاما وهي سيارة فولكس فاجن جولف التي أنتجت عام 1992، وسيارة فولكس بولو التي أنتجت عام 2010، وسيارة فولكس جولف التي أنتجت عام 2013، وفولكس باسات التي أنتجت عام 2015.
بالإضافة الي 5 سيارات فائزة بجائزة سيارة العام في الولايات المتحدة منها، سيارة فولكس فاجن جي تي1 التي أنتجت عام 1985، وفولكس نيو بيتل التي أنتجت عام 1999، وفولكس تواريج التي أنتجت 2004، وفولكس باسات التي أنتجت عام 2012، وفولكس جولف لاين آب التي أنتجت عام 2015.
- إمبراطورية سيارات عالمية :
حاولت شركة فولكس فاجن إلى التحول لإمبراطورية سيارات عالمية من خلال الاستحواذ على شركات السيارات في العديد من دول العالم، حيث انه في عام 1982 وقعت الشركة اتفاق تعاون مع شركة سيات الإسبانية، وبنهاية 1986 استحوذت على 75% من أسهم سيات وتم استكمال شراء أسهمها عام 1990.
وفي التسعينيات بدأت رحلة استحواذ فولكس فاجن على سكودا أوتو التشيكية واشترت فولكس فاجن 31% من أسهمها، وبعد سنوات استكملت الشركة الألمانية الاستحواذ على الشركة التشيكية مع استمرار الأخيرة في العمل كشركة منفصلة وعلامة تجارية مستقلة، كما استحوذت أيضا علي، بورشه الألمانية، وأودي الألمانية، ولامبورجيني الإيطالية.
- فضيحة في أمريكا :
في شهر سبتمبر من عام 2015 اعترفت فولكس فاجن في الولايات المتحدة باستخدام برنامج كمبيوتر معقد لتقليل كميات العوادم المنبعثة من سيارات الديزل أثناء الاختبارات مقارنة بالكميات الحقيقية التي تنبعث أثناء السير في ظروف التشغيل الطبيعية، وفتح هذا الاعتراف بابا أمام عشرات الآلاف من دعاوى التعويضات سواء من جانب أصحاب هذه السيارات أو السلطات البيئية والرقابية في دول العالم.
وجاء حكم المحكمة الاتحادية الألمانية بإلزام مجموعة فولكس فاجن بدفع تعويضات للعملاء الذين تضرروا، وذلك اعتبر تلاعب من الشركة بمعدلات انبعاثات سيارات الديزل.
- إعلان عنصري وخطة في أوروبا :
ومن جانبه أوضح هربرت ديس، الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاجن قائلا " إنه على أوروبا توسيع شبكة شحن السيارات الكهربائية في أوروبا، وإنه من الضروري أن تكون هناك أهداف ملزمة بشأن التوسع في هذه الشبكة، لكل دولة من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، ونحتاج لخطة أوروبية شاملة للسيارات الكهربائية".
تسبب إعلان عنصري لشركة فولكس فاجن تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة، إلى جانب توضيح موقف الشركة في الصين، والتوسيع المحتمل في التعاون مع شركة سيارات "فورد" الأمريكية العملاقة في حدوث عدة مشكلات للشركة .
واجهة سيارة فولكس جولف 8 مشكلات منذ بدء إنتاجها عام 2019، وتخلفت الشركة كثيرا عن هدفها الأصلي المتمثل في إنتاج مئة ألف سيارة في السنة الأولى، حيث أنتجت فقط أقل من 10% من المستهدف، وبناء علي ذلك بيرند أوسترلو رئيس مجلس العاملين في فولكس فاجن اتهم الإدارة العليا بعدم المشاركة في إيجاد حلول .
وتتعلق مشكلات الطراز إلى حد كبير بعيوب في برامج وتكنولوجيا المعلومات والأنظمة الإلكترونية الجديدة لهذا الطراز، حيث اضطرت فولكس فاجن إلى الاعتذار عن إعلان يروج للطراز الجديد على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها.
حيث يظهر الإعلان رجلا ببشرة سمراء تدفعه أياد بيضاء في الشارع بعيدا عن السيارة وعندما تظهر كلمات "Der neue Golf" تدريجيا على الشاشة فـ تظهر مجموعة من الحروف تشبه كلمة "Nigger" والتي تعني " زنجي ".