حذرت دار الإفتاء المصرية، من صلاة مشهورة بين الناس في شهر رجب ، يظن الناس بها أنها تغفر الذنوب وتزيد الحسنات، ولا يعلمون أنها بدعة في الدين وليس لها أساس في الشرع الحنيف.
صلاة محظورة في رجب
وقالت دار الإفتاء، في فتوى لها، أن هذه الصلاة، صلاة الرغائب ، وكيفيتها، أنها تصلى اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب, قال عنها الإمام النووي في المجموع: "هي صلاة بدعة ومنكرة قبيحة، ولا يغتر بذكر من ذكرها, ولا بالحديث المذكور فيها؛ فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمها من الأئمة فصنّف ورقات في استحبابها؛ فإنه غالط في ذلك، وقد صنف في إبطالها الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابا نفيسًا فأحسن فيه وأجاد". اهـ.
وقال الشيخ الرملي الكبير في فتاويه: "لم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب باطل, وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء، وقد ذكرها بعض أعيان العلماء المتأخرين، وإنما لم يذكرها المتقدمون; لأنها أحدثت بعدهم، وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة؛ فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها". اهـ.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الخبر الوارد بشأن هذه الصلاة قال عنه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: إنه موضوع.
أفضل الأعمال في شهر رجب
ومن جانبه كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى، عن 4 أمور من الطاعات ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها خلال شهر رجب والأشهر الحرم بشكل عام.
وقال الأزهر في فتوى له، إن أول هذه الأمور المستحبة في شهر رجب هو: الإكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور، والثاني من الأمور المستحبة في شهر رجب أن يغتنمَ المؤمنُ العبادة في هذه الأشهر التي فيها العديد من العبادات الموسمية كالحج، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.
وأشار إلى أن الأمر الثالث المستحب في شهر رجب أن يترك الظلم في هذه الأشهر لعظم منزلتها عند الله، وخاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من نفحات الأيام الفاضلة، وحتى يكُفَّ عن الظلم في باقي الشهور، والرابع الإكثار من إخراج الصدقات.
حكم صيام رجب
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن شهر رجب من الأشهر الحرم التي عظم الله – سبحانه وتعالى- من شأنها وباقي الأشهر الحرم أيضًا.
وأضاف «علام» في إجابته عن سؤال: « ما حكم صيام شهر رجب؟»، عبر فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعى « فيسبوك» أن شهر رجب من الأشهر الحرم، وهن: المحرم وذي القعدة وذي الحجة.
واستشهد المفتي بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ»، أخرجه مسلم.
وأوضح أنه يجوز للمسلم أن يصوم ما يشاء من شهر رجب؛ لقوله – تعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، ( سورة الحج: الآية 77)، مشيرًا إلى أن هذا من باب فعل الخير والتقرب إلى الله – عز وجل.