الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

1000 جريمة ضد ذوي الأصول الأفريقية سنويًا .. القصة الكاملة لوفاة شاب على يد الشرطة الأمريكية

1000 جريمة بحق ذي
1000 جريمة بحق ذي الأصول الأفريقية سنويًا

"وباء موت ذي الأصول الأفريقية، على يد الشرطة مازال منتشر داخل أمريكا، ويعيد للأذهان التاريخ القميئ للعبودية والتفرقة العنصرية لدى بلاد العم سام"... هذا ليس تعليق مواطن عربي عن حادث داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه لسان حال الرأي العام الأمريكي عقب حادث جديد لمقتل شاب من أصول أفريقية على يد رجال الشرطة بعد ضربه بوحشية في الشارع، وآثار الفيديو وما احتواه من تعامل غير آدمى ضجة كبيرة أجبرت الرئيس الأمريكي أن يعلق على الحادث.

وقد أعادت وفاة رجل أمريكي من ذي الأصول الأفريقية أعزل، خلال توقيفه من قبل الشرطة، إشعال النقاش حول وحشية الشرطة في التعاطي مع الأقليات العرقية في الولايات المتحدة، خصوصا في ظل أن الإحصائيات تظهر أن حصيلة وفاة السود على يد الشرطة تظهر أرقام كبيرة سنوية، تخطت معظمها الـ1000 ضحية من أصول أفريقية على يد الشرطة.

الواقعة تعود لـ7 يناير ونشر الفيديو أمس 

البداية كانت بقيام مجموعة من ضباط شرطة ولاية تينيسي بلكم وركل، شاب من ذي الأصول الأفريقية 29 عاما، يدعى تاير نيكولز، بينما كان قابعًا على الأرض، وهو يصرخ وينادي على والدته، وهو على بعد حوالي 80 ياردة فقط من منزلها، وقد توفى نتيجة لهذا الاعتداء، وتعود الواقعة إلى 7 يناير، ولكن تم إذاعة لقطات المراقبة ليلة الجمعة.

تضمن مقطع الفيديو المزعج ، الذي نشرته إدارة شرطة ممفيس في أربعة أجزاء ، كلاً من كاميرا للجسم وكاميرا مثبتة على مصباح الشارع، بينما كانت إصابات نيكولز شديدة بشكل واضح، وحالته الجسدية في تدهور واضح، يشير الفيديو إلى أن سيارة إسعاف لم تصل لأكثر من 20 دقيقة بعد الضرب الوحشي، وأثار نشر فيديو موجة واسعة من ردود الفعل الرسمية والشعبية داخل أمريكا. 

مات وهو يتوسل أثناء ضربه : أحاول فقط العودة إلى المنزل

تظهر مقاطع الفيديو الأربعة التي تم نشرها على الملأ تسلسلاً زمنيًا تقريبيًا للمواجهة المميتة بين نيكولز والشرطة، حيث بدأ الحادث عندما أوقفه اثنان من ضباط شرطة ممفيس في موقف مرور، وهكذا صرخ أحد الضباط عدة مرات له قائلا: "أخرج من السيارة!"، فأجاب نيكولز: "لم أفعل أي شيء"، قال ضابط: "انبطح إلى الأرض اللعينة"، فقال نيكولز: "أنا على الأرض .. أنتم يا رفاق تفعلون الكثير من الأخطاء .. أنا فقط أحاول العودة إلى المنزل". 

ووثق الفيديو الحادثة، حين تم إحضار الشاب على الأرض، وانتهى به الأمر بالركض من الضباط، وسُمع أحد الضباط وهو يقول: "آمل أن يدوسوا مؤخرته"،  ووقع الضرب المميت عندما ألقى ضباط آخرون القبض عليه في وقت لاحق عند تقاطع طرق، وتظهر بعض اللقطات الفوضوية الضباط وهم يلكمون ويركلون نيكولز. 

ردود فعل غاضبة .. وبايدن: الحادث تذكير لما يعانيه السود 

نشر مقطع فيديو عن مواجهة الشرطة المميتة مع تاير نيكولز في ممفيس، جاء بعد وفاة تاير داخل المستشفى بعد ثلاثة أيام من توقيفه، وقد آثار الحادث ردود فعل غاضبة، وتنظيم العديد من المظاهرات، سواء في ولايته أو في نيويورك ، وبدأت الاحتجاجات الأمريكية بعد أن نشرت الشرطة القطات، ودعا المسؤولون إلى الهدوء في مواجهة الاحتجاجات المتوقعة بعد إصدار الفيديو ، والذي كان من المتوقع أن يكون قاسيًا ووحشيًا.

وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن، على التظاهر السلمي، مع الاعتراف بالغضب العميق الذي أذكاه الهجوم، قائلاً: "موت تاير هو تذكير مؤلم بضرورة بذل المزيد من الجهد لضمان أن نظام العدالة الجنائية لدينا يفي بوعد العدالة العادلة والنزيهة والمساواة، المعاملة والكرامة للجميع ".

وبعد نشر مقطع الفيديو، قال بايدن: "مثل الكثيرين ، شعرت بالغضب والألم الشديد لرؤية الفيديو المروع للضرب الذي أدى إلى وفاة صور نيكولز. إنه تذكير مؤلم آخر بالخوف العميق والصدمة والألم والإرهاق الذي يعاني منه الأمريكيون السود والبنيون كل يوم ".

5 ضباط يواجهون تهمة القتل العمد من الدرجة الثانية 

ووجهت يوم الخميس إلى خمسة من ضباط شرطة ممفيس السابقين المتورطين في المواجهة المميتة تهمة القتل العمد من الدرجة الثانية، والاعتداء المشدد، والاختطاف المشدد، وسوء السلوك الرسمي والقمع الرسمي في وفاة نيكولز، وكان مسؤولو الشرطة قد ادعوا في البداية أن "مواجهة" اندلعت عندما اقترب الضباط من سيارة نيكولز ، أعقبتها "مواجهة" أخرى عند القبض عليه.

والضباط الخمسة هم من الضباط السود، قد تم فصلهم الأسبوع الماضي، وقالت إدارة شرطة ممفيس إن الرجال انتهكوا "سياسات الإدارة المتعددة ، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة ، وواجب التدخل ، وواجب تقديم المساعدةـ، ووصف قائد شرطة المدينة، سي جيه ديفيس ، الحادث المميت بأنه "شنيع ومتهور وغير إنساني".

الشرطة الأمريكية تقتل السود أكثر من البيض 3 مرات 

وتظهر بيانات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، أنّ 1014 شخصاً من ذي الأصول الأفريقيةا، قتلوا على يد الشرطة في عام 2019، وتبيّن عدّة دراسات أن الأمريكيين السود، أكثر عرضة لأن يقعوا ضحايا للشرطة مقارنة بالأعراق الأخرى، حيث أعلنت منظّمة Mapping Police Violence غير الحكومية، في دراسة أجرتها، أنّ السود يقتلون على يد الشرطة، أكثر بثلاث مرات من البيض.

وحفّزت وحشية الشرطة ردود فعل مثل حراك "حياة السود مهمّة #BlackLivesMatter" الذي انطلق عام 2013، وقد لقي دعماً علنياً من بعض المشاهير، من بينهم المغنية بيونسيه، ونجم كرة السلة ليبرون جايمس، وننشر هنا أسماء بعض الضحايا الذين أشعلت وفاتهم احتجاجات شعبية ضد وحشية الشرطة.

ترايفون مارتن - 26 فبراير 2012

قتل تلميذ الثانوية من ذي الأصول الأفريقية ترايفون مارتن (17 عاماً)، برصاص جورج زيمرمان في سانفورد، فلوريدا، وكان الشاب في زيارة لأقاربه في حيّ سكني مسوّر، حين واجهه زيمرمان، وهو متطوّع لحراسة الحي، من أصول لاتينية، وقال زيمرمان إنّه أطلق النار على ترايفون "دفاعاً عن النفس"، وفي عام 2013، رأت هيئة محلفين إنّه غير مذنب، لكن أهل المراهق وأصدقاءه أصرّوا أنّ الحادثة كانت جريمة قتل، وكانت تلك الواقعة مفصليةً في إشعال فتيل حراك "حياة السود مهمّة" الاجتماعي.

إريك غارنر - 17 يوليو 2014

توفي غارنر (44 عاماً) مختنقاً في نيويورك، بعد اعتقاله للاشتباه ببيعه السجائر غير الخاضعة للضريبة، وفي اللقطات المصوّرة التي أخذت للحادث، يكرّر غارنر الاستغاثة قائلاً "لا أستطيع أن أتنفس"، فيما واصل الشرطي الأبيض دانيال بانتاليو لفّ ذراعه حول عنقه، ورفضت هيئة محلفين كبرى في الولاية توجيه اتهامات جنائية ضد بانتاليو، مما أشعل احتجاجات في مدن أمريكية عدّة، وطرد بانتاليو من شرطة نيويورك بعد خمس سنوات من الحادثة.

مايكل براون - 9 أغسطس 2014

اكتسبت حركة "حياة السود مهمّة" سمعة أكبر على المستوى الدولي، بعد مقتل مايكل براون (18 عاماً) بالرصاص، بعد مشادة مع ضابط الشرطة الأبيض دارين ويلسون، ووقع الحادث في مدينة فيرغسون بولاية ميسوري، حيث فجّر احتجاجات عنيفة، أدت إلى وفاة شخص، وجرح كثر، إلى جانب اعتقال المئات، كما تجدّدت الاحتجاجات في وقت لاحق من ذلك العام، حين رفضت هيئة محلفين توجيه تهم جنائية لويلسون الذي استقال من الشرطة.

والتر سكوت 4 أبريل 2015

تلقى والتر سكوت (50 عاماً)، ثلاث طلقات في الظهر، أثناء فراره من الشرطي مايكل سلاغر، في مدينة نورث تشارلستون، بولاية كارولينا الجنوبية، وقد أوقف سلاغر سيارة سكوت لأن ضوء فرامل سيارته كان مكسوراً، وكانت قد صدرت بحقّه مذكرة اعتقال لتأخره بدفع نفقة إعالة طفله، وحُكم على سلاغر بالسجن 20 عاماً في عام 2017، بينما حصلت عائلة سكوت على تسوية قدرها 6.5 مليون دولار من سلطات نورث تشارلستون.

فريدي غراي - 12 أبريل 2015

لم يكن قد مضى أسبوع على مقتل والتر سكوت، حين شهدت مدينة بالتيمور في ماريلاند، قضية أخرى مثيرة للجدل، فقد اعتقل فريدي غراي (25 عاماً) لحمله سلاحاً بعد عثور شرطي على سكين في جيبه، ويظهر فيديو صوّره أحد الشهود على الحادثة، صراخ غراي، خلال حمله إلى سيارة الشرطة، وأدخل غراي بعد ساعات إلى المستشفى، حيث شخص بإصابة خطيرة في العمود الفقري، وتوفي بعد ذلك بأسبوع، ما أدّى إلى اندلاع احتجاجات عنيفة، أصيب خلالها 20 ضابطاً على الأقلّ، واعتبر ثلاثة من الضباط الستة الضالعين في اعتقاله غير مذنبين بوفاته، ولم يحاكم الثلاثة الآخرون.

ساندرا بلاند - 13 يوليو 2015

أوقف العنصر في شرطة ولاية تكساس بريان إنسينيا، الشابة ساندرا بلاند (28 عاماً)، بسبب مخالفة مرور بسيطة، وأثناء اقتراب الشرطي منها، أشعلت بلاند سيجارة، ورفضت إخمادها. وجراء ذلك ألقي القبض عليها، واتُهمت بالاعتداء على ضابط شرطة، بعد احتجاجها على العملية، وبعد ثلاثة أيام، انتحرت في السجن، ليثير موتها غضباً في أمريكا، وقد ساهمت قضيتها بالترويج لحركة "قولوا اسمها #SayHerName" الاجتماعية، الهادفة للتوعية حول ضحايا وحشية الشرطة من النساء. وألهمت قصتها فيلماً وثائقياً بثته شبكة HBO الأمريكية في عام 2018.

فيلاندو كاستيل - 6 يوليو 2016

أطلق الشرطي جيرونيمو يانيز النار على فيلاندو كاستيل، بعدما طلب منه التوقف على جانب الطريق، في مدينة فالكون هايتس، بولاية مينيسوتا، وبثت صديقة الضحية ما جرى بعد إطلاق النار مباشرةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واتهم يانيز بالقتل غير العمد من الدرجة الثانية، ووجهت له تهمتان باستخدام سلاح ناري بشكل خطير، إلا أنّ هيئة محلفين برأته بعد مرور أقل من عام على الحادثة.

بوثام جان - 6 سبتمبر 2018

قتل جان (26 عاماً)، في شقته، على يد الشرطية، آمبر غايغر، خارج أوقات خدمتها الرسمية، وقالت الشرطية إنّها دخلت إلى شقة المحاسب عن طريق الخطأ، معتقدةً أنّها شقتها، وأطلقت النار على جان، معتقدةً أنه سارق، وبعد سنة من الحادثة، حكم على غايغر بالسجن عشرة أعوام.

أتاتيانا جيفرسون - 13 أكتوبر 2019

قتلت طالبة الطب أتاتيانا جيفرسون (28 عاماً) بالرصاص، داخل غرفة نومها الخاصة، في مدينة فورث وورث، بولاية دالاس، على يد الضابط آرون دين، وكان دين قد أرسل إلى عنوانها، بعدما أبلغ أحد الجيران الشرطة أن باب جيفرسون الأمامي مفتوح. ولدى وصوله، أطلق دين النار على جيفرسون من نافذة غرفة نومها، وأدين الشرطي بالقتل، لكنه لم يحاكم بعد.

برونا تايلور - 13 مارس 2020

أصيبت طبيبة الطوارئ برونا تايلور (26 عاماً) بثماني طلقات، عند مداهمة عناصر الشرطة شقتها، في مدينة لويزفيل، بولاية كنتاكي، في 13 مارس/آذار الماضي، وكانوا يحملون مذكرة تفتيش كجزء من التحقيق بتهم تتعلق بالمخدرات، ولكنهم لم يجدوا أثراً للممنوعات في بيتها، وتعتقد عائلة تايلور أن الشرطة لم تكن تبحث لا عنها ولا عن شريكها، بل عن مشتبه به لا صلة للضحية به، كان محتجزاً بالفعل وقت الحادثة، ولا يعيش أساساً في المجمع السكني ذاته، ومن جهتها، قالت شرطة لويزفيل إنها أطلقت النار رداً على إصابة أحد الضباط بطلقة في الحادث.