الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سخط إيطالي وغضب ألماني.. لماذا ترفض شعوب أوروبا وأمريكا مساعدات بلادها لأوكرانيا؟

مظاهرات
مظاهرات

جددت الشعوب الأوروبية والأمريكية مخاوفها من استمرار دعم بلادها العسكري إلى أوكرانيا، خصوصا بعد التوسع في المساعدات لتشمل الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات ومركبات عسكرية، حيث عبرت عدد من شعوب وأحزاب عدد من البلدان الغربية عن تخوفهم من استمرار حجم وطبيعة تلك المساعدات العسكرية.

 

تأتي تلك التخوفات بعد إعلان ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وعدد آخر من دول أوروبا عن إرسال دبابات متطورة، ومدرعات وأسلحة ثقيلة، في حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا في حربها الدائرة مع روسيا، وسط توقعات بتوسع الحرب مع عملية كبرى يبشر بها الطرفان مع بداية الربيع.

 

 

سخط إيطالي من إرسال الأسلحة لأوكرانيا

 

 

وفي أحدث تعبير عن رفض تلك المساعدات داخل أوروبا، أكد استطلاع رأي أن ما يقرب من 60٪ منالإيطاليين يعارضون إرسال الدبابات، وأسلحة أخرى إلى كييف، وقالت بعض الاستطلاعات إن ما يقرب من 60% من الإيطاليين يعارضون إرسال الحكومات الغربية دبابات إلى أوكرانيا.

 

 

وبحسب استطلاع أجراه مركز "يوروميديا ريسيرش" البحثي، فإن أكثر من 58% من الإيطاليين لا يؤيدونقرارات الحكومات الغربية بإرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، ووفق الاستطلاع، يرى المعارضون لإرسال الدبابات إلى أوكرانيا أن هذا القرار قد يؤدي إلى تصعيد الصراع مع احتمال تورط الناتو بشكل مباشر في النزاع.

 

ويعارض 68.5% ممن شاركوا في الاستطلاع دخول الناتو بشكل مباشر في الحرب الروسية الأوكرانية، فيما يؤيد الأمر 16.2% من إجمالي المشاركين، وعن التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا، يرى32.5% من المشاركين في الاستطلاع أنه سيتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا.

 

 

حزب ألماني: إرسال الدبابات قرار غير مسؤول وخطير

 

 

وفي ألمانيا صاحبة القرار التاريخي بإرسال الدبابات، انتقد حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف قرار الحكومة الألمانية بتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد ووصف القرار بأنه "غير مسؤول وخطير"، وقال الزعيم المشارك للحزب تينو شروبالا "ألمانيا معرضة لخطر الانجرار بشكل مباشر في الحرب نتيجة لذلك. تزويد (أوكرانيا) بدبابات من مخزونات الجيش الألماني، سيتسبب في تراجع قواتنا المسلحة بشكل أكبر".

 

واتهم شروبالا المستشار الألماني أولاف شولتس بتعريض أمن ألمانيا ومواطنيها للخطر، حيث أن هذا قد يكون له تداعيات خطيرة، ويوجد خشية من تورط ألمانيا في تلك الحرب، وليس ألمانيا فقط، ولكن قد يكون توريط لدول أوروبا ودول حلف الناتو.

فيما أظهر استطلاع رأي داخلي، أن هناك انقسام شعبي حول السماح بتوريد الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا، حيث كانت نسبة المعارضين لهذا القرار تزيد عن 43% من الألمان وفق أحدث استطاع رأي حول الملف ونشرته عدد من صحف ألمانيا، وتخوف هؤلاء من القرار يعد تدخلا في الحرب، وقد يوسع رقعة الحرب خارج حدود أوكرانيا، ومقابل تلك النسبة كان هناك 46% يؤيدون القرار.

 

 

57% من الأمريكيين سئموا استمرار دعم أوكرانيا

 

 

فيما كشف استطلاع للرأي أن 57٪ من الأمريكيين سئموا استمرار دعم واشنطن لأوكرانيا في وجه روسيا، ويطالبون بحل دبلوماسي لإنهاء الأزمة، وذكر "معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول" أنه وفيحين تم شطب الدبلوماسية إلى حد كبير داخل دوائر صنع السياسة والسياسة في واشنطن باعتبارها نظرية وغير قابلة للتطبيق في الحرب الروسية الأوكرانية.

 

وأظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة داتا فور بروغريس بتكليف من المعهد أن 57% من الناخبين المحتملين يؤيدون بشدة أو إلى حد ما مواصلة الولايات المتحدة للمفاوضات الدبلوماسية في أقر بوقت ممكن لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حتى لو تطلب الأمر من أوكرانيا تقديم تنازلات لروسيا، فيما عارض32% فقط من المستطلعين ذلك بشدة أو إلى حد ما.

 

ويعارض ما يقرب من نصف الأمريكيين إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا إذا لم تشارك الولايات المتحدة في الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، وأظهر الاستطلاع أن ما يقرب من نصف المستطلعين(47%) قالوا إنهم يؤيدون استمرار المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا فقط إذا شاركت واشنطن في الدبلوماسية الجارية، فيما أعرب نحو40% عن دعمهم لتزويد كييف بالسلاح بغض النظر عن عملية التفاوض.

 

كما خلص استطلاع الرأي إلى أن ما يقرب من58% يقولون إنهم سيعارضون تقديم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بالمستويات الحالية إذا كانت بلادهم تعاني من ارتفاع أسعار البنزين وارتفاع تكلفة السلع، ويشعر الأمريكيون أيضا بالضغوط الاقتصادية للحرب، حيث قال 61 في المائة إنها أثرت عليهم ماليا، وأفاد 58 في المائة أنهم سيعارضون تقديم الولايات المتحدة مساعدات لأوكرانيا بالمستويات الحالية إذا أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار الغاز وارتفاع تكلفة البضائع.

 

وأوضح المعهد أن الاستطلاع أجري في الفترة من 16 إلى 19 سبتمبر 2022، وشمل 1215 ناخبا محتملا، وأفاد في السياق بأن أوكرانيا هي الآن أكبر متلق للمساعدات العسكرية الخارجية الأمريكية في القرن الماضي ومشاركة الولايات المتحدة في المجهود الحربي آخذة في الازدياد فقط، حيث تزود واشنطن كييف بأسلحة أكثر تطورا ومعلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي.

 

وبين المعهد أن جهود واشنطن الدبلوماسية تتضاءل مقارنة باستثماراتها العسكرية، حيث قالت إن وزيرالخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدثا مرة واحدة فقط منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا في شهر فبراير.

 

المظاهرات قبل استطلاعات الرأي

 

 

وقبل موجة استطلاعات الرأي التي جرت في بلدان الغرب، كان هناك موجة من المظاهرات في بداية الشتاء وهي مظاهرات اجتاحت عواصم دول الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها الاقتصادية حول العالم، حيث عكست تلك الموجة مدى عمق الأزمة داخل القارة العجوز، خصوصا مع ارتفاع كبير في التضخم، وعجز واضح في الطاقة، مع ارتفاع الأسعار.

 

وذلك ما حدث في فرنسا، خصوصا بعد أن بلغ نسبة التضخم 6.2%، وهي الأكثر انخفاضا في منطقة اليورو، وقد استجاب عمال سكك الحديد والنقل ومدرسو المعاهد الثانوية وموظفو المستشفيات العمومية لنداء اتحاد عمال قطاع النفط، للمطالبة بزيادة الأجور والاحتجاج على تدخل الحكومة في إضرابات عمال المصافي، الذي تسبب في نقص الإمداد بالوقود.

 

ومع بداية الشتاء خرجت عدة مظاهرة في باريس للمطالبة باستقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورفض عضوية فرنسا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإمداد أوكرانيا بالسلاح، وقال المتظاهرون إن "ماكرون يمد أوكرانيا بالأسلحة لحرب لا تهمنا ، ونحن ليس لدينا الآن غاز، ولا كهرباء لإدارة أعمالنا ، ولا تدفئة في منازلنا".

 

وفي الوقت الذي أجبرت فيه رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس على الاستقالة في أقل من شهرين من تسلمها لمنصبها، بعد أن أثارت خططها الاقتصاية الفوضى في الأسواق المالية، وأضرت أكثر باقتصاد متعثر، فإن الخطر المحدق بالزعماء السياسيين البريطانيين أصبح أكثر وضوحا، فيوقت يطالب الناس باتخاذ إجراءات فعلية.

 

ونظم عمال سكك الحديد وأعوان التمريض والموانئ والمحامون وآخرون سلسلة من الإضرابات خلال الأشهر الأخيرة، مطالبين برفع الأجور بما يتناسب ونسبة التضخم، التي بلغت أعلى مستوياتها خلال أربعة عقود عند 10.1%، فيما احتل محتجون بريطانيون مقر شركة الكهرباء باسكتلندا "سكوتشباور" وكذلك المتحف البريطاني، اليوم وسط ارتفاع فواتير الطاقة والمستويات "شديدة الارتفاع" لنقصالوقود في بريطانيا، بحسب منظمي الاحتجاجات.

 

وكانت ألمانيا بداية الشرارة لتعطل عمليات العبور بعد أن توقفت القطارات، وكذلك اضطربت حركة النقل الجوي، بسبب إضرابات طياري خطوط لوفتهانزا الألمانية والتي انتقلت إلى شركات أخرى وموظفي المطارات في أنحاء أوروبا، الساعين إلى رفع أجورهم تماشيا مع معدلات التضخم.

 

وكذلك شهدت مدن شرق ألمانيا مظاهرة احتجاجا على ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، وكان قد دعا إلى المظاهرة تحالف يتألف من أكثر من 40 مجموعة يميل أكثرها إلى الطيف اليساري من نقابات وناشطي مناخ إلى حزب اليسار.

 

ونهاية العام الماضي تظاهر عشرات آلاف الإيطالي ينفي العاصمة روما لمطالبة حكومة بلادهم بالتوقف عن إرسال أسلحة لمواجهة الغزو الروسي في أوكرانيا، وهتف المتظاهرون بشعار "لا للحرب .. لا لإرسال السلاح".

 

وكذلك نظم الاتحاد العام الإيطالي للعمال مسيرات احتجاجا على ارتفاع تكلفة المعيشة والتضخم وزيادة أسعار الطاقة ، وعبروا عن غضبهم من خلال الشعارات المناهضة للفاشية والمسالمة.

 

بينما تجمع العشرات من المتظاهرين في العاصمة النمساوية فيينا، وأعربوا عن الرغبة في  خروج النمسا من الاتحاد الأوروبي، وأهمية إنشاء صداقة مع روسيا"، حيث أن هذا سيؤدى الى خفض أسعار البنزين والكهرباء والغاز ، الغذاء، كما أعرب المتظاهرين عن أهمية عدم فرض عقوبات والضرائب المرتفعة والتى ستؤدى إلى ارتفاع  التضخم.